تحقيقات وتقارير

ما بعد إنفضاض المؤتمر الاستثنائي الشعبية.. (تكتيكات) المرحلة المقبلة


أوصدت الحركة الشعبية قطاع الشمال، بمؤتمرها العام الاستثنائي الذي عقد بمنطقة (هيبان) بجبال النوبة، مطلع اكتوبر الجاري صراعاً استمر شهور بين نائب الرئيس السابق عبدالعزيز الحلو من جهة، ورفقائه (رئيس الحركة مالك عقار والأمين العام للحركة ياسر عرمان)، من جهة، عشية تسمية المؤتمرون في هيبان الفريق عبدالعزيز الحلو رئيساً للحركة الشعبية، والفريق جوزيف تكا علي نائباً له.الخطوة، رغم انها اغلقت باباً للخلاف بين الفرقاء داخل الحركة، إلا أنها فتحت أبواباً لقضايا شائكة تتعلق بمصير المفاوضات المقبلة مع الحكومة، خاصة بعد تبنى الحركة مبدأ حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة، لتحديد مصيره بين البقاء ضمن السودان الموحد بترتيبات محددة أو الانفصال.ما هو السر وراء دخول (حق تقرير المصير) الى أدبيات الحركة الشعبية؟ ّ وما هي فرص النجاح لهذا (الجناح الوليد) وقد بدأ مشوارة بطرح هذا الحق؟..

وهل تخلت الحركة عن المنفستو الخاص بها والمتعلق بمناقشة قضايا المنطقتين مجتمعة، وهل التلويح بتقرير المصير مجرد مطلب تكتيكي لرفع سقف التفاوض، أم هو مشروع تسعى الحركة لتحقيقه في المرحلة المقبلة.
تجزئة القضيةعبد الرحيم آدم الضو، الأمين العام للحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقيين، وهو حركة انشقت عن الحركة الأم ووقعت اتفاقاً مع الحكومة، قطع بأن مؤتمر هيبان لن يفضي الى سلام بالمنطقتين لجهة أنه أغفل مشورة رموز وقادة كبار من الحركة، بجانب القوى السياسة المدنية المعنية بالملف من الأحزاب، وقال لـ(آخر لحظة): إن المخرجات التي خلص إليها مؤتمر الحركة تركزت حول منطقة جبال النوبة دون النيل الأزرق.. مما يشير الى نية الحلو لتجزئة قضايا المنطقتين حتى ينفرد لوحدة بـ(كيكة) جبال النوبة..

مبيناً بأن هذه الخطوة تعد واحدة من الأزمات الداخلية التي تعيشها الحركة الشعبية بعيد تجريدها لعقار وعرمان من منصبيهما.ولفت الضو الى أن حق تقرير المصير الذي أعلن في المؤتمر سيؤدي الى فتنة كبيرة داخل كيان أبناء النوبة، لأنه ليس كل أبناء النوبة حركة شعبية حتى يبصموا على القرار، وحذر الضوء من مغبة تكرار الحلو لسيناريو انفصال الجنوب، وتابع مازلنا كحركة شعبية أصحاب القضية الحقيقيين نكتوي بنيران الانفصال، حتى يريد الحلو إرجعانا الى ذات المربع الأول. حلقة مفرغةوفي ذات السياق استبعد القيادي بالوطني د.اسماعيل الحاج موسى أن يكون المؤتمر الاستثنائي الأخير للحركة قد أثناها عن خطواتها الانفصالية.. مشيراً الى أن عشرات اللقاءات التي عقدت بينها والحكومة دون التوصل الى نتائج إيجابية، تفضي الى السلام المرتجى في المنطقتين، مرجعاً الأمر الى القضايا المستعصية والعصية التي تضعها الحركة كعقبات أمام تحقيق السلام، وتابع الحكومة (ماعايزة تتعظ).

وقال موسى: إن الحركة تريد الدوران في حلقة مفرغة بدل الوصول الى سلام معها، الحلو يريد تكرار ذات السيناريو الذي رسمته فيما سبق الحركة الشعبية الأم بالتلويح بالسلام والوحدة الجاذبة، بينما كانت تضمر الانفصال، وتابع بالقول الحكومة ربما تكون في نيفاشا قد خُدعت لكنها لن تنخدع مرة ثانية من خلال مخرجات مؤتمر هيبان.

سقوفات مطلبيةمن جهته المح الخبير الاستراتيجي العميد (م) هاشم البدري، إلى أن مستقبل الحركة في التفاوض مع الحكومة في المرحلة المقبلة، يكمن في المقررات الأخيرة التي توصلت اليها بمؤتمرها الاستثنائي، مشيراً الى أن مؤتمر هيبان قلب الطاولة على الذين كانوا يراهنون من داخل الحكومة على أن عقار وعرمان بانهما الأقرب للتحاور والتفاوض مع الحلو.وأضاف البدري قائلاً: مسودة حق تقرير المصير التي لوح بها الحلو ضمن مقررات هيبان، هي بمثابة كلمة السر التي عبرها يريد الحلو الوصول الى منضدة التفاوض، وفق سقوفات مطلبية أعلى ما يعني أن إعلان حق تقرير المصير هو شفرة المناورة التكتيكية، التي يبني عليها الحلو خطواته المقبلة، بعد أن يتحلل من قضية النيل الأزرق و(يفكها عكس الهواء) بحسب قوله.واستبعد البدري في ذات الوقت أن يكون إطلاق حق تقرير المصير بالمطلب الاستراتيجي للحركة في الوقت الراهن..

لافتاً الى أن الحلو يعي أن جبال النوبة بوضعها الديموغرافي الحالي وسط ولايات تتبع (للجلابة) كما يقول الحلو، مما يجعل من الصعب إنشاء دولة في تخومها. ترتيب البيتوفي ذات الاتجاه يشير المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية، د.صلاح الدومة أن انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحركة الاسبوع الماضي، يؤكد مضي الحركة في سياق تهيئتها للمفاوضات المقبلة مع الحكومة، من خلال خطواتها في إعادة ترتيب البيت من الداخل ورسم معالم مساراتها المقبلة في سياق تعاطيها مع قضاياها الداخلية، بشمولية حال جلوسها في طاولة المفاوضات المعتزمة مع الحكومة.وقلل الدومة من ورقة تقرير المصير التي لوحت بها الحركة مؤخراً ضمن مؤتمرها، معتبراً أن الوضع الحالي للحركة لا يسمح لها بإعلان حق تقرير المصير دون الوصول الى المشورة الشعبية الكاملة للمنطقتين.

مراقبون يرون أن قيادة الحركة الجديدة أكثر تشدداً في خاصة في مايخص تقرير المصير.. الأمر الذي يجعل عملية المفاوضات أكثر تعقيداً في ظل تمسك الحكومة بموقفها الثابت تجاه القضية.

تقرير:أيمن المدو
صحيفة آخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. تحليلات نظرية من داخل الصالونات ومن خلف نظارات البيرسول ،،،
    علي الدولة ان تتعامل برؤية موضوعية يقدمها حكماء السياسة لا ممتهني السياسة لاغراض شحصية ذاتية انية ،
    حارب السودان ستون سنة في الجنوب فماذا جنى غير الفشل .
    السياسة في العصر الحديث فارقت الرؤية القديمة المبنية علي هزيمة المعارضين بالتاكتيكس ، وفي كل الظروف ليس المنافس السياسي الوطني عدو للحكومة او للحزب الحاكم ،
    لذلك يجب اسناد القضايا الشايكة للحكماء وليس للطرزانات الذبن لا يستصحبون عبر التاريخ والتجارب الانسانية من حولنا.

  2. السودان بحوجة للمخلصين من ابنائه من اجل بنائه فكل من تقلد منصب يفتقر الى الاخلاص والوطنيه
    فالنفعيين والوصوليين هم الذين يتملقون لاغرض شخصيه ويجدون الفرص امامهم سهلة لينهبوا خصما على نهضة الوطن.