عالمية

سـلفا كير لـ (طياري الجيش الشعبي): اضربوا الأخضر واليابس في (واط)


اجرى النائب الاول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق قاي اتصالات مع مجموعة (اولاد قرنق) حول مشاورات وزراء خارجية دول ايقاد الاخيرة التى جرت في عواصم الاقليم، وتناقش تعبان مع (اولاد قرنق) حول مصير المشاورات،
وفي غضون ذلك أكد مصدر عسكري بدولة جنوب السودان لـ(الإنتباهة) ان المخابرات المصرية دعت مجموعة باقان اموم في العاصمة المصرية القاهرة حيث جرت اجتماعات سرية عاد بعدها الوفد الى العاصمة الكينية نيروبي مساء الاحد الماضي، يشار الى ان مجموعة باقان وصلت القاهرة الاسبوع الماضي، وفي ما يلي تفاصيل الاحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
اعتقال اثنين في البحيرات
اعتقلت سلطات الامن بولاية البحيرات اثنين يشتبه في انهما قام باغتيال سلاطين قبيلة دينكا منطقة (غوك) في قوقريال، وقال وزير الاعلام بالولاية اسحق مايوم مالك انه يعتقد ان الاثنين اقاما كميناً مسلحاً للزعماء، وان هناك عدداً آخر من المتورطين في الحادثة.
الحكومة تستعد للحرب
اكد مصدر امني بدولة جنوب السودان لـ(الإنتباهة) ان (7) كتائب حكومية تحركت مساء (الاحد) الماضي من مدينة الرنك بولاية أعالي النيل للهجوم على مواقع قوات المعارضة المسلحة التى يقودها الدكتور رياك مشار في ولاية جونقلي، ويقود الكتائب قائد ثاني الفرقة الاولى اللواء مايكل وويجونغ شول الذي ينحدر من منطقة فنجاك بولاية الوحدة، كما تتكون الكتائب من مليشيات (افدانق) التابعة لوزير المالية الاتحادي استيفن ديو، ويتوقع ان تهاجم منطقتي (فم الزراف وعطار) بولاية جونقلي، حيث تتمركز قوات المعارضة بشكل كبير، يضاف ان الكتائب كان في وداعها قائد الفرقة الاولى اللواء مشار برتش.
اجتماع وزارة الدفاع
طالب رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت طياري المروحيات الحربية بالقضاء على (الاخضر واليابس) في منطقة (واط) بولاية جونقلي للسيطرة على المنطقة التاريخية التى استولت المعارضة فيها على أكثر من (%90) من اراضيها، وقال سلفا كير خلال مخاطبته طيارى المروحيات في وزارة الدفاع في جوبا (بيلفام) ان عليهم ضرب الجيش الابيض التابع للمعارضة لكي يفسحوا المجال أمام القوات البرية التى تسعى لمساندة القوات الحكومية المحاصرة، وبحسب المصدر الاستخباري فإن مروحيات الجيش الشعبي قامت بقصف منطقة (ريم) التى تقع شمال (واط) لكنها قتلت العشرات من المدنيين كما قتلت مواشى الرعاة.
تحركات في ياي
أجرت مليشيات (مثيانق أينور) الحكومية التى تنحدر من قبيلة الدينكا تحركات حول منطقة (بازثي) التى تقع جنوب غرب (ياي) بولاية وسط الاستوائية القريبة من شمال يامبيو، ولم يتسن للمصدر معرفة نوع التحركات العسكرية التى تجريها المليشيات.
تنظيم مسلح يحتج
أعربت الجبهة الوطنية المسلحة للمقاومة بدولة جنوب السودان المتحالفة مع حكومة سلفاكير ميارديت عن استيائها من المشاورات التي قامت بها الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيقاد)، لإعادة إحياء اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة المسلحة في أغسطس 2015، جاء ذلك في بيان للحكومة التي يتزعمها كوزمزس بيدالي المحافظ السابق لمقاطعة ياي بولاية وسط الاستوائية، وطالبت الجبهة بضرورة إدراجها ضمن قائمة المشاورات لضمان شمولية الحل السياسي وعودة الاستقرار في البلاد. وقالت الحركة: (نحن كتبنا لـ(إيقاد)، معبرين عن احتجاجنا لإقصاء مجموعتنا من المشاورات الجارية لإعادة إحياء عملية السلام، لأن العملية ينبغي أن تشمل جميع أطراف الصراع بجنوب السودان)، وأشارت الجبهة الوطنية للمقاومة، في البيان، إلى إيمانها التام بضرورة وقف الحرب التي تشهدها البلاد بهدف رئيس، والعمل لإعادة السلام والاستقرار بمشاركة جميع أصحاب المصلحة بالبلاد .وأضاف البيان قائلاً: (قمنا بمخاطبة (الإيقاد) حول ضرورة أن يتم تضمين جميع المجموعات السياسية المسلحة والمدنية بما فيها حركتنا في عملية إعادة إحياء الحوار، لأن هذا الإقصاء قاد إلى إحباط وسط بقية المجموعات. وفي الجمعة الماضية اختتم وفد من وزراء خارجية (الإيقاد) مشاوراته مع أطراف النزاع بجنوب السودان، بعد زيارة جوبا، والجلوس مع الحكومة برئاسة الرئيس سلفا كير ميارديت، وبقية الأحزاب المشاركة فيها. وكانت قمة رؤساء دول وحكومات (الإيقاد) قررت في اجتماعها في يونيو الماضي، عقد منتدى رفيع المستوى لتنشيط عملية السلام وبحث الإجراءات الملموسة لاستعادة وقف دائم لإطلاق النار فى جنوب السودان. وتقرر أن تدرج كافة الأطراف في المناقشات الرامية إلى استعادة وقف دائم لإطلاق النار.
