مبادرة المجتمع المدني

تنطلق بقاعة الصداقة بالخرطوم صباح الغد عند منتصف نهار الخميس الخامس من أكتوبر، مبادرة المجتمع المدني السوداني دعماً لقرارات رئاسة الجمهورية بجمع السلاح ونزعه من أيدي المواطنين وحصر امتلاكه واستخدامه فقط لدى القوات النظامية،

وهي مبادرة يعود السبق فيها وطرحها لنقابة المحامين السودانيين والاتحاد العام للصحافيين، وهما أكبر كتلتين مهنيتين تؤثران على الرأي العام وتعملان على توجيهه في الشأن العام، فلا انفصام ما بين الصحافة والسياسة والحياة العامة، مثلما يمثل القانون والعمل الحقوقي ملح الأرض ليس هناك أمر متمم بدونه .

> في هذه المبادرة التي تنطلق غداً، ستقوم الاتحادات المهنية والفئوية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الشعبية بالتوقيع على ميثاق داعم ومساند لقرارات جمع السلاح، تأكيداً لالتزامات وطنية واجبة، وحرصاً على أن يكون مجتمعنا خالٍ من السلاح، وهذا الواجب تأسس على رؤية واضحة اعتبار أن الدستور والقانون الذي حدد مهام منظمات المجتمع المدني يحثها على الإسهام بفاعلية في القضايا الوطنية والعمل على تحقيق الاستقرار والطمأنينة وخدمة الصالح العام، وتنطلق منظمات المجتمع المدني كافة، من منصة المبادئ الوطنية التي يلتقي ويتلف حولها الجميع في صيانة وحدة التراب وتماسك المجتمع وسلامة العيش المشترك، وستعمل كل هذه المنظمات التي ستتوافق على الميثاق لتسخير كل إمكانياتها وآلياتها وكادرها البشرية من أجل عملية جمع السلاح وتسهيل تطبيقها، وذلك بنشر الوعي بين المواطنين وتنبيههم وإرشادهم وتنويرهم بمخاطر حمل وامتلاك السلاح غير المرخص، والى عدم أخذ القانون باليد والاحتكام الى سلطة القانون، فرفع وعي المواطن وإسداء النصح للسلطات الحكومية بجعل عملية جمع السلاح خطوة نحو بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، هو مبتغى كل مواطن سوداني يسعى للعيش الكريم ويعمل من أجل حياة كريمة وآمنة .

> ما نشهده غداً يؤكد أن الاتحادات والنقابات والهيئات الشعبية عندما تعي دورها المطلوب منها وتتقدم الصفوف، تكون قادرة على رسم معالم الطريق جيداً. فهي نبض المجتمع كله وتمثل قواه الحية وتمثل وعيه المبكر وإدراكاته العميقة لما يدور داخله من تفاعلات وما يحيق به من مخاطر، ولم تكن الاتحادات والنقابات في أي يوم من الأيام وفي أية مرحلة من المراحل بعيدة عن الهم الوطني، فكل جهد وعمل وطني جاد ومخلص، من شأنه تحقيق السلام والاستقرار يجب أن يكون هو ضالة الجميع، وعندما تتكامل إرادة الحكومة وإرادة المجتمع في أي شأن عام، سيبلغ البيان تمامه ولن تمتد معاول الهدم إليه مهما كانت الظروف .

> لقد عانى شعبنا في مناطق التوترات والنزاعات وفي أرجاء واسعة منه، من انتشار السلاح وتسربه الى أيدي المواطنين، فقد حصدت أرواح عزيزة من أبناء هذا الوطن في صراعات قبلية ونزاعات لا طائل من تحتها، كما أن التمرد اللعين الذي نشأ في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لعب دوراً خبيثاً في نشر ثقافة العنف والسلاح، وقد جرَّ المجتمعات المسالمة والأهالي الطيبين الى المستنقع الآسن الذي بسببه حمل كثير منهم السلاح لحماية أنفسهم والدفاع عن أرواحهم وممتلكاتهم، ولولا التمرد الذي زرع الفتنة وكسر دورة الحياة الطبيعية، لما عاشت ولايات كان يأتيها رزقها رغداً وهي آمنة مطمئنة سنوات من الحيف والظلم والتظالم يظللها الموت الزؤام .

> إن واجب منظمات المجتمع المدني كلها وكل منتسبيها والمكوِّن المدني في حياتنا العامة، الانتظام في هذه المبادرة والعمل من أجل أهدافها وتحقيق ما يتطلع إليه مجتمعنا من الرخاء والازدهار والرفاء الاجتماعي، فالأمن اذا تحقق تتحق التنمية وتتوفر الخدمات وتستطيع أجهزة الدولة ومؤسساتها العمل من أجل المواطن وبناء قواعد صلبة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية .

> غداً الخميس هو يوم مشهود في تاريخ البلاد، إذ يتكون ويتأسس أكبر تحالف نقابي ومهني ومجتمعي في تاريخ البلاد، ليحمل مبادراته ويتجه بها الى ولايات دارفور وكردفان والى مناطق الشرق وأواسط السودان والنيل الأزرق والعاصمة والشمالية ونهر النيل حتى نتخلص من السلاح ونسد منافذ تسربه ونوقف انهمار الدماء وتناثر الأشلاء .

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version