اقتصاد وأعمال

التجارة مع الجنوب .. هل تصدق النوايا؟


حملت زيارة وفد دولة جنوب السودان ممثلة في وزراء التجارة والصناعة والمالية الكثير من المؤشرات الايجابية التي يمكن أن تسهم في إحداث نقلة نوعية في علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وفي وقت سابق كانت عمليات تهريب السلع شبحا يهدد التجار خاصة وان الحدود مفتوحة ويصعب السيطرة على المهربين. وقد شهدت زيارة الوفد عدة لقاءات ثنائية مع الوزارات المختصة , وفي ذات الوقت أعلن وزير التجارة حاتم السر استئناف تجارة الحدود مع دولة جنوب السودان، عقب مباحثات مشتركة التأمت في الخرطوم في وقت سابق بفتح الحدود مع الجنوب بعد أن تم إغلاقها لتدهور العلاقات. وشدد الوزيرعلى ضرورة وقف عمليات التهريب للحفاظ على اقتصاد البلدين, ولفت السر الى أهمية انسياب التجارة عبر القنوات المتعارف عليها. مؤكدا وجود إرادة سياسية وتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القومي واستعداد حكومة الوفاق الوطني لتقديم كافة المساعدات. مشيراً إلى أن المناقشات خلصت الى توقيع الاتفاق على كثير من القضايا التي تستهدف تحريك ملف التجارة بين البلدين، مبينا أن قطاعات العمل المشتركة ستشهد تحولا نوعياً, وتنشط على الحدود بين البلدين تجارة التهريب لعدم حسم الخلاف حول الحدود بين البلدين ولنشاط الجماعات المتمردة من الدولتين, مؤكداً ان تفعيل تجارة الحدود بين الدولتين سيتم بإشراك القطاع الخاص .

وفي ذات الوقت, اتفق الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بين رجال الأعمال بالبلدين, لتفعيل اتفاق التعاون بين الاتحاد والغرفة بدولة الجنوب, ومناقشة المعوقات والمشاكل التي تعترض عمليات التبادل التجاري وانسياب حركة السلع والخدمات والاستثمارات بين البلدين, ووضع المعالجات اللازمة, وذلك بمشاركة الأجهزة الرسمية . وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء مبارك الفاضل على أهمية القطاع الخاص لإنفاذ وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الإطار الاقتصادي خلال المباحثات وإنزاله الى أرض الواقع, لافتاً إلى أن الفترة المقبلة, سوف تشهد تفعيل عمل النقل النهري والمعابر الحدودية المتفق عليها تجاريًا وتجارة الترانزيت للوصول بالسلع والمنتجات السودانية إلى الأسواق الافريقية عبر جوبا, ودخول المنتجات الطبيعية من دولة الجنوب إلى الأسواق السودانية. منوهاً إلى الفرص الواسعة للتعاون التجاري والاقتصادي المشترك الذي وصفه بأنه الطريق لتحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي، ومعالجة القضايا الأخرى, مشيداً بجهود أصحاب العمل لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وفي ذات الاتجاه, أكد الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية عباس علي السيد, أكد حرص القطاع الخاص الوطني على تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين, بالاستفادة من دعم ورغبة القيادة السياسية في خلق علاقات ثنائية متميزة ,ومن الإمكانيات والموارد التي يتمتع بها البلدان. لافتاً إلى أهمية إنفاذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في الإطار الاقتصادي والاجتماعي. وقال إن زيارة وفد دولة جنوب السودان, يمثل دفعة جديدة لتحقيق تطلعات الشعبين. مبيناً أن القطاع الخاص بالبلدين يقع عليه عبء إنفاذ تلك الاتفاقيات, وصولاً إلى شراكات استثمارية. داعياً إلى أهمية معالجة المعوقات التي تعترض انسياب السلع والبضائع. مشيراً إلى ضرورة مشاركة أصحاب العمل في اللجان الاقتصادية الفنية المختلفة . منوهاً إلى أهمية تهيئة البنيات التحتية من الطرق والنقل النهري والسكك الحديدية والقنوات المصرفية .

فيما كشف الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية د. يسن حميدة , استعداد القطاع الخاص لإنفاذ اتفاق سابق بإقامة يوم التصنيع السوداني بدولة جنوب السودان خلال الأيام المقبلة, يتضمن عرض سلع ومنتجات سودانية بما قيمته 200 مليون دولار. وقال إنهم سوف يشرعون في الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق, مبينا أن العمل يجري لتجهيز مواعين لتسهيل عمليات الترحيل عبر النقل النهري. مبيناً أهمية تسهيل الإجراءات المصرفية والوصول إلى صيغة مشتركة للتعاون المالي والمصرفي للأنشطة التجارية لاستلام البضائع وتكملة إجراءات المستندات الخاصة، وفتح الاعتمادات من داخل ميناء كوستي . من جهته أكد وزير التجارة بدولة الجنوب موسس حسن, بداية الترتيب والإسراع في تفعيل حركة التجارة بين البلدين بالطرق الرسمية, وأضاف قائلاً تمت مشاورات في العديد من القضايا التجارية، داعياً إلى مد يد العون لدولة جنوب السودان “الوليدة “.
وأكد وزير المالية بدولة جنوب السودان استيفن ديو داو, رغبة حكومة الجنوب لتطوير وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع السودان, مبيناً الاستعداد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المجال الاقتصادي والتجاري خلال المباحثات بالخرطوم لاستغلال الموارد والإمكانيات التي يتمتع بها البلدان لمصلحة الشعبين. كما أشار إلى كامل الاستعداد لمعالجة وتذليل كافة المعوقات والمشاكل التي تعوق انسياب حركة التجارة بين البلدين, وتعترض الاستثمار بدولة الجنوب.

الخرطوم : هنادي النور
الانتباهة