رياضية

محمد الضو: موهبة سودانية في طريقها للمنتخب السعودي .. هل يخطفها مازدا ؟


محمد سيّد الضو، سوداني مواليد المملكة العربية السعودية في 18 نوفمبر من العام 1993م، حيث نشأ وما زال يقيم. يبلغ الآن 24 عامًا، 1.66 سم، ويستخدم القدم اليسرى، ما أهله لشغل خانة الجناح الأيسر.

*من قلق المصير إلى دوري الدرجة الأولى السعودي*

وقبل أن يواجه مصير لاعبي كرة القدم المقيمين في المملكة، الذين يجدون أنفسهم بين خياري البقاء لكن دون فرصة اللعب لفرق الدرجة الأولى والممتازة، لعدم وجود قانون يسمح بذلك للمقيمين الأجانب، أو البحث عن فرصة خارجية في الموطن الأصلي أو غيره .. في هذا الوقت وعند بلوغ محمد الضو سن التاسعة عشرة، في العام 2014م، سمح قانون الرياضة السعودية لأندية الدرجة الأولى بتسجيل لاعبين من المقيمين، ما مكن الضو من الانضمام لفريق المدينة المنورة (أُحُد) الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى آنذاك.

*الصعود إلى دوري المحترفين*

وقد ساعد انضمام صاحب القدم اليسرى ذي السرعة الفائقة، والمهارة في التمرير والترويض والمراوغة، والحاسّة التهديفية، فريق أُحُد في تحسين نتائجه حتى قاده باهدافه وتمريراته إلى الصعود لدوري “عبداللطيف جميل” لأندية الدرجة الممتازة/المحترفين موسم 2017/2018م. ولأن القانون الرياضي السعودي لا يسمح بلعب المقيمين ويمنع التجنيس، ساد القلق أنصار النادي والوسط الرياضي طويلاً وهم يترقبون إعلان تسجيل اللاعب في كشف المحترفين، وقد تنفسوا الصعداء بإعلان الضو محترفًا سادسًا في فريق أُحُد إلى جانب البرازيليين لويس إدواردو فيقريدو ورونالدو هنريكي والحارس الدولي الجزائري عز الدين دوخة و المهاجم المدغشقري كارلوس أندريا والمدافع الغاني إسحاق فورساه، بتاريخ 13 يوليو 2017م قبل شهر من بداية المنافسة.

*تألُّق منذ الجولة الأولى وتسبب في إقالة سامي الجابر*

بدأ فريق أُحد الصاعد إلى دوري المحترفين أولى مبارياته، السبت 12 أغسطس، بمواجهة أقدم فرق العاصمة الرياض نادي الشباب الذي يدربه لاعب الهلال والمنتخب السعودي السابق سامي الجابر، وعلى عكس المتوقع حقق نصرًا مفاجئًا بهدفين سجل أولهما محمد الضو في الدقيقة 22 بتسديدة يسارية رائعة، وتكفل التوتر الذي أحدثه هذا الهدف في صفوف الشباب بتسجيل مدافعه بالخطأ هدفًا ثانيًا في مرماه. وطوال المباراة ظل الضو محط الأنظار والتعليق إذ أتعب دفاع الشباب بتمريراته الذكية وتحركاته المقلقة وتغلغلاته في العمق الدفاعي. وإثر هزيمة الشباب من أُحُد بجولتين، أُقيل مديره الفني سامي الجابر لخسارته مباراتين من ثلاث، كانت أولاها مع أُحُد. ورغم أن أُحُد خسر المباراتين التاليتين أيضًا، أمام حفر الباطن والهلال، إلا أن الجمهور والمراقبون أجمعوا على أن الفريق يقدم مستوىً رفيعًا بفضل محترفيه، والذين يتميز منهم محمد الضو بخبرته في الملاعب السعودية وتجانسه مع الزملاء. وفي مباراته مع الهلال التي خسرها بصعوبة بهدف جاء في الشوط الثاني، هيأ الضو لزملائه عدة تمريرات كانت ستتوج بأهداف لو استغلت.

*ثاني محترف سوداني بدوري جميل*

وبذا يكون الضو ثاني محترف سوداني في الدوري السعودي بنسخته الحديثة التي انطلقت في 2008م، بعد محمد بشير “بشة” الذي أعاره نادي الهلال العاصمي السوداني لفريق الوحدة المكاوي موسم 2012/2013م.

*أيهما يظفر به : المنتخب السوداني أم السعودي ؟*

مشاركة الضو في دوري المحترفين سلطت الأنظار عليه، وزادت من خبرته التنافسية وأهليته للعب على مستوى المنتخبات. خصوصًا أنه يتميز بخانة نادرة ومزدوجة المهام هي الجناح الأيسر. وقد نقلت منتديات رياضية سودانية أن مدرب “صقور الجديان” محمد عبدالله مازدا مهتم به، في الوقت الذي بدرت فيه اتجاهات في الرياضة السعودية للاستفادة من المواهب التي ولدت وبرزت على أرضها، قد ترفع الحظر عن التجنيس. فقد كلفت الهيئة العامة للرياضة السعودية لجنة لاستكشاف مواهب كرة القدم المولودة المقيمة في المملكة، وبدأت عملها فعلاً في 18 ديسمبر. وهي خطوة يرى مراقبون أن المملكة تسعى بها، في ظل إصلاح شامل يعم المملكة ضمن خطة 2030م، لتوظيف المواهب التي ولدت في أرضها ونمت عليها، قبل أن تفيد منها بلدان أخرى، وهو ما لن يحدث إلا برفع الحظر عن التجنيس. فأي البلدين سيكون أسرع في كسب الضو لصالح منتخبه ؟

الرياض: زرياب الصديق
صحيفة التيار : الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧م