تحقيقات وتقارير

أربعون يوماً للصيانة .. مطار الخرطوم الدولي .. لا يمكن الوصول إليه حالياً


اتفقت معظم صحف الخرطوم الصادرة يوم أمس (الأربعاء) على أن خبر إغلاق مطار الخرطوم أمام حركة الملاحة الجوية أمر يستحق أن يتصدر العناوين (مانشيت)، ومؤكد أن جلّ الصحافيين سيبحث اليوم والأيام التاليات عن تفاصيل تخص أثر الإغلاق على حركة الطيران وما يستتبع ذلك من تأثيرات ملاحية واقتصادية.

وقال مدير عام شركة مطار الخرطوم الدولي، عصام الدين أحمد محمد طاهر، إن عملية الإغلاق ستكون كاملة منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً وذلك لمدة (40) يوماً ابتدات يوم 20 سبتمبر الجاري على أن تنتهي في 30 أكتوبر المقبل أما السبب فلم يكن سوى إجراء عمليات صيانة بمنطقة الحركة الجوية.

بواعث

عادة ما يتم إغلاق المطارات بشكل جزئي في حالتي الصيانة الدورية والطارئة، ويجري تحويل حركة الطيران إلى المطارات القريبة، التزاماً بجداول الرحلات الدولية.

ولكن مدة الأربعين يوماً التي قررتها شركة مطار الخرطوم الدولي، تثير العديد من التساؤلات بشأن حركة الملاحة الجوية في المطار الذي كان ذات يوم قبلة وبوابة رئيسية للعبور بين أفريقيا والدول العربية والأوروبية.

وأبدى عاملان في شركات النقل الجوي، تخوفهم من تأثيرات القرار على جدولة رحلاتهم تجاه دول الخليج والجارة الشمالية مصر على وجه الدقة، بحسبان أن معظم النواقل الوطنية والسودانيين يرتادون هذه الدول بكثرة بحكم وجود جالية سودانية كبيرة، بجانب دخول السياحة والسياحة العلاجية كعوامل جذب جديدة لزيادة الرحلات الجوية.

ويقول محمد نسيم العامل في إحدى شركات النقل الوطنية، إن عدد من رحلاتهم المتجهة إلى القاهرة مثلاً ستطالها الجدولة، مما سيخلف ربكة في مواقيت رحلاتهم الراتبة، الأمر الذي قد يقود إلى تولي كثير من المسافرين للنقل البري مما يعني تكبدهم خسائر فادحة تضاف إلى مشكلات كلفة التشغيل العالية في الأساس.

ونبّه نسيم لوجود تأثيرات ستطال المسافرين أنفسهم، وقال إن جدول رحلاتهم المقسم على مدار اليوم يضمن التعامل مع الحالات الإنسانية الطارئة للمسافرين لأغراض تلقي العلاج في الخارج مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) أن قرار الإغلاق له مترتبات صحية خطيرة على أصحاب العلل التي لا تستطيع صبراً.

لا تأثيرات تذكر

بيد أن مصدر رفيع في هيئة الطيران المدني، تحدث لـ (الصيحة) بعدما طالب بحجب اسمه، وقال بعدم وجود تأثيرات كبيرة يخلفها القرار، لاسيما وأنه أمر دوري وسبق التعامل معه، مشيراً إلى أن الجدولة الجديدة الخاصة بساعات التشغيل ستصل إلى شركات الطيران العالمية والمحلية وسيتم التعامل مع المسألة كما يحدث في كل العالم.

لكن المحلل الاقتصادي عوض عثمان، حذّر من تأثيرات اقتصادية سيفرزها القرار مستقبلاً وأبدى لـ (الصيحة) مخاوفه العميقة من خسارة مطار الخرطوم لشركات عالمية كبيرة ستتجه بأساطيلها إلى مطارات دول مجاورة، وزاد: يكفينا ما أحدثته قرارات سابقة (أسعار الوقود العالية بالعملة الصعبة) دفعت شركات كبرى لإغلاق مكاتبها في العاصمة الخرطوم.

مشككاً في قدرة المطارات الولائية المقترحة كبدائل للحلول محل مطار الخرطوم مضيفاً أنه حتى لو تمت الموافقة على الخطوة فإنها ستزيد كلفة التشغيل لدى هذه الشركات (كلفة الترانزيت) وقد يقود ذلك إلى قفزة في أسعار التذاكر بصورة لا يحتملها المواطن العادي.

أضرار تخزينية

لكن هل حركة النقل الجوي في مطار الخرطوم بهذه الكثافة؟

سؤال للإجابة عليه ننقل خبراً مفاده إلغاء رحلة للخطوط الجوية السودانية (سودانير) من مطار القاهرة في الأسبوع الماضي بسبب ندرة الركاب.