إعاقة منظمات الإغاثة
مازال انعدام الأمن بالطرق السفرية بدولة جنوب السودان يعيق إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لما ذكرته بعض منظمات الإغاثة، وتفيد تقارير بأن المليشيات المسلحة الحكومية تقيد العاملين في المجال الإنساني على الطرق حيث لا يمكنهم الوصول إلى حوالى 60٪ من البلاد عن طريق البر من أجل الوصول لهدفها، وتقول مسؤولة الاعلام للمنظمة الدولية للهجرة أشلي مكلولين إن العاملين في المجال الإنساني يلجأون أحياناً لنقل المساعدات جواً بسبب انعدام الأمن على الطرق وهو أغلى بكثير ويزيد عموماً تكلفة المساعدة الإنسانية. وبدورها قالت مسؤولة الاتصالات في منظمة الأغذية والزراعة، ليكي فيسر، انه رغم التحديات تواصل منظمات الإغاثة دعم المحتاجين.
إبادة أدوية بـ(واو)
قامت وزارة الصحة بولاية غرب بحر الغزال بدولة جنوب السودان بإبادة كميات كبيرة من الادوية منتهية الصلاحية كانت موجودة فى مخازن الوزارة. وقال المدير العام لوزارة الصحة كريستوفر بول مدوت فى تصريحات فى واو انه تم اكتشاف كميات كبيرة من الادوية المنتهية الصلاحية في مخازن الوزارة تقدر بـطنين، مما دفع السلطات الى اخذ الادوية الى مناطق خارج المدينة وابادتها، واوضح مدوت انهم بالوزارة يواجهون نقصاً في الادوية التى تسعى وزارته لتقديمها للمراكز الصحية فى المقاطعات المختلفة.
السلاطين يطالبون بالفدرالية
طالب سلاطين ياى بولاية وسط الاستوائية بدولة جنوب السودان الحكومة بتطبيق النظام الفدرالى الذى يكفل تقاسم السلطة بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، متهمين حزب الحركة الشعبية الحاكم فى البلاد بسوء القيادة وعدم سيادة حكم القانون، وقال رئيس سلاطين ياي باكسورو فى اجتماع مع مستشار رئيس الجمهوية للشؤون الخاصة كليمنت واني كونغا الموجود حالياً فى المنطقة لاجراء مشاورات حول عملية الحوار الوطنى، قال إن مطلب شعوبهم الحكم الفيدرالي الذى تتقسم فيه السلطات السيادية بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، واتهم سلاطين ياى الحزب الحاكم بقيادة سلفا كير بتقديم القيادة السيئة وعدم سيادة القانون، مؤكدين اهمية السلام والاستقرار من اجل التنمية فى البلاد، وأوضح باكسورو أن هنالك أشخاصاً ماتوا بسبب الانتهاكات المتعلقة بجرائم الحرب والإنسانية إبان فترة الحرب في جنوب السودان، مطالباً بضرورة اشراك الأطراف الأخرى في موضوع العدالة.
