صلاح احمد عبد الله

نحن شنو بعد ده..؟؟!


*الخرطوم.. الولايات كلها.. النيل وأنهاره العديدة الأراضي الزراعية ذات الخصوبة العالية.. الصحراء الجبال العالية شرقاً وغرباً.. هنا وهناك السافنا الغنية وما بداخلها من خير.. وقبل كل ذلك هذا السوداني الطيب والنشط في سبل كسب عيشه.. وبالحلال لماذا هذا (الهوان) الذي نعيشه منذ ١٩٥٦م (إلا قليلاً) ومنذ (٣٠) عاماً بالتحديد.. والحساب ولد كما يقولون..!!

*أصابنا الملل من كثرة الحديث عن أملاك الكهنوت بعد خروج الاستعمار الثنائي.. وعطاياه المعروفة لهم.. أراضي ومتعلمين وقليل من المثقفين.. من أجل تجميل الصورة العامة لدى العوام من الأتباع حتى يسهل الانقياد والطاعة..
*الصورة العامة في كل المناطق أعلاه.. هي الحزن والقلق على مستقبل السودان.. والناس ترى الحزن يسيطر على كل مناحي الحياة.. منذ الصباح الباكر وحتى المساء المتأخر.. والكلل يلهث من أجلل الكسب الشريف في زمان كهذا.. أصبح الشرف فيه إحدى سلع السوق الرخيصة إلا من رحمه الله وهداه.. وأفرغ عليه من الصبر الكثير..!

*ما يقارب الآن من (٣٠) عاماً والناس تبحث عن طريق أو بصيص أمل في نهاية النفق المظلم.. ظلاماً فاسداً وسطوة باطشة تقاسموها فيما بينهم.. وشاركهم فيها الكثير من أحزاب (الحوار) وسدنة القصر والعديد من المجالس.. وهناك سلاحاً باطشاً آخر في أيدي همها المحافظة على المكسب والمغنم والغنائم.. وكأننا على إحدى النصب في سوق التجارة البكماء.. ولسنا بالبكم ونحن نعرف ماذا فعلوا وماذا يريدون.. وخيرات البلاد تتجه إلى الدور العالية وبنوك الخارج كما يقول ذلك (الرجل) الذي لم يسأله (أحد) حتى الآن.. أو يطلب أحد معرفة الحقيقة..!!
*ونحن شنو؟ الخوف والقلق يسطران على الجميع.. فمنذ الصباح الباكر يفيق الرجل على طلبات الأولاد.. الشاي.. قليل من الخبز.. ملابس المدرسة.. الفطور لهم وله.. المواصلات والعودة لهم وله.. العلاج والتعليم والمبالغ الخاصة بهما.. فاتورة الماء والكهرباء.. (ودفتر هارون بتاع الدكان) والزوغان من المناسبات الاجتماعية..؟!

*والسادة أصحاب السكر الزيادة والميراث العريض.. سلطة وثروة والكثير من الأتباع حتى أصبحت أحزاب (الثقافة) والعلم تسير على منوالهم.. ولذلك نجد أن البلاد تسير من تخلف إلى أسوأ منه بسرعة البرق حين تتقدم البلدان من حولنا..!!
*ولماذا الخوف ