صلاح الدين عووضة

موسم الهجرة !!


*ولا نتحدث عن الهجرة إلى الخارج..

*فهي ليست ذات موسم واحد… وإنما مواسم على مدى سنوات (التمكين)..

*فعملية التمكين هذه كانت ذات (قوة طرد مركزية)..

*ومن (المطرودين) هؤلاء من هاجر… ومنهم من هام على وجهه… ومنهم من مات غبناً..

*ولا نتحدث كذلك عن موسم الهجرة إلى الشمال..

*فصاحب هذه الرواية الخالدة هو صاحب العبارة الخالدة (من أين أتى هؤلاء؟!)..

*ولكن لا موسمه… لا عبارته… يعنيانا في شيء هنا..

*وإنما الهجرة التي تعنينا… ونقصدها… هي الخاصة بالرجوع إلى الماضي..

*فموسم الهجرة إلى الماضي هذا هو الذي نعايشه الآن..

*هاجرنا ببدعة البكور (17) عاماً إلى الوراء لنرجع إلى محطة الزمن القديم..

*أو محطة الزمن الحقيقي… لا (المشاتر)… ولا (المكاجر)..

*واحتجنا إلى ما يقرب من عشرين عاماً لنكتشف خطأً كان يمكن تصحيحه في ساعات..

*أو المتحكمون في (زماننا) هم الذين اكتشفوا هذا الخطأ (الزمني)..

*وهاجرنا بفضيحة السلم التعليمي (الثعباني) ستة وعشرين عاماً لنرجع إلى السلم الأول..

*واحتجنا إلى كل هذا (الزمن) لنكتشف اعوجاج السلم..

*لنكتشف أنه سلم يهبط بمستوى تعليمنا نحو (الأسفل) ولا يصعد به إلى (الأعلى)..

*لنكتشف أنه أسوأ… وأغرب… سلم تعليمي في العالم كله..

*أو أن الذين اكتشفوا هم من (نجروا) خشب السلم بما يشبه منشار (سفاح كنساس)..

*فكان من ضحاياه عشرات الآلف من الفاقد التربوي..

*ولا نعني الفاقد التربوي كمصطلح يرمز إلى الذين يتساقطون من سلالم التعليم..

*وإنما نعني به حتى الذين تسلقوه… أو ما زالوا يتسلقون..

*بل وحتى الذين أوصلهم… أو وصلوا به… إلى ما نطلق عليه مجازاً (شهادات عليا)..

*فحملة الماجستير والدكتوراة أنفسهم فاقد تربوي… الآن..

*وتتواصل مسيرة الهجرة إلى الماضي في موسم التعقل الفجائي هذا..

*ولا ننسى الهجرة إلى ما قبل نقطة (دنا عذابها)..

*فبعد قرابة الثلاثين عاماً من مناطحة الصخر اكتشفنا أننا نحن الذين (تعذبنا)..

*ولا ندري ما هو القادم الذي سنُهاجر به إلى ماضيه..

*أو إلى ماضينا الذي كنا به… وعليه… وفيه….. قبل فلسفات التجريب الخاطئة..

*ويمكننا أن نقول : قبل التعلم (الثوري) لحلاقة الرؤوس..

*رؤوس الناس… والاقتصاد… والسياسة… والتعليم… والإدارة… وحتى (الزمن)..

*طيب ؛ هل هذه الهجرة تستحق تشجيعاً أم تشنيعاً ؟!..

*والإجابة : بل تستحق تشجيعاً حتى وإن أتت متأخرة (أكثر من اللازم)..

*وأي شيء خلاف ذلك قد يؤدي إلى استشعار (العزة بالإثم)..

*وندفع – من ثم – أثماناً أكثر من التي دفعناها إلى الآن جراء القرارات الخاطئة..

*فربما يستمر موسم الهجرة العكسي إلى أن نبلغ لحظة (الإنقاذ)..

*ويتحقق شعار (رجِّعونا !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


‫2 تعليقات

  1. انك لم تتحدث عن الهجرة إلى الدينار ثم الى الجنيه + ثلاثة أصفار والهجرة الى مشروع الجزيرة والهجرة الى سكة حديد السودان والهجرة الى وعبر خط هثرو والذى عبره نبحث عن الهجرة الى بلاد العم سام او قطر او السلطنه فقد جربنا هجرة السعودية التى عركتنا بمرارتها وما بجبر على المر الا الامر منو ويقينى ان كل الذين هاجروا هم الشرفاء.

  2. قال تعالى ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ( وجادلهم بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) انظروا الى سماحة القران وجماله فى ادب المجادله وكريم المعاملة، وذلك قبل اربعة عشر قرن من الزمان وناتى نحن اليوم بادب التفجيرات والتقتيل واراقة دماء الابرياء باسم الدين، ونحن بهذا نعكس اقبح الصور عن الاسلام لينفر منه الناس ونغرس فى نفوسهم كرهه وكره كل مسلم، هذا هو نفس تصرف الاسلاميين بالسودان ينفرون الناس عن الاسلام بتصرفاتهم التى لا تشبه الاسلام والباسها صفة الدين تجنيا، وظاهرة الالحاد التى نراها اليوم هى افراز لتلك التصرفات الخاطئة، يا هؤلاء ادعوا الى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنه ونامل ان يكون تنازلكم عن امريكا روسيا قد دنى عذابها عن قناعة لا عن خوف فقط.