رأي ومقالات

الدقيق والرمال


الاستاذ حسن مطر.. مثقف صوفي يسبح بالعربية ويبحث بالانجليزية ويغني بالروسية.. ثم هو لا يبالي بعيونك
> وحسن يكتب الينا

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد.
وبعد
اخي اسحق ربما فاتك عصف ذهني آخر الاسبوع كنت مدعواً له.. بالنية.. لكن خشيت لضيق الوقت الا تتمكن من الحضور..
من البلد الذي يصدر الزعماء.. والدعاة و 2050 وعلى هامشه الدراويش وأهل الطريق..
> القوم:
اولئك الذين لهم حضور في شمال السودان من فوق وادي حلفا الى بلاد الشايقية الاخفياء الاتقياء ولهم معزة خاصة في قلوب النساء يرجون دعاءهم وشفاعتهم وبركتهم ويوفرون لهم الطعام والشراب كلما كانوا قريبين من طوافهم على الحلال والفرقان يسمون عليهم او يرجون ان يسموا هم المواليد ليجدوا البركة والتوفيق عندما يكبرون.
احدهم.. كان مشهوراً في منطقة الشايقية كان يأخذ القرش من فلان ليعطيه لآخر يحتاج إليه.. وبعضهم يأتيه بالمال فلا يقبل منه ولو ترجاه.. لربما كان عليه أن يراجع مصادر دخله!
> سيف الـ JEDI
في يوم عاصف اجتمع فيه الغبار الكثيف الاسود -القُبسُ- بضمتين- حتى اذا اخرج احدهم يده لم يكد يراها وكان البعض وقتها على شاطئ النيل حين داهمتهم العاصفة فاعتصموا مرعوبين باعواد الشجر والنخل حتى لا يقذف بهم الريح.. فقال لهم الدرويش ساوصلكم الى بيوتكم واخرجكم من هنا بشرط ألا تحدثوا بذلك احداً ابداً!
وامرهم ان يمسكوا بقميصه ومد ستارته فاضاءت في الظلام كسيوف JEDI في حرب النجوم واوصلهم جميعاً الى ديارهم بيتاً بيتاً!!
ومضى وقت وتجادل الناس في كرامات الدرويش حتى اغتاظ احد الذين انقذهم من العاصفة وحكى تلك الكرامة..
في اليوم التالي..
مات الدرويش!
> ولا عمر حتى!
> الامام الخليفة الزاهد العابد عمر بن الخطاب رض الله عنه يسير الى ايلياء لاستلام مفاتيحها وفي الطريق يلجأ إليه بعض الاعراب ليستسقي لهم فيفعل وفي العودة يمر عليهم فلا يجد اثراً لدعائه.. ولكنه لمح فجأة احدهم على البعد في البرية يرفع يديه الى السماء فتنفتح ابوابها بماء منهمر.. فيسأل عن ذاك فقيل له انه عبد لتاجر في ذلك الربع فيستدعيه امير المؤمنين فيحضر التاجر احسن من عنده.. ولكن عمر يسأله ألك آخر؟ قال نعم ولكن حيث توجهه لا يأت بخير.. قال: فأت به! فاذا هو أشعث أغبر فصعد عمر فيه النظر وفعل هو كذلك وتباسما.. وسأله: ألست أنت الذي كان يدعو في البرية فسقط المطر؟ قال: بلى؟
.. اماوقد انكشف الذي بيني وبينك فاقبضني إليك ربي!.. فقبض فمات!!
> واحد..إثنان!
وقد اراد احد المادحين من اهل الشمال ان يقتفي آثار هؤلاء السالكين إلى الله فيصنع كما يصنعون.. وفي اثناء بحثه ذاك مر على قرية وجد فيها قوماً يجتمعون على امرأة سوداء يضربونها ويهينونها فلما انصرفوا اقترب منها فوجدها تبتسم فسألها لم يفعلون بك ذلك؟ قالت إنهم يتهمونني بالزنا وأنا منه براء.. لكن لم لا تخبريهم؟ قالت: انهم لا يصدقون وعادت لتبسمها الغامض فعجب المادح ولما همّ بالانصراف قالت: واحد..! وما فهم لم قالت ذلك.
ثم مر على برية اخرى فوجد بعض الصبية والرعاع يهزأون ويسبون رجلاً كباراً وهو لا يفعل شيئاً سوى التبسم والصفح عنهم.. فعجب المادح لذلك ولما هم بالانصراف قال الشيخ: اثنان؟
فعجب المادح لذلك.. كيف علموا بنيته؟
ولكنه علم أيضاً أنه لا يقدر على ذلك الدرب الشاق.. المديح أحسن!
كان ذلك.. أخ اسحق.. هامش حوار السبت.. لكن من ثم ما الذي يجمع بين محمد نجيب وجومو كينياتا وعيدي امين ومنقستو واوباما والعقوبات الاقتصادية ضد السودان؟
وما الذي سيحدث في 2050؟ ما الذي يجعل ذلك التاريخ مهماً؟ آه لو كنت موجوداً! ربما قد تكون قد بلغت المائة.. فقط اياك ان تكون في طوق من العزلة!… سنعود إن شاء الله!
أخوك / حسن مطر.. استاذ جامعي
***
استاذ مطر
> الدقيق هو الحياة
> والصوفية دقيق يختلط به قبضات من الرمال
> وتاريخ العالم المسيحي ليس تاريخاً (لرفض) الدين.. العكس تماما هو الصحيح.. فاوروبا المسيحية تاريخ الناس فيها هو
> جماهير كاثوليكية تعشق دينها ومشاهدها الاكبر هي مشاهد (الحرق)
> البروتستانت يحرقونهم بالعشرات _ بالمئات_ بالآلاف.. وهم (للدين) يرفضون حتى في ساعة الحرق ان ينطقوا بحرف ينجيهم من الموت حرقاً
> والبروتستانت نسخة اخرى .. يقبلون كل انواع الشنق والمقصلة والتمزيق والحرق ويرفضون النطق بكلمة واحدة تنجيهم من العذاب
> والجزويت.. والكالفنيه و…و
> وعندنا.. في الاسلام (.. تحقرون صلاتكم الى صلاتهم.. وجهادكم الى جهادهم .. يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية)
> اذن.. المعرفة فقط (لا عشق الدين.. ولا الظنون) هي الدين
> ومن يحكمون .. يحكمون على الصوفية من هنا.. ويحكمون على الآخرين من هناك كلهم ينطلق من (ظنه) وما يعشف وما يكره
> وعند الله تجتمع الخصوم
> وكينياتا وعيدي امين ومنقستو.. عندك.. اسماء هي مدخل لشيء غريب في السودان..
> ننتظر السطور التالية

إسحق فضل الله
الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. وعندنا.. في الاسلام (.. تحقرون صلاتكم الى صلاتهم.. وجهادكم الى جهادهم .. يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية)
    زح كلامك دا من السياسه بعدين تعال غنى ممكن نسمعك و نوأزرك!!!طالما دمجت الدين في السياسه فعلى الدنيا السلام!خطان لايلتقيان ويبقى فهكم ناقص والنتيجه لاشام ولايمن وهاانت تعيشه إن شاء الله تكون فهمت