تحقيقات وتقارير

رفع العقوبات الاقتصادية .ما بين التخوين و صكوك الوطنية


مع اقتراب الموعد المعلن من قبل الادارة الأمريكية لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بصورة نهائية ،فى 12 اكتوبر القادم ، اشعلت المذكرة التي قامت شخصيات سودانية بتسليمها للكونغرس الامريكي تطالب باستمرار العقوبات ،وعزا مراقبون للشأن السياسي تلك المذكرة المقدمة باستمرار العقوبات كمحاولة لقطع الطريق امام زيارة وزير الخارجية الاستباقية لموعد رفع العقوبات المعلن ، ويرون أنها خطوة للتشويش المتعمد تزامنا ً مع جولة بروفيسورغندور للولايات المتحدة الامريكية والتي التقى خلالها بالعديد من الشخصيات ابرزهم مستشار الرئيس الامريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب توم بوسارت بمباني البيت الابيض ، الي جانب سيريل سارتور كبير مديري أفريقيا بمجلس الأمن القومي ، فضلاً عن مديرة ادارة أفريقيا بمجلس الأمن القومي ،لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

التقييم الأخير .
اللقاء الذي جمع وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور يوم «الجمعة» 15 سبتمبر بمستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب ، أكد فيه السيد توم بوسارت انهم في الادارة الأمريكية أمضوا وقتاً طويلاً في بحث موضوع السودان على أعلى المستويات وأنهم الان يمضون نحو التقييم الاخير توطئة لاتخاذ القرار النهائي في الوقت المحدد فى 12أكتوبر المقبل وهم يأملون من جانبهم ان يتمكنوا من اعلان أخبار طيبة عن السودان في الأجل المضروب.
في الاثناء قال بروفيسور غندور ان الولايات المتحدة تعد دولة مهمة على المستوى الدولي ،وان السودان حريص علي تعزيز علاقاته معها، وكذلك السودان أيضاً دولة مهمة ومؤثرة في محيطها الاقليمي ، وان هذا من شأنه أن يعزز فرص التقارب والعمل المشترك بين البلدين لتعزيز الأمن والسلام في الاقليم الذي يتسم الوضع فيه بحالة من عدم الاستقرار ، فيما يمثل السودان نموذج الدولة المستقرة في الاقليم واستعرض المسار التاريخي للعلاقات الثنائية السودانية الامريكية والتطورات التي رافقتها بدءاً من مطلع ستينات القرن الماضي الى فترات التباعد والعقوبات خلال العقدين الاخيرين، في ذات الوقت عقد غندور سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين ، من بينها لقاء مع نائب وزير الخارجية ، جون سوليفين، ومدير الوكالة الأميركية الدولية للتنمية، مارك قرين، فضلا عن مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، دونالد ياماموتو، والمبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان، بول ستيفين، وقد سيطرت على اللقاءات عملية تقييم المسارات الخمسة التي اتفق عليها البلدان كشرط لرفع العقوبات الاقتصادية ، وكانت مصادر دبلوماسية بالخرطوم قد تكهنت ان العلاقات قد تعود الى نقطة الصفر في حال نكثت الادارة الامريكية بوعودها وفق التاريخ المحدد لرفع العقوبات ، ووقف كافة أنواع التعاون معها على المستوى الاقليمي والدولي،لا سيما في ملف مكافحة الارهاب ، بالمقابل بدأت الحكومة في تحركات دبلوماسية سبقت زيارة غندور الاخيرة لواشنطن ، وشهدت مبانى الخارجية السودانية بالخرطوم حركة دؤوبة لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين في المنظمات الدولية العاملة في البلاد،عمدت الحكومة الى لقائهم لحثهم على دعم موقفها الداعي لرفع العقوبات بصورة نهائية في الموعد المحدد منتصف اكتوبر المقبل .

شهادة تقديرية
اعرب كبير مديريِّ افريقيا بالبيت الأبيض سيريل سارتور، عن شكره وتقديره لجهود السودان التي يبذلها لتحقيق الاستقرار في الاقليم كما اشاد بالتعاون القائم بين المؤسسات في البلدين،بينما أشار غندور، وفق ما ورد على لسانه في بيان لوزارة الخارجية السودانية ،لجهود السودان في مكافحة الارهاب والتعاون القائم بين السودان والولايات المتحدة في هذا المضمار ، والذي قاد الى نتائج ايجابية جداً ، كما قدم غندور مجهودات السودان في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ، في غضون ذلك جدد السيد توم بوسارت الاعراب عن تقديرالولايات المتحدة الكبير للدور الذي يقوم به السودان مؤكداً ان الادارة الامريكية تقيِّم التقدم المحرز مع السودان في الوقت الراهن فقط على ضوء خطة المسارات الخمسة وقال انهم راضون كل الرضا عما تم انجازه في كل المسارات واشار لاهمية مواصلة العمل في المحافظة علي هذه الانجازات لتعزيز العلاقات الامريكية السودانية.

تخوين
تفاجأ الرأي العام السوداني بالصور المنتشرة في وسائط التواصل الاجتماعي منسوبة لجماعة محدودة من المعارضة السودانية بأمريكا، تدعو الادارة الأمريكية لعدم رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وبررت أن رفعها لا يخدم مصلحة الشعب السوداني «حسب رأيهم « ودفعوا بمذكرة للكونغرس،حملت بعض المزاعم عن ممارسات «سلبية «للحكومة» تتمثل في عمليات قتل وتشريد وانتهاك للحريات، وحثت المذكرة الكونغرس للضغط في اتجاه الابقاء على العقوبات الاقتصادية، في محاولة لاستخدام أدوات التأثير على القرار الأميركي بصورة سلبية ،مما حدا بالكثيرين لوصف هذه الخطوة بـ «الخيانة الوطنية » . لكن المجموعات المعارضة للحكومة تري أن الابقاء على العقوبات الأميركية المفروضة على السودان، تمثل ورقة ضغط لالزام الحكومة في السودان بتحقيق السلام واطلاق الحريات.

صكوك الوطنية
الصدمة التي أحدثتها خطوة الناشطين والكوادر التابعة لبعض قوى المعارضة ومطالبتها بعدم رفع العقوبات الامريكية الاقتصادية عن السودان
،قابلتها مجموعات سودانية أخري بتظاهرة كبري في واشنطن تعلن تأييدها لموقف الحكومة السودانية حيال العقوبات وتدعوللضغط على الادارة الأميركية لرفع العقوبات بشكل نهائي في أكتوبر المقبل. واتهم المتظاهرون المؤيدون لرفع العقوبات المجموعات المعارضة التي تنادي بالابقاء علي العقوبات ، اتهموها بالخيانة الوطنية الكبري وعدم مراعاة معاناة الشعب السوداني بسبب العقوبات الامريكية الاقتصادية الاحادية علي السودان والتي حرمت السودانيين من الحصول علي الكثير من الاحتياجات الضرورية في المجالات الصحية والتعليمية والتنموية الاخري ،فضلا عن حرمان السودان من التمتع باستثمار ثرواته الاقتصادية الكبيرة ،داعين للتفريق بين معارضة الحكومة ومعارضة المصالح الوطنية العليا، واستشهد المتظاهرون بموقف المبعوث الأميركي السابق الى السودان وجنوب السودان دونالد بوث الذي اتهم بعض زعماء المعارضة السودانية – خاصة المسلحة منها- بأنهم على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة».
واضاف بالقول: ان المجموعات المعارضة تهدر فرصاً كبيرة لإحداث تقدم في مفاوضات السلام ومساعدة الناس الذين يزعمون أنهم يقدمون لهم يد العون».

الصحافة