مستشفى صيني بالجنوب
في مدينة واو بولاية غرب بحر الغزال بدولة جنوب السودان التي مزقتها الحرب الاهلية، هناك حاوية بوسط البلاد مكتوب عليها عبارة بأربع كلمات صينية، تلاشى لونها مع مرور، الزمن، بمعنى مستشفى هوا يي(صداقة الصين)، حيث يعمل فيها أربعة أطباء صينيين فقط، وهذا المستشفى ليس كبيراً في ظاهره ومرافقه، لكنه مشهور محلياً في جنوب السودان، وخلال الاضطرابات في أبريل من السنة الجارية، أرسل قسم الشرطة المحلى رجالاً له لحماية المستشفى. ويدير هذا المستشفى ليو غوانغ تشن وزوجته ما مينغ تشي، من مقاطعة (خه نان) الصينية، ويبلغ عمر ليو غوانغ تشن 54 سنة، وكان يعمل مديراً لأحد مستشفيات مقاطعة خه نان لمدة عشر سنوات، قبل إدارة المستشفيات في الخارج. ومنذ عام 2007م قام ليو غوانغ تشن وزوجته بإدارة مستشفيات في دارفور والخرطوم بالسودان، ثم جوبا وواو في جنوب السودان على التوالي. وقرر ليو غوانغ تشن التوجه إلى إفريقيا، بعدما سمع بتقدم الأوضاع في السودان من أحد الأطباء من الفريق الطبي الذي تم إرساله لتقديم المساعدات في إفريقيا، وشرح سبب مجيئه قائلا أحب القيام بعلاج المرضى كطبيب. ويتعاون ليو وزوجته مع أصدقائهما في إدارة مستشفاهما الأول في دارفور السودانية، وقالت ما مينغ تشي: لقد انفقنا جميع أموالنا تقريباً للاستثمار في المستشفى، حتى اقترضنا أموالاً من الأصدقاء، مضيفة أنها تدعم قرار زوجها ويساعد بعضهما البعض. وهى تكون مسؤولة عن الشؤون المالية في المستشفى، الا أنها لا تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بشكل جيد، ولكن يمكنها أن تتحدث بصورة بسيطة بلهجة جنوب السودان مع المرضى الذين يدفعون حساباتهم. وجاء حسن عبد الله البالغ من العمر 40 سنة إلى المستشفى، قائلاً إن فخذه يؤلمه بشدة بعد حادث مرور قبل أيام. وقال ليو غوانغ تشن، بعد قيامه بفحص عبد الله، إن ألم الفخذ لا يرجع إلى حادث المرور، ولكنه بسبب إصابة بحمى التيفوئيد، ويحتاج إلى أخذ حقنة وريدية. ويصاب السكان هنا بسهولة بالأمراض مثل حمى التيفوئيد والملاريا بسبب الطعام غير المنتظم وعادات المعيشة غير الجيدة. وقد جاء عبد الله إلى مستشفى هوا يي (صداقة الصين) ثلاث مرات، قائلاً: الأطباء هنا جيدون، وجئت هنا في المرة الماضية في حالة سيئة، لكن تحسنت كثيراً بعد العلاج، وأثق بهذا المستشفى. وأشار ليو غوانغ تشن بفخر إلى أن مكانة مدينة واو في جنوب السودان تساوي شانغهاي في الصين، وعلى هذا الأساس، فإن مستشفى هوا يي هنا يعادل أحسن المستشفيات في شانغهاي. الا أن هذا المستشفى الصغير وبالتصميم البسيط ، لا يمكن أن يعتبر أحسن المستشفيات في شانغهاي من مظهره، ولكن بالنسبة للمرضى الذين لا يمكن أن تعالجهم المستشفيات المحلية في واو، يمكن نقلهم إلى هنا، حتى أن الكثير من المرضى الذين يعيشون بعيداً يأتون إليه. ويكتسب المستشفى سمعة جيدة بين المواطنين المحليين، حيث يسمى بعض المرضى ليو الشخصية البارزة، ويسلمون على ليو كلما يمرون بالمستشفى، ويحضرون له الفواكه التي يزرعونها. وقالت ما مينغ تشي إنه ليس هناك أية إعلانات، لكن يكتسب المستشفى السمعة عن طريق المرضى الذين يتلقون العلاج، ويأتي بعض المرضى من أماكن بعيدة مشياً على الأقدام ويعبرون عن محبتهم للصينيين. وكان ليو وزوجته يفكران في مغادرة جنوب السودان في ظل الأوضاع المضطربة، وقالت ما مينغ تشي: في الماضي كان المستشفى مليئاً بالمرضى منذ الصباح كل يوم، لكن بعد اندلاع الحرب أصبح المواطنون فقراء، والمرضى القادمون أقل فأقل. لكن الزوجين الصينيين لا يريدان أن يتركا المرضى المحليين، وقد بكى أحد المرضى، لدى معرفته برغبة الزوجين في المغادرة، قائلاً: من سيعالجنا إذا غادرتم، وأكد ليو قائلاً: إننا قررنا عدم المغادرة على الفور بعد رؤية بكاء المريض. وكان أكثر من (20) طبيباً وممرضة يعملون في المستشفى، لكن بسبب انخفاض الإيرادات يعمل حالياً أربعة أشخاص فقط هنا بما فيهم ليو غوانغ تشن وزوجته وفني مختبر وصيدلي. وقال ليو: إن بضعة عشر مريضاً فقط يأتون إلى المستشفى كل يوم الآن، وتتم معالجة المرضى أحياناً مجاناً في حال لا يمكنهم دفع حسابهم، ومن الصعب كسب الإيرادات، لكن ليو قد قرر البقاء في واو، وأكد أن المستشفى يهدف إلى علاج المرضى، ولا يمكن أن يهتموا بالإيرادات فقط.

الانتباهه.