تحقيقات وتقارير

سلفاكير في الخرطوم قريباً الخرطوم وجوبا.. المصائب هل “يجمعن المصابينا”؟


أكد وزير الخارجية البروفيسور ” إبراهيم غندور” في حديث للزميلة (المجهر) أن رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” سيزور الخرطوم قريباً، جاء ذلك التأكيد خلال لقائه بوزير خارجية جنوب السودان “دينق ألور” خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ(نيويورك) ويسبق زيارة سلفاكير للسودان وفد رفيع المستوى من حكومة جنوب السودان للتوقيع على عدد من الاتفاقيات، استباقاً لزيارته المتوقعة قريباً للخرطوم، فهل ستحمل الزيارة جديداً في علاقة الخرطوم وجوبا، أم ستكون كسابقاتها من الزيارات التى تمت بين قيادات البلدين في الكيفية والمحصلة؟
الخرطوم: محمد أبو زيد كروم

أمر واقع
منذ أن قطع استفتاء تقرير مصير جنوب السودان الذي جرى في العام 2011م، كآخر فصول اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، والذي حدد فيه أبناء جنوب السودان خيارهم المحسوم بنسبة قاربت 100%، لصالح الانفصال بدولتهم الجديدة، لم تنقطع الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين هنا وهناك، حتى إن أغلب الزيارات كانت على مستوى رئيسي البلدين، وكبار المسؤولين، وبذات القدر لم تفارق علاقات البلدين حالات التوتر المستمرة، فما بقي من عوالق اتفاقية السلام، وما لم يحسم بعد من قضايا ما زالت تلقي بظلالها السالبة على علاقة البلدين، فما زالت قضية أبيي كما هي لم تبارح بعد مرحلة الاصطراع والجدل، رغم برتكولها المتفق عليه، ومازال ارتباط الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب مستمراً مع ما تبقى من الحركة الشعبية، وما سميت بالشعبية (شمال) بعد انفصال الدولتين، حتى بعد أن ذهبت الحركة الأم بدولتها جنوباً، وذلك بحسب الاتهامات المكرورة من الحكومة السودانية الموجهة نواحي حكام الجنوب بدعم حاملي السلاح ضد الخرطوم من متمردي الحركة الشعبية وحركات دارفور المسلحة، إلا أنه رغم كل ذلك يفرض الواقع وتداخل الدولتين أن تكون العلاقات بينهما قائمة وإن شابها التوتر والتوجس والضبابية.

زيارة مرتقبة
أعلن وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور، بحسب الزميلة (المجهر) أن رئيس دولة جنوب السودان ” سلفاكير ميارديت” سيزور السودان قريباً، وكان قد التقى “غندور” بوزير خارجية جنوب السودان “دينق ألور” بنيويورك، خلال اجتماعات أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الثانية والسبعين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير “قريب الله الخضر” إن اللقاء تطرق لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تقويتها، والمضي قدماً في التعاون المشترك والتنسيق في المحافل الدولية، وتبادل الوزيران الأفكار ووجهات النظر حول جملة من القضايا محل اهتمام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي سياق قريب، يفترض أن يكون قد وصل وفد رفيع المستوى من دولة جنوب السودان أمس (الثلاثاء) إلى الخرطوم، يضم مستشار رئيس الجمهورية، ووزراء المالية والاقتصاد والتجارة والاستثمار، وينتظر دخول الوفد في مباحثات مع الوفد السوداني للتوقيع النهائي على اتفاقية إعادة تشغيل حقول النفط المتوقفة عن الإنتاج بدولة جنوب السودان، والعمل على رفع طاقة الإنتاج في الحقول المنتجة، وتعتبر هذه الزيارة وفد مقدمة لزيارة رئيس الحكومة “سلفاكير” للترتيب لملفات يختمها وصوله والتوقيع عليها مع القيادة السودانية.

أسئلة حاضرة
تظل الأسئلة حاضرة، عن ما ستحدثه زيارة رئيس دولة جنوب السودان للخرطوم، في تطور العلاقات، خاصة وأن الزيارة سبقتها زيارات عديدة، ويرى مراقبون أن الزيارات السابقة لم تحسم أياً من الملفات العالقة ولم تحرز تقدماً ملحوظاً في استقرار علاقة البلدين، بذات الكيفية يفرض الواقع على الدولتين الاحتفاظ “بشعرة معاوية” لما بينهما من ارتباطات تجعل من وجود الحد الأدنى للتواصل أمراً ضرورياً لا خيار غيره، ويشكل النفط الرابط الرئيسي بين الدولتين لحاجة دولة الجنوب لخبرات السودان ومنشآته، ويشكل الجنوب سوقاً للبضائع السودانية إذا ما شهدت العلاقات استقراراً وثباتاً، وبذات الكيفية التي تجعل من الروابط الاقتصادية أمراً حتمياً وضرورياً، تظل التعقيدات السياسية حجر عثرة أمام أي تقدم بين البلدين، ما لم تحسم الملفات العالقة بين البلدين، ويبقى انتظار ما ستخرج به زيارة سلفاكير للخرطوم، محدداً وحاسماً لتلك التساؤلات، فهل ستكون الإجابة بعد قدوم “سلفا” للخرطوم، الجميع ينتظر الإجابة.

لن تأتي بجديد
ظلت الأسئلة حاضرة عن ما هو متوقع من حصيلة زيارة رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” للخرطوم، ورأى الأمين السياسي لحزب منبر السلام العادل “البشرى محمد عثمان” خلال حديثه مع (الصيحة) أن زيارة سلفا للخرطوم، ستحدث اختراقاً سلبياً فقط في أمن السودان واقتصاده، والتشويش عليه، واستدل البشرى بوقائع زيارات سلفاكير السابقة للخرطوم، وقال البشرى إن الرئيس الجنوبي كلما زار السودان يتحدث في الخرطوم حديثاً، ويعود إلى بلاده بحديث آخر، وأردف البشرى أن ذلك يحدث حتى في زيارات المسؤولين الآخرين في دولة الجنوب للخرطوم، وأشار البشرى إلى زيارة سلفاكير للخرطوم تحدث عندما تكون دولة الجنوب في حاجة إلى السودان فقط، مضيفاً بأن الجنوبيين لا يؤمنون بإقامة علاقات طيبة وطبيعية مع السودان، وقطع البشرى بعدم تفاؤله بزيارة رئيس دولة الجنوب للخرطوم، قائلاً: “لن تأتي بجديد ولا أتوقع منها خيراً”
وحمل المحلل السياسي الدكتور صلاح الدومة عدم تقدم العلاقات بين الخرطوم وجوبا للحكومتين في البلدين، وقال خلال حديثه لـ(الصيحة) إن زيارة سلفاكير لن تحدث اختراقاً، وإن القضايا العالقة بين البلدين ستظل كما هي عليه، ورأى الدومة أن سلفاكير غير متفهم لوضع دولته والظروف التي تمر بها، مشيراً إلى أن سلفاكير مازال يتحدى الخرطوم رغم ما تمر به بلاده، مضيفاً بأن الحكومة السودانية تحاول استغلال الضعف الذي تمر به دولة الجنوب للحصول على أكبر التنازلات منها.
وختم الدومة حديثه، بأن الأوضاع غير الطبيعية التي تعيشها الخرطوم وجوبا تجعل من وصول علاقة البلدين لمرحلة متقدمة أمراً مستحيلاً.

الصيحة


تعليق واحد

  1. سلفا كير والجنوبين يزورونا ويلحوا حتي تتم الزياره عشان نساعدهم في البترول عشان يدعموا بيهو قطاع الشمال دي الزياره العاشره من الانفصال و ستكون تكرار لنفس النهج السابق الشمال انتصر علي كل الحركات المتمرده وفاضل الحلو وشكلو ماشيء علي اتفاق مع الحكومه الجنوب ما وارد يساعد في الامر دا فزياره سلفا لن تفيد السودان في شيء والجنوب في حاله يرثي لها ومازال يناكف الشمال وشعب الجنوب ملان نزعات تمرد وقبليه وتخلف وسهل جدا خلق ميه جهه متمرده ضد حكومتهم والشمال حافظ الجنوب اكتر من الجنوبيين فمناكفه الشمال مجرد حماقه لشخص قلبه ملان احقاد سابقه ضد الشمال وعايز يضحي بمصلحه شعبه ليضر الشمال حتي لو تضرر الجنوب الحقيقه الجنوب محتاج قايد ما جنرال حرب فاسد تعليمه فقط شهاده اساس ويكون يعرف مصلحه بلده وشعبه