رأي ومقالات

توجسات بدرية ..!!


بورشة عمل، نظمتها لجنتا التشريع والعدل والشؤون الاجتماعية بالبرلمان، تحدثت الأستاذة بدرية سليمان، نائبة رئيس البرلمان، عن تعرض صغار الطلاب بمرحلة الأساس لحالات اغتصاب وتحرش من قبل بعض المعلمين وزملائهم المراهقين.. وطالبت بدرية الحكومة بتنفيذ أحد موجهات مؤتمر الحوار الوطني، وهي إعادة السلم التعليمي الأسبق (4،4،4)، وقالت بالنص: (وضع طفل مع مراهق – في مدرسة واحدة – إشكالية كبيرة..!!

:: وما أغضب بعض زملائي، ومنهم عزيزتنا لينا يعقوب، هو حديث بدرية عن حالات التحرش والاغتصاب بالمدارس.. ولا يُمكن نفي هذا (الحديث الصادم)، وخاصة أن أرشيف الصحف يضج بحالات تمت محاكمتها، وكانت من قضايا الرأي العام.. لكل قاعدة شواذ، لقد حدثت جرائم، وعلينا التحسب لمنع وقوع المزيد.. والجانب المضيء في خطاب بدرية سليمان هو التوجس المشروع من مخاطر هذا السلم (غير التربوي)..!!

:: وقبل بدرية سليمان، كمن فوجئ بالسلم الكارثي، توجس المجلس التشريعي بالخرطوم ثم طالب الحكومة بمعالجة ظاهرة الاختلاط ببعض المدارس.. وهذا توجسنا منه في عام تدميرهم للسلم السابق، وناشدنا السلطات إلغاء هذا السلم التعليمي غير التربوي (9/3)، وإعادة السلم التعليمي السابق (6/3/3) أو الأسبق (4/4/4).. ولكن لا حياة لمن نناشد، فالسلطات المسؤولة عن التربية والتعليم (لا تبالي)..!!

:: فالكل يعلم أن نقاش وآراء خبراء التربية والتعليم بمؤتمرات كنانة والخرطوم كان قد رفض السلم التعليمي الراهن (9 / 3).. رفضوا إضافة الفصل التاسع بمرحلة الأساس.. واقترح البعض إضافة هذا الفصل بالمرحلة الثانوية، بحيث يكون السلم التعليمي (8/4)، واقترح البعض الآخر إعادة المرحلة المتوسطة والعودة الى السلم الموءود ( 6/ 3/ 3)، أو السلم الأسبق (4.4.4).. هكذا كانت توصيات خبراء التربية والتعليم بمؤتمري (الخرطوم وكنانة)..!!

:: ولكن ضربت وزارة التربية بتوصيات الخبراء عرض الحائط، وفرضت السلم الكارثي (9/ 3).. وما تمسكت الوزارة بهذا السلم المُعيب إلا لعجز الحكومة عن تشييد مدارس المتوسطة وتدريب أساتذتها وإعادتها إلى السلم التعليمي (كما كانت).. أي فكرة الفصل التاسع – المسماة بسنة تاسعة أساس – غطاء غير تربوي مراد به تغطية عجز الحكومات الولائية عن تصحيح خطأ تصرفها ببيع – أو بتحويل غرض – مباني المدارس..!!

:: نعم، بمجرد إلغاء المرحلة المتوسطة، باع بعض الولاة مدارس المرحلة المتوسطة (كأراضٍ استثمارية).. ثم حول البعض الآخر غرض المدارس إلى مكاتب حكومية.. وما وُلدت فكرة الفصل التاسع إلا لتغطية هذا النهج غير المسؤول.. ولتمرير الفصل التاسع، اخترعت الوزارة فكرة بناء الأسوار في فناء المدارس وبين الفصول، وكذلك فكرة تعيين وكيلين بكل مدرسة.. وكل هذا محاولة لإقناع الرأي العام بقبول فكرة حشد الأطفال والمراهقين في حيشان المدارس بمظان (هكذا التربية)، وهذا ما لا يليق تربوياً وتعليما..!!

:: وعليه، كما توجست بدرية سليمان (أخيراً)، ثم جاهرت بمخاطر هذا السلم الكارثي (أخيراً)، وبدلاً عن إهدار الوقت في (التوجس والاعتراف)، ومنعاً لوقوع المزيد من مخاطر التحرش والاغتصاب، فعلى البرلمان وحكومته مغادرة محطة (التباكي)، وذلك بالبحث عن علاج الأزمة بالحل الجذري (عاجلاً)، وذلك بتوفير ميزانية إعادة السلم تربوي (4/4/4) أو (6/3/3).. ومن المُحزن أن نهدر الجهد والمال في إصلاح (الحاضر)، لنعود إلى حيث كنا في (الماضي)..!!

الطاهر ساتي


تعليق واحد

  1. بدلا من الاشادة براي الاستاذة القانونية الرشيد ، ورد التحية باحسن منها كتربويين يرجي منهم ، طفق نفر منسوب الى التربية يكيل التهديد والوعيد للسيدة المحترمة القانونية التى لا تخشي مثل هكذا تهديد ، فهي تدري ان ما اثارته وصدعت به من راي لا ينتهك قانونا ولا يمس شخصا معينا ، فالمصيبة رابضة كما الاسد الجايع في مسارح الاغنام،
    هؤلاء المتفاعلين سلبا قد يكونوا هم من مخرجات هذا السلم المهتريء ،
    ونحن على يقين ان هنالك تربويون حكماء من سلالة سيدنا سليمان قد سمعوا نداء بدرية في وادي النمل ولن يدوسوا على نملة واحدة وسيحمون النمل وهؤلاء هم من يحمون اطفالنا وسوداننا الحبيب بصعود سلم 6-3-3 او 4-4-4 ،
    هذا اهم موقف ايجابي جاد لصالح المجتمع يطلع به المجلس التشريعي ، فنتمني الا يكون اذانا في مالطا ، او صيحة في وادي النسيان