رأي ومقالات

المُعوَجّ..!!


خداع الذات – أي تضليل النفس لتقبل ما هو زائف أولترضى بشئ غير موجود على أرض الواقع – لا يليق بمن نصفهم بالمسؤوليين .. وعلى سبيل المثال، من الخطأ ظن البعض بأن رفع الحظر الأمريكي يفتح للسودان طريق منظمة التجارة الخارجية بحيث يصبح عضواً فيها.. لا، مثل هذا الحديث نوع من عدم المعرفة أو خداع الذات والشعب.. لم تكن هناك أية علاقة بين الحظر الأمريكي ورفض عضوية السودان بالمنظمة العالمية.. وكذلك في حال قبولها، لن تكون هناك أية علاقة بين رفع الحظر و قبول عضوية السودان بالمنظمة العالمية ..!!

:: وقبل أسابيع، مخاطباً نواب البرلمان، وصف رئيس بعثة السودان بجنيف – مصطفي عثمان اسماعيل – الاقتصاد السوداني بالمعوًج وغير المنضبط، ثم أقر بعدم قدرة السلع والمنتجات الوطنية على دخول منافسات الاسواق العالمية.. وبهذا الوصف الدقيق – للإقتصاد السوداني – وضح مصطفى أسباب رفض منظمة التجارة العالمية لعضوية السودان.. ولذلك، بدلاً عن تعليق رفض عضوية السودان على الشماعة السابقة (الحظر الأمريكي)، إصلحوا حال الاقتصاد المعوج وغير المنضبط .. !!

:: ومن الطرائف، كما يعلقون اليوم رفض عضوية السودان في الشماعة السابقة (الحظر الأمريكي)، قبل سنوات ، وكان جلال الدقير وزيراً للتجارة الخارجية ، سأله البرلمان عن موقف السودان من الانضمام لهذه المنظمة، فقال متنطعاً : (لن نسمح بإدخال المشروبات الروحية – خاصة البيرة والويسكي – حال انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية)، فصفقوا وهللوا وكبروا رغم أن تلك الخصوصية – البيرة والويسكي – لم تكن ذات قيمة أمام قضية رفض عضوية السودان بالتجارة الخارجية..!!

:: والمُحزن، منذ عقدين ونيف ، يدفع الشعب فواتير توافد المسؤولين الى جنيف.. يتوافدون ومن هناك يقولون ( كذا دولة تدعم انضمام السودان)، أوهكذا يخدرون عقولنا منذ عقدين، وحتى يوم خداع الذات هذا .. ولا تزال خزانة الشعب تصرف على تكاليف رحلات المسؤولين إلى جنيف (بلا جدوى).. نعم سنوياً، وأحياناً كل نصف عام، يذهب وفد ثم يعود بخفي حنين و(النثريات).. وهم يعلمون، وكذلك الحكومة التي ترسلهم، بأن للانضمام إلى هذه المنظمة العالمية شروط غير سياسية ولا علاقة لها بالحظر أو رفع الحظر..!!

:: تقديم جدول يحتوي على تعرفات جمركية ملزمة ولا يمكن رفعها إلا في حالات خاصة من شروط الانضمام.. فهل قدمت التجارة الخارجية – أو المفوضية التي تم تأسيسها لهذا الأمر أو بعثة السودان بجنيف – هذا الجدول؟.. نعم، كانت هناك مفوضية ذات ميزانية، وكانت مهمتها التفاوض مع المنظمة العالمية حول انضمام السودان، وأن وفودها أرهقوا عمال فنادق جنيف، وقبلهم أرهقوا خزانة الشعب، ومع ذلك لم تثمر رحلاتهم إلا المزيد من إهدار المال العام والمزيد من التخدير: (لن نسمح بإدخال الكحول)، ثم المزيد من الرحلات ذات (النثريات)..!!

:: ثم تقديم قائمة تحدد فيها الدولة الحواجز التي تعترض القطاعات الخدمية والمهنية، مع وضع جدول زمني لإزالة الحواجز، من شروط الانضمام للمنظمة.. فهل قدمت الحكومة هذه القائمة بجدولها الزمني؟.. وهكذا.. فالمعيقات الحقيقية في النهج الاقتصادي الموصوف بالمعوًج وغير المنضبط، ولم يكن بسبب الحصار الأمريكي ..منذ نوفمبر 1994، لا شيء غير الرحلات وخطب البعثات..لم تكن هناك مؤامرة سياسية – أو حصار أمريكي – تمنع الاستفادة من مزايا التجارة العالمية، أو كما يجتهد البعض في تمرير هذا الخداع .. فالإقتصاد المعوج، وغير المنضبط ، كان ولا يزال وسيظل ( العقبة)..!!

الطاهر ساتي


‫2 تعليقات

  1. وأين هم”نوام الشعب” السادة اعضاء البرلمان من هذه التراجيديا المكلفة.

  2. يوميا تذهب وفود من جهاز المغتربين لتفقد المغتربين والاطمئنان على وضعهم وتذليل العقبات والصعاب . يوميا تسافر وفود من جهازالمغتربين بكامل المكافات والانتدابات والسفريات وسفرة عامرة بمنازل السادة السفراء . وعاد المغتربين يسألون الناس ومن أمامهم أمينهم العام الذي بشر بالعملة الصعبة قبل دقائق من العودة الصعبة وبذكاء شديد لعب العودة في شباك ولاية الخرطوم التي استقبلت المولود بكل حفاوة وعندما وجدته حفيان وحفيان وحفيان وحفيان