عالمية

دراسة علمية: آثار متباينة للتغير المناخي بالعالم العربي


أظهرت دراسة أصدرتها عشر منظمات تابعة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وأخرى مستقلة عن تقييم أثر تغير المناخ في العالم العربي أن المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى والمناطق الجنوبية الغربية للجزيرة العربية والقرن الأفريقي ستكون الأكثر تأثرا.
كما تتوقع الدراسة التي استغرق إنجازها سبع سنوات ضمن مبادرة حملت اسم ريكار، أن الآثار ستكون متوسطة على دول ساحل الخليج العربي أما الأقل تأثرا فهي المناطق الجبلية في المغرب العربي وبلاد الشام وأعالي دجلة والفرات.
وبينت توقعات الدراسة أن درجات الحرارة ستزيد بين 1.7 و2.6 درجة مئوية في منتصف القرن الحالي وسيصل ارتفاع الدرجات إلى ما بين 3.2 درجات و4.8 بحلول عام 2100، وستشهد بعض أجزاء العالم العربي زيادة خمس درجات بحلول نهاية القرن بالمقارنة مع درجات الحرارة بين عامي 1985 و2000.
وستسجل، وفق الدراسة، أعلى درجات حرارة متوقعة في المناطق غير الساحلية العربية ومنها أجزاء واسعة من دول المغرب العربي ومصر ووسط وجنوب السعودية وشمال اليمن وبعض أجزائه الجنوبية.
وستتأثر بشكل بسيط المناطق المطلة على ساحل المتوسط، كما ستزيد الأيام التي تسجل فيها درجات الحرارة التي تتخطى 35 درجة مئوية على ساحل المتوسط و40 درجة مئوية في مجمل مناطق الدول العربية الأخرى.
وسيتراجع هطول الأمطار، وفق بيانات الدراسة، بين 90 و120 مليمترا سنويا في المناطق الساحلية وهو الأكثر ترجيحا في جبال الأطلس بالمغرب وأعالي وادي دجلة والفرات، وفي المقابل سيرتفع معدل تساقط الأمطار الذي سيتركز في فترات زمنية محددة بما يشبه المناخ المتطرف وذلك في مناطق جنوب وشرق الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وعلى سبيل المثال سيرتفع معدل هطول الأمطار في وادي ضيقة في عُمان بالتزامن مع زيادة أيام الجفاف في المنطقة نفسها.
وقالت الدراسة إنه رغم التأثير المتوسط للمتغيرات العالمية للمناخ سيكون حوض النيل أي مصر والسودان الدول الأكثر حساسية بسبب ارتفاع نسبة الكثافة السكانية فيهما.
وحذرت الدراسة من أن التغير المناخي في العالم العربي سيؤدي إلى تأثيرات سلبية على القطاع الزراعي والغطاء النباتي وندرة في المياه، كما سيؤثر في صحة المواطنين العرب بسبب التحدي الذي سيفرضه ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة ما قد يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض الاستوائية.

الجزيرة نت