منوعات

انتقال عدوى “الشمارات” إلى مجتمع الرجال!! تجسس أم تحسس؟


(عندي ليك خبر بمليون جنيه) (يا حسام ما شفت صاحبك عمل شنو) (طارق انت وين الشمار ما يفوتك) (فاضي ولا مشغول عايز احكي ليك بشمار فلانة) (زولك قالوا طلق المرا)، عزيزي القارئ تلك العبارات ما هي إلا أحاديث يتداولها المهتمون بتفاصيل حياة الآخرين بدافع الفضول وهو سلوك شائع داخل مجتمع الرجال الذين أصبحوا ينافسون النساء في (القطيعة) و(الشمارات).
(الشمار) هو الخبر الذي يتم تناقله داخل المؤسسات والجامعات والأندية والشمار هو الاسم الحركي لـ(القطيعة) التي تندرج تحت طائلة (أكل لحم أخيك حياً) وهو ناتج عن الفراغ. ورغم أن النساء اشتهرن به إلا أن بعض الرجال باتوا منافسين لهن.

(1)
معرفة أخبار الناس وتتبعهم وتأليف قصص من الخيال مرض أصيب به بعض الرجال الذين لا همَّ لهم سوى الخوض في سيرة الآخرين كذبا وافتراء بعيدا عن الحقيقة ويعود هذا إلى البيئة التي نشأ فيها البعض إذ تشبعوا بتلك الأخلاق التي لا تمت للدين بصلة. أحمد ابراهيم طالب بجامعة أم درمان أكد حديثنا عن تفشي ظاهرة الشمارات عند الرجال قائلا: (والله بتابع وبشوف أن كثير من الزملاء يتابعوا أخبار بعض الزميلات حتى تصيبك الحيرة في حصولهم على تلك المعلومات التي ربما تكون بعيدة عن الحقيقة تماما)، مواصلا: (أعتقد أن الفراغ هو سبب رئيسي في أن يصبح الشخص فضوليا يتابع أخبار الآخرين من أجل أن يملأ وقته فقط).
(2)
نَبَذَ العم إسماعيل صاحب طاحونة بالفتيحاب تلك العادة الدخيلة على المجتمع قائلاً: (من يتفرغ لمراقبة الآخرين ونقل أخبارهم هو شخص أقل ما يوصف به أنه خبيث)، مشيرا إلى انتشار الظاهرة في الآونة الأخيرة خاصة داخل الأحياء اذ يجتمع البعض أمام البقالات أو ستات الشاي ويشرعون في تتبع النساء بجهل واضح، ويحاول الفرد منهم أن يأتي بمعلومات عن كثير من نساء الحي حتى لو كانت مغلوطة حتى يحظى بالاهتمام من قبل الآخرين ولا يخلو حديثه من الهمز واللمز متناسين أنها عروض لا يجب الخوض فيها.
(3)
وأبدت سميرة الحاج سخطها من تجمعات الرجال أمام منازلهم أو البقالات بالحي لمراقبة الداخل والخارج ونقل الأخبار الخاطئة قائلة (نحن خلينا القطيعة للرجال) مؤكدة أن مجالس الرجال لا تخلو من (القطيعة) والطعن وسب الناس بالباطل، لافتة إلى أن بعض الرجال أصبحوا يتفننون في ابتداع أساليب الحديث خاصة الشباب مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصل بهم الأمر إلى نقل الأخبار و(القطيعة) داخل قروباتهم المختلفة بالفيس والواتساب وهم لا يخشون من نهش جسد أناس أبرياء، لافتة إلى ضرورة العودة من هذا الطريق الشائك الذي يخلف كثيرا من الآثار السالبة في المجتمع.
(4)
(الشمار) داخل المؤسسات له مذاق آخر إذ يحرص البعض منهم على متابعة زملائهم ونقل الأحاديث المغلوطة عنهم دون أن يجني فائدة سوى حصاده السيئات. وأبدت سلوى سخطها من زميل لها بمؤسسة إعلامية ظل ينقل أخبار الآخرين كذبا وافتراء ودائما ما يجمع الزملاء حوله للحديث عن الآخرين ونقل الأخبار الكاذبه مشيرة إلى أن ما به ما هو إلا مرض يصعب علاجه.

الخرطوم: تفاؤل العامري
السوداني