رأي ومقالات

متواكلون ..!!


بتاريخ 5 مايو الفائت، كان الخبر بكل صحف الخرطوم وبعض الصحف العربية، بالنص : نجا ركاب طائرة – تتبع لشركة تاركو للطيران – قبل إقلاعها من مطار الفاشر بلحظات من (كارثة محققة)، وذلك بعد اصطدام طائر بإحدى مراوح الطائرة..وقال مدير قطاع شمال دارفور بالشركة إن الطائرة كانت في رحلة من عاصمة شمال دارفور إلى الخرطوم، وعند اقتراب لحظة الإقلاع اصطدم محركها الشمالي بـالطائر،وتم إيقافها اضطرارياً دون أن يتعرض الركاب للأذى، وقال: (المهندسون وصلوا الفاشر لصيانة الطائرة، وهذه الطيورمكافحتها بالتعاون مع إدارة الحياة البرية)..!!

:: ويوم الثلاثاء الفائت، كان الخبر بكل صحف الخرطوم وبعض الصحف العربية أيضاً، بالنص : طالبت بدر للطيران سلطات مطار الخرطوم الدولي بمعالجة ظاهرة الطيور وخطورتها على الطيران والأرواح والممتلكات، وذلك بعد أن نجت طائرتها القادمة من مطار الدمازين من (كارثة جوية )، وذلك بعد اصطدامها بطائر ضخم، وهبطت بسلام في مطار الخرطوم ، ومحدثاً أضراراً بليغة بمقدمة الطائرة.. وقالت الشركة إستطاع الطيار الهبوط بالطائرة في مطار الخرطوم بصورة طبيعية، وطالبت سلطات الطيران المدني ومطار الخرطوم بوضع حد لظاهرة الطيور لخطورتها على الأرواح والممتلكات..!!

:: بالدول الأخرى، تُخضع مثل هذه الحوادث إلى لجان التحقيق والدراسة والمعالجة للوصول – بالطائرات وركابها – إلى أعلى درجات السلامة ..ولكن في بلادنا، لو تسببت الطيور في تحطيم كل الطائرات وموت كل الرُكاب، فان رد فعل السلطات المسؤولة عن السلامة الجوية لا يتجاوز (هز الكتفين) ثم تحميل القضاء والقدر مسؤولية الكوارث .. وكما تم تعليق تلف ذرة الزكاة بولاية القضارف فيهما، فان القضاء والقدر هما الشماعة الجاهزة التي يًعلق فيها المسؤول كل أنواع الفشل والعجز و الكسل وجمود الخيال..ويفعل ذلك ليس ليس لجهله الفرق بين (التوكل و التواكل)، بل لجهله معنى (اعقلها)..!!

:: سلطات الطيران بالدول الأخرى تُكافح الطيور في حرم المطار بتركيب الرادارات المتخصصة في كشف الطيور، ثم بتوجيه الطيارين بتأجيل الإقلاع أو الهبوط بعض الوقت ريثما تغادر أسراب الطير، أو التوجيه باستخدام مدرج آخر ومسار آخر .. وقبل هذا، تكافح سلطات الطيران الطيور وتبعدها بتمشيط منطقة المطار وحولها بأجهزة الصوت يومياً مع أول الفجر و آخر النهار، وأن هناك مطارات دولية تستخدم الألعاب النارية .. وقبل كل هذا، تكفاح – السلطات المسؤولة – بجعل المطار وحوله أقل الأمكنة جاذبية للطيور، وذلك بقص العشب المجاور للمدرج و تنظيف حرم المطار من الفضلات والنفايات بحيث لاتكون جاذبة لأسراب الطيور و الصقور..!!

:: هذا غير أن شركة إيرباص إبتكرت تقنية طاردة للطيور، ويتم تركيبها على مواقع بأرض المطار وحرمها لتصدر صخباً في الأوقات المطلوبة، وهي لحظات الاقلاع والهبوط، وهي لحظات الإصطدام ما بين الطائرات والطيور..ربما لم تسمع سلطات الطيران المدني في بلادنا بهذه التقنية الحديثة الطاردة لأسراب الطيور (مجرد سمع)، أي ناهيكم عن التفكير في إستخدامها.. وعليه، من باب أعقلها وتوكل، فعلى السادة بالطيران المدني فعل شئ واحد فقط لاغير من كل تلك الاشياء الواقية، بحيث يقي هذا الفعل الوحيد الطائرات من مخاطر الإصطدام بالطيور..هذا ما لم تكن لهذه الطيور أعشاش و فرخ و بيض بصالات ومكاتب المطارات..!!

الطاهر ساتي