منوعات

أساطير حول الأكراد «أحفاد الجن»: 38 مليون شخص ولا يفصحون عن أصلهم خلال السفر


يراقب العالم كله عن كثب الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراقي عن العراق، وهو حدث إقليمي أقل ما يمكن أن يوصف به أنه ذو أهمية وطابع تاريخيين. ولكن من هم الأكراد؟ ما طبيعة حياتهم التي تميزهم؟
تعود أصول الأكراد إلي غرب آسيا بالقرب من جبال زاكروس بمنطقة الأكراد الكبرى، وهم من أكبر القوميات التي ليس لديها بلدًا مستقلة سياسيًا. عددهم حول العالم يبلغ حوالي 38 مليون شخص موزعين كالتالي: 8% من إجمالي تعداد سكان سوريا، و6% في إيران، و20% في تركيا وتقريبا 15% في أرمينيا، وأخيرا عدد الأكراد في العراق حوالي 7 مليون ما يعادل 12%.

يقول المؤرخ الكردي العراقي، محمد أمين زكي، في كتابه «خلاصة تاريخ الكرد وكردستان» إن هناك طبقتان من الكرد، الطبقة الأولى، كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ ويسميها «شعوب جبال زاكروس». والطبقة الثانية: طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن الـ10 قبل الميلاد، وهم الميديون والكاردوخيون، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معا الأمة الكردية.
‬‎

من الأساطير التي طالت الأكراد أنه «قبل قرون عدة، قام النبي سليمان بطرد 500 من الجن من مملكته إلى جبال زاكروس. طار هؤلاء الجن في البداية إلى أوروبا لاختيار 500 عذراء جميلة كزوجات لهم، ثم توجهوا للاستقرار فيما أصبحت لاحقًا بلاد كردستان»، هكذا ولد الشعب الكردي كما تزعم الرواية. ولكن وفقا لتلك الأسطورة الخرافية، لم ينجح الجن، قادة الأكراد، في يوم ما في إقامة دولة كردستان الموحدة.‬‎

يحتفل الأكراد بعيد النوروز في كل عام بقدوم رأس السنة الكردية الجديدة وحلول فصل الربيع. وهناك العديد من الحكايات، والأقوال، والأساطير التي تحدث عن النوروز، فمنها ما يقول أن نوروز هو يوم هبوط النبي آدم عليه السلام على سطح الأرض، ونظراً لثراء تراث النوروز، وعمقه التاريخي، وتشعباته الميثولوجية دمجت العديد من الأسر الأمبراطورة كالساسانية الكردية، والأخمينية الفارسية تراثها مع تاريخ النوروز.
‬‎

ومن الأساطير التي يقوم بإحياء طقوسها جميع الأكراد، حيث يحيي الشعب الكردي «نوروز» بإشعال النيران في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان ودول أخرى وسط آسيا، وفقا لأسطورة تقول إن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.
‬‎

وتتحدث هذه الأسطورة عن قيام شخص يدعى «كاوا»، والمعروف بمناصرته للخير، بمقاومة الملك الظالم «زوهاك» (أي التنين أو الأفعى الكبيرة بالكردية) والانتصار عليه وإشعال النيران في قصره، واحتفالا بذلك يقوم مناصرون لـ«كاوا» بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرًا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر. ولا يوجد تاريخ واضح المنشأ لـ عيد «نوروز» هو أيضا يوم مقدس بالنسبة لأديان أخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي.


وفي كتاب «رسالة في عادات الأكراد وتقاليدهم» الذي كتبه المؤرخ الكردي، محمود بايزيدي منتصف القرن الـ19. يوضح المؤلف عادات العرس «الكردي» فيقول: «يبدأ يوم العرس بالاستعداد بتحضير الغداء للمدعوين وبعد تناول الطعام يأتي الحلاق ليقص شعر العريس بوجود أصدقائه الذين يغنون له الأغاني الخاصة بحلاقة العريس ثم يأخذونه إلى الحمام، فيغنون له الأغاني خاصة بالحمام أيضا ويعودون مساءا ليستعدوا للعرس، ولكي يجلبوا العروس من بيت أهلها».

ومن العادات أيضا أنه أثناء إحضار العروس يقف أحد أقربائها على الباب فيمنعها من الخروج حتى يرضيه أهل العريس بما يطلبه من مال أو هدايا وهو ما يسمى «على الباب»، وعند اقتراب موكب العروس إلى بيت العريس يستعدوا لاستقبالها وأثناء دخولها البيت يقوم بكسر جرة مليئة بالسكاكر أو النقود تحت قدميها، ثم يمسك بيديها فيدخلها البيت ويجلس بجانبها لمدة 10 دقائق ثم يخرج بعد ذلك ليجلس مع أصدقائه من الرجال ومع المدعوين في مكان خاص بهم ويستمر الاحتفال والغناء والرقص حتى منتصف الليل.

وتحدث «بايزيدي» عن بعض العادات مثل إنه عند سفر الأكراد إلي مكان غريب لا يفصحون عن أصلهم ونسبهم بسهولة خوففا من مصادفة ممن لهم ثأر قديم عن عشيرته. وعن مراسم الحداد يجب ان تحتشي النساء كاملة بالسواد وأن تقص الجدائل، ولابد من اللطم بعد 20 يوم من الوفاة. أما النساء الأكراد فهن لا يلبسن الحجاب، وإذا كان الرجل قليل الشعر والشارب وأشقر أزرق العينين فإنه يصيب بالعين فيتحاشوه، وإذا تزوج رجل من فتاة ومات قبل أن تزف إليه، فهي نحس ويتشائموا منها.

المصري لايت