رأي ومقالات

الخدعة


إعادة السلم التعليمي السابق من توصيات الحوار الوطني، ولكن الحكومة (تراوغ )..إذ أكدت وزيرة التربية والتعليم لنواب البرلمان – يوم الأحد الفائت – عدم اتجاه الحكومة لإعادة المرحلة المتوسطة، وقالت بالنص : ( تسعى الوزارة لإضافة سنة تاسعة للسلم التعليمي، ثم فصل السنوات من السادسة وحتى التاسعة لتكون مرحلة منفصلة عن بقية السنوات، على أن يكون الانتقال من السنة السادسة إلى السابعة طبيعياً ودون الجلوس لامتحان انتقال من مرحلة لأخرى، وسوف يتم فصل السنوات “7ـ8ـ9” من بقية سنوات الاساس بتشييد سور داخل كل مدرسة، وتعيين وكيل للفصول الثلاثة).. !!

:: تلك هي المراوغة المراد بها تخطي توصية إعادة السلم التعليمي السابق بلا تنفيذ .. هدموا المرحلة المتوسطة من السلم التعليمي، وجلسوا على تلها وركامها عقدين من الزمان، ثم إكتشفوا – بعد خراب مالطا – خطأ الهدم..ثم فكروا في إصلاح الخطأ، ولكن كمن حفر بئراً للتخلص من التراب، أي بإضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس..لم يتخيلوا مخاطر أن تلحق إبنك بمدرسة وهو في السادس من عمره، ويبقى فيها إلى أن يبلغ من العمر (15 سنة)، ثم يكون رفيقاً لطفل في السادس من عمره .. أي لم يتحسبوا لمخاطر جمع الأطفال مع صبيان على عتبة المراهقة في ذات المدرسة، أو هكذا التربية الجاري تنفيذها حسب إفادة وزيرة التربية والتعليم ..!!

:: فليتبه شركاء الحزب الحاكم الذين شاركوا في الحوار والحكومة .. الفصل التاسع ليس حلاً لهذه القضية التي خلقتها نظرية العبث ونهج (التنفيذ قبل التفكير)..نفسياً وتربوياً، الفصل التاسع ( كارثة أخرى).. ليس من العقل إبقاء التلميذ في فناء مدرسة ( تسع سنوات)، وليس من العقل أن يرافق الأطفال صبياناً على أعتاب المراهقة طوال ساعات النهار في فناء مدرسة وفصولها.. ثم العبقرية التي جادت بفكرة الفصل التاسع ربما لاتعلم أن السواد الأعظم من مدارس الريف لاتزال (مختلطة)، أوربما لم تفكر مغبة أن يصبح صبياً في السنة التاسعة (16 سنة) زميلاً لطفلة في السنة الأولى أو الثانية (7 سنوات)..هكذا هم – بهذا الفصل التاسع – يحيدون عن كل قواعد التربية السليمة والتعليم القويم..!!

:: فالإنجليز – نطراهم بالخير – كانوا رحماء على جيل وزيرة التربية عندما وضعوا لجيل الوزيرة السلم التعليمي المثالي للتربية والتعليم (4/4/4).. وكذلك عهود الحكومات الوطنية الفائتة كانت رحيمة عندما إرتضت وتواثقت على السلمي التعليمي المثالي الآخر (6/3/3)..فلماذا لايتواضع النهج الحاكم ويعترف بالخطأ ويلتزم بمخرجات الحوار الوطني، ثم يعيد قواعد التربية السليمة الى مدارس بلادنا بالعودة إلى (4/44) أو (6/3/3)، بدلا عن التمادي في الخطأ والمكابرة بمقترح ( 9/3) ..؟..ألا يكفي دمار الحاضر بحيث يتمادى النهج الحاكم في الخطاً لتدمير المستقبل أيضاً؟….!!

:: ولتمرير الفصل التاسع على شركاء الحوار الوطني وحكومته، تقترح الوزارة فكرة بناء الأسوار في فناء المدرسة وبين الفصول، وكذلك فكرة تعيين وكيلين بكل مدرسة.. وكل هذا محاولة لإقناع شركاء الحوار الوطني والرأي العام بقبول فكرة حشد الأطفال والصبيان في حيشان المدارس بمظان ( هكذا التربية)..إن كانت بين فصول المدرسة أسواراً، وكذلك بكل مدرسة وكيلين، فلماذا لا يتم الفصل نهائياً بحيث تعود الإبتدائية والمتوسطة قبل الثانوية (كما كانت)؟..فصل فصول المدرسة بسور – ولو بارتفاع سور برلين- ليس حلاً، بل هو دمج لتلاميذ وتلميذات مرحلتي الأساس والمتوسطة بمختلف أعمارهم – الطفولية والصبيانية – في مدرسة واحدة.. فما رأي شركاء الحوار الوطني وحكومته على هذه (المراوغة)..؟؟

الطاهر ساتي


‫6 تعليقات

  1. انت يا ساتي ما عندك موضوع. عايز حاجة تكتب فيها وبس . طالما سيتم الفصل بين التلاميذ الصغار والكبار ويتم تعيين وكيل لكل مرحلة وين المشكلة .. اظن المشكلة لو عايز تبني مدارس متوسطة جديدة من وين حتجيب التمويل .. للاسف انت زول ساكت ما مفروض تكون من موجهي الراي العام.وكان عندك حل تاني كان تكتبوا لينا ما تقعد تنتقد وبس. كرهتونا السودان.

    1. كلامك صح يا محمد احمد
      هكذا الفصل يتم بدون تكلفة بناء مدارس اضافية وبدون تكلفة اعداد امتحان شهادة ابتدائية ..

    2. طيب هل كل تصميم المدارس قابل لإنشاء هذا الحائط الفاصل ؟؟؟ فالكثير من المدارس مصممة تصميماً دائرياً أو نظام مقفول يفتح على هول كبير فكيف سيتم عمل هذا الفاصل ؟؟!!

      1. غلبتهم الحكاية لانهم باعوا المدارس المتوسطة وميادينها وحيشانها
        وما عايزين يصرفوا
        الفساد الفساد الفساااااااد ….

  2. الفصول فاتحة على بعض من اولى الى تاسعة أين سيبنى السور؟؟

    الله يسامح اللي الغى المرحلة المتوسطة

  3. شغل خبط عشواء فعند ناس المؤتمر الوطنى دخول الحمام زى خروجو،
    قرار غير مدروس بالغاء مرحلة المتوسط، وتم التصرف في جميع مبانى المرحله، وان بقى فيها شئ فهجره لمدة عشرون عاما قد قضى على الاخضر واليابس فيها، وعند استيعاب الانقاذ لخطئها بعد عشرون عاما من اللت والعجن، تطالعنا بقرار اعادة المرحله المتوسطه، والتى لم تقم الانقاذ بعمل المسوحات الميدانية اللازمة للتاكد من امكانية تطبيق هذا القرار بصورة علمية حتى لا تكون المحصلة عكس المطلوب، ففى كل المدارس تم اضافة صفين سابع وثامن ووضع الوزارة لن يمكنها من اضافة فصل تاسع، ناهيك عن عمل معالجة تامة لفصل المرحلتين عن بعضهما البعض، وعليه يكون من المستحيل تطبيق هذا القرار بصورة علمية، مما يعنى ان اضافة فصل تاسع وهو الحل الاسهل رغم صعوبته سيعقد المشكله اكثر واكثر، فوجود طفل بعمر خمسة سنوات مع طالب فى ثالث متوسط يعمق من الورطة التى وضعت الانقاذ التعليم فيها.