رأي ومقالات

قاتلو الدجاج.. وأكَلَة البيض..!


فيما أرى

1

في تصريح مثير له الأسبوع الماضي قال السيد مبارك الفاضل وزير الاستثمار إن سبب عدم ثبات السياسات هو الشفقة (السبب إنكم شفقانين عاوزين تاكلوا الجدادة قبل أن تبيض).. لم يوضح لنا السيد مبارك من هم (الشفقانين).. ناس الحكومة ولا ناس الشركات ولا كل العاملين في القطاع الاقتصادي. المهم، كنت أود مناقشة في قضية عدم ثبات السياسات، وهي في أغلب الأحيان لا علاقة لها بالدجاجة والبيض وقد ترجع بشكل أساسي للتخبط في التخطيط وعدم الخبرة وعوامل أخرى كثيرة، ولكن عدلت رأيي لأناقش قضية الدجاجة والبيض فهي الأهم.

2

قادني تصريح مبارك للتأمل في بعض المقولات منها (كاتل الجدادة وخامي بيضها) فوجدت أن تلك مقولة غير معقولة ولا يمكن أن يفعل ذلك إلا غبي.. فلماذا يقتل الجدادة إذا كان باستطاعته أن يخم بيضها في كل مرة؟. هل يقتل الإنسان مصدر رزقه؟ ولماذا؟ خير للإنسان أن يحتفظ بالدجاجة في مأمن ليستمر إنتاج البيض. إذا قتلت الدجاجة أو أكلتها فلا بيض. إلا أن تكون هناك أسباب أخرى لقتل الجداد وخم البيض مرة وحدة.

3

نظرت في حال بعض شركات القطاع العام فوجدت أن هناك بعض المديرين الأذكياء يطبقون هذه المقولة ولكن لهم أسبابهم. فبعضهم يظل يأكل في بيض الدجاجة (الشركة) سنوات ولا يعلفها وتبدأ صحتها في التدهور فيخشى أن تموت وينكشف المستور حين تأتي لجان المراجعة والتفتيش لتحصر البيض المنهوب، فيسارع بقتل الدجاجة. هذا سبب موضوعي لا علاقة له بالغباء. إلا أن قتل الدجاج الحكومي ليس أمرا سهلا، فلابد أن تقتنع الجهات العليا أن هذه الدجاجة التي لا تبيض إلا في جيوب المديرين تحقق خسائر ليس من السهل احتمالها لفترة طويلة. لذا أول ما يخطط له المدير المعني أن تظهر في حسابات الشركة خسائر مهولة.. فتستجيب الحكومة لفكرة بيعها أو تصفيتها. الغربية أنه ما إن تباع هذه الشركة أو تلك إلا وينعدل حالها وتحقق أرباحا لا تصدق.

3

إذا كان ذلك نموذجا من القطاع العام في حكاية البيضة والدجاجة إلا أن هناك نموذجا أذكى في البنوك السودانية. هؤلاء لهم طريقتهم في التعامل مع البيض والدجاجة.. فهم في الغالب يحتفظون بالدجاجة لا حية ولا ميتة، بمعنى إن سألت من البنك تجده (شغال تش) ولكنه لا يحقق أرباحا والسبب أن بعض أعضاء مجالس الإدارات يخمون (بيض التمويل كله) بينما يخم حملة الأسهم في البنوك الرماد ولسنوات طويلة. المهم.. قصة أكلة البيض وقاتلو الدجاج بحاجة لتنظير لنعرف كيف نحافظ على الدجاج ونترك الشفقة في أكل البيض أو كما قال..!!

عادل الباز
الاحداث نيوز


تعليق واحد

  1. الحكومة – اقصد جماعة الحكومة اذ انه تم اندغام تام بين الحزب الحاكم و جماعته و بين الحكومة او الدولة و اصبح اي منهم يصيح انا الدولة و اذا انتقدت الحزب او احد اعضائه فانت تسئ الدولة و بالتالي فانت خائن و عميل و طابور و معارضة فنادق و معارضة كيبورد الة آخر ما يحويه قاموس الحزب الحاكم و جداده الالكتروني و غير الالكتروني – نرجع للحكومة و جماعتها : اذا راى احد الجماعة مؤسسة او مصنع او مشروع ملك للدولة و اراد الاستيلاء عليه يقوم جماعة الحكومة بتخريب ذلك المشروع حتى و التسبب بخسائره حتى يوجد المبرر لخصخصته او بالاحرى تخصيصه ….
    الحكومة في لهفتها و شفقتها لتحصيل الضرائب و الاتاواوت على القطاع الخاص – اكل البيض – تقوم بالتسبب بخسائر فادحة لمالكيه مما يتسبب في افلاس المشروع او المصنع اي قتل الدجاجة التي تبيض مما يتسبب – و تسبب فعلا – في توقف الصناعة و الزراعة و الاستثمار و هروب الرساميل الى اثيوبيا و غيرها من البلدان …. فحكومتنا متخصصة في اكل البيض و قتل الدجاج الذي يبيض