لذا يذهب كثيرون إلى أن الملاحة الجوية في مطار الخرطوم بسيطة إذا ما قورنت بأزمان سابقة، أو بمطارات دول جارة كإثيوبيا.

ومع إثباته عدم وجود أضرار كبيرة على الاقتصاد، يقول استشاري التخليص الجمركي، مصطفى الكردفاني: إن وقف العمل في المطار لساعات طويلة، قد يؤدي إلى مشاكل تتعلق بتخزين وتخليص البضائع، مشيراً إلى أن توقفهم في عطلات الأعياد لمدة ثلاثة أيام يتطلب منهم لاحقاً مجهود شهر كامل وقال لـ (الصيحة) في فترة التوقف البسيطة هذه نجد البضائع مكدسة بشدة وبعضها مركوم في الشارع.

وفي السياق ذاته، نبّه الكردفاني إلى أن تغيير جدول الرحلات إلى الفترة المسائية مع جدول الورديات المعروف قد يؤدي إلى مشاكل وأعطاب تصيب البضائع التي لا تستحمل الانتظار.

ولو طال السفر

عاد مصدر (الصيحة) داخل هيئة الطيران المدني، ليؤكد أهمية المسارعة في إنشاء المطار الجديد، ولو طال السفر، وقال إن الفترة المقبلة التي يتوقع فيها رفع الحظر الاقتصادي على السودان، وتقاطر المستثمرين عليه تتطلب مطاراً بمواصفات خاصة، وقال: المطار هو أحد أهم مرافق البنى التحتية في الدولة، وعامل جذب سياحي مهم للغاية.

وطالبت لجنة النقل في البرلمان، أخيراً بمعرفة الدواعي التي قادت إلى وقف العمل في مطار الخرطوم الجديد، لاسيما بعد إبرام اتفاقات مع الجانب الصيني على إحياء القروض المتوقفة لإقامة مشروعات تنموية في البلاد على راأسها المطار الجديد.

مقارنة

مع صعوبة إغلاق مطار الخرطوم لمدة (40) يوماً كاملة، نتمنى من صميم قلوبنا أن يكون الحديث عن مترتبات اقتصادية سالبة أمر حقيقي، وإلا لجأنا للمقارنة بين شكوى الحركة المرورية من قرار إغلاق كوبري النيل الأزرق لأغراض الصيانة في مقابل اعتيادية إغلاق مطار الخرطوم لذات الأغراض.

الصيحة


‫5 تعليقات

  1. أربعون ( يوماً ) شهر نفساء ..
    ..
    ..
    ربنا ( يَحْلَّكُمْ ) بالسلامة ..

  2. ساعتين في اليوم كفاية… الكم طيارة ديل في الساحة الخضرا بنزلوا… سلام عليكم

  3. نامل من اداره المطار بتطوير المطار بشكل يليف بالبلد وتكليف شركه عالميه لتطويره ورصف الجهه الشرقيه منه والاستفاده من الامتداد الجنوبي للمطار المحازي للساحه الخضراء وتطوير الصالات بادخال التيوب

  4. ياناس المطار بالله عليكم جبيوا شركه عالميه توظف ليكم المطار ده بشكل عالمي في مساحات غير مستغله شرقا وجنويا وناس وقايه المحاصيل عاملين زحمه ساكت

  5. الاغلاق جزئي و ليس كامل ولكن الصحافة بسبب تضييق الحكومة عليها تريد خلق موضوع وهمي تلهي به نفسها عن المواضيع الاساسية الممنوع النشر فيها الا اذا ابتدرته جهة محسوبة على الحكومة تعالوا نحسب:
    اولا الاربعين يوم اذا بدأت يوم 20 ستنتهي يوم 29 بحيث يكون يوم 30 خارج الحسبة و يوم عمل مامل عادي
    ال 40 يوم فيها 960 ساعة
    المدة فيها 6 جمع ويوم الجمعة لا يوجد توقف
    اذا تبقى 34 يوما توقف كل يوم 5 ساعات = 170 ساعة هي اجمالي وقت التوقف في ال 40 يوم
    اذا نسبة التوقف = 170÷960×100 = 17.7% توقف و سيعمل المطار 82.3% من الوقت بشكل عادي
    تعالو نحسبها بطريقة اخرى:
    170 ساعة صيانة تقسيم 24 = 7 ايام تقريبا
    اذا المطار سيتوقف سبعة ايام عن العمل في هذه ال 40 يوم و بقية ال 33 يوم سيعمل بشكل عادي
    افرنقعوا يرحمكم الله