رأي ومقالات

أرصفة التباكي ..!!


30 إبريل 2014، كان المؤتمر الصحفي حول المؤتمر الأول لطب الأسرة، ولكن نزيف العقول كان يَزعج الناس والبلد ، ولذلك سأل مناديب الصحف وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة عن مخاطر هجرة الأطباء، وقد إرتفعت نسبتها لحد اللامعقول، فقال بالنص الموثق في الصحف وأجهزة التسجيل : (ما عندنا مشكلة مع الناس المشوا، حيجوا ناس غيرهم) ، وكان هذا التصريح صادماً..وبهذا النهج – غير المبالي – أوجدوا في نفوس الأطباء إحساس أنهم غير مرغوب فيهم، وأن الدولة غير مستعدة لإزالة مناخ الهجرة.. فهاجروا أفواجاً تلو الأخرى .. !!

:: ثم تأتي وزارة الصحة الاتحادية – يوم الثلاثاء الفائت – وتعقد مؤتمرها الصحفي، بحيث يكون الخبر بالنص : (أقرت وزارة الصحة بوجود نقص كوادر في القطاع الصحي بسبب هجرة الأطباء، وأكدت أن الهجرة ما زالت مستمرة رغم المعالجات التي لجأت إليها برفع حوافز الأطباء الذين يعملون بالتنقلات إلى الولايات للحد من الهجرة، وأكد وكيل وزارة الصحة عصام عبد الله أن وزارته أدخلت كافة العاملين في المهن الطبية وتخصيص حوافز لهم في سبيل توفير بيئة عمل جاذبة تشجعهم على عدم الهجرة)..!!

:: ما تتباكى عليه وزارة الصحة الاتحادية هو بعض من حصاد (نزيف العقول)..هجرة الكفاءات والخبرات من جامعات ومشافي بلادنا هي التي أثمرت ما أسماه وكيل الوزارة بالنقص .. وأثار هجرة الأطباء – على المشافي – لاتخطئها عين.. وقبل الوكيل عصام، وكمن يبكي على سوبا بعد خرابها، بكى المجلس القومي للتخصصات الطبية أيضاً على هجرة الاطباء ووصف آثارها بالسالبة علي الخدمات الصحية.. وكل هذا ليس إكتشافاً لما كان مجهولاً، ولم تكن نتائج هجرة الأطباء وآثارها خافية حتى على (الأميين)، وناهيكم عن المسؤولين، أوكما نصفهم ..!!

:: فلرصد يؤكد أن أكثر من (60%) من أطباء السودان يعملون بالخارج.. ولكن المزعج أن واقع الحال بالمشافي يشير إلى أن المتبقي من تلك النسبة – 40% – يتأهب ليلتحق بالسابقين، وهذا ما لم ولن تنتبه إليه السلطات .. وآثار هذا النزيف لاتجفف المشافي والجامعات من الكفاءات فحسب، بل تُفقد البلاد إستثماراً مالياً ضخماً يتمثل في الصرف على تعليم وتدريب وتأهيل هذا الكادر المهاجر بحثاً عن ( مناخ العمل).. لقد كسبت دول المهجر عمالة مدربة ومؤهلة لم تصرف عليها (جنيهاً)، أي صرف عليها شعبنا من موارده المحدودة ..!!

:: نعم هناك أطباء وكوادر طبية مساعدة خارج دائرة العمل، ولكن هذه الفئة غير مستفيدة من الهجرة لإفتقارها لشرط الخبرة.. ولذلك، فان حديث مأمون حميدة بأن في البلاد فائض عمالة لا يتأثر بالهجرة كان نوع من ( دفن الرأس في الرمال).. واليوم، بدلاً عن التباكي في المؤتمرات الصحفية، راجعوا أسباب الهجرة و عوامل المناخ الطارد .. تدني الراتب، ضعف فرص التطوير والتأهيل ، بئية العمل من حيث المكان والمعدات والوسائل، وضعف الإستيعاب.. هي عوامل المناخ الطارد للأطباء ..!!

:: فالطبيب يهاجر مكرهاً، وليس حباً في الهجرة، ولا هًياماً للمال..ولو وجدوا مناخ العمل لما هاجروا، ولكنهم لم يجدوه .. والمؤسف أن تكتفي السلطات بالجلوس على (أرصفة التباكي)، ولاتكفاح أسباب الهجرة ثم تخلق موازنة ما بين الهجرة والوفرة.. كان يجب الإقتداء بتجارب الدول التي تستثمر في انتاج وتصدير الكفاءة، كما الفلبين في مجال تصدير كوادر التمريض.. تجارب الفلبين سبقتها خطط توازن ما بين (التصدير) و(الإنتاج)..ولكن هنا، في موطن اللا تخطيط، سوف يتواصل التصدير إلى أن يطفئ آخر طبيب أنوار ( صالة المغادرة)..!!

الطاهر ساتي


‫2 تعليقات

  1. يا سيد الطاهر ساتي ديل كلهم افاكين وناس مصالح اما الشايقي وكيل الوزارة دا لا يفهم. هو في المنصب دا علي اساس هل هو افضل من الاخرين انما واقع الشلليات التي تحكم البلاد ناس حاضر سعادتك اما السيد مامون التاجر الشاطر فليذهب الي المستشفبات والله العظيم الاطفال تموت ونحن نبكي عليهم بسبب انهم لايملكون ثمن الفحص بل نصل مراحل نتسول ونستجدي ناس المعمل ليعملوا الفخص مجاني وهكذا تدور في دوامة ولما نرجع العنابر نلقي الطفل جثة هامدة فماذا نعمل في ظل الظروف هذه. وحال المستشفيات يغني عن السوال . وكفانا كذب من المسولين ح نعمل وح نعمل مجرد لعب علي الشعب اذهب بنفسك واعمل حوار صادق مع كل الاطبا، في المستشفيات اذهب ل م الجزيرة للكلي والذرة وم الاطفال وم الحصاحيصا العام وم المناقل والقرشي واذهب الي المراكز سوف تصاب بالاحباط اسال المرضي والمرافقين اذهب الي الصيدليات ومعامل المستسفي اسال الممرضين اسال العمال. لو سالت احجار المستشفي ل نطقت انظر الي وسخ المستشفي وميزات الاطبا، ادخل العنابر اسال من عدد الاخصايين الاطبا، العنوميين نواب الاخصايين. الخ
    واذا كان الرييس ماشي يشحد وكنا اعظم دوله في الاقلبم الان نتسول شي مخجل . انظر من حولك لاشي يدعو الي الامل في ظل هولا، الكذابين واذا تحدتت بصدق يقولوا انت معارض او شيوعي الخ
    انظر لمشروع الجزيرة والذي دمر وبيعت اصوله حتي المنازل تم تمليكها انظر الي مصانع النسيج .
    انظر الي المطار الدولي والخ فهذا يغني عن السوال.
    انظر للمسولين للولاة للسفرا. واصخاب المناصب فالغبا، باين في وجوهم بلد نصها وزرا، وولاة ومجالس تشريعية ومجلس ولايات ومفوضيات وعساكر ونواب ومساعدين للرييس واحزاب تحير وحركات.
    في ظل هذا هل يمكن ان يتطور السودان وكل الميزانية تروح لهولا، فاي تطور ننشد انه كذب من القمة للقاع وياريت السودان يرجع قبل 89 لا نقول قبل 56 .
    صدق دا دمار ممنهج لبلادي من قبل هولا، اما الكفا،ات هجرت وتشردت في كل المجالات وجلس المنتفعين والحبرتجية.
    ومشكلتنا الاساسية سو، الادارة والكذابين مع العلم بان بلدي كلها خيرات فقط تحتاج الادارة لكن للاسف الحكومة لا تود الخير فقط تريد الذي يقول حاضر سعادتك.
    مشكلة السودان الاولي الادارة واهدار المال وكثرة الحكام.
    الله لا غزه فيهم بركة لكن الله موجود بالاضافة للي تعاسة المواطن فهو له دور في التدهور

  2. بيئة العمل تجعل الطبيب فى وجه المدفع فيتعرض للضرب من ذوى المريض وكأن الطبيب هو من دمر هذه البيئة المشافى لا فرق بين العنبر والحمامات القذرة مكاتب الاطباء واستراحاتهم حدث ولا حرج رواتب الاطباء امثال مامون حميده فهو نفسه يشكل بيئة اكثر من طارده للاطباء مافى دافع واحد يمنع الطبيب من الهجرة وكل شعب السودان لو وجد طريق للهجرة لهاجر الا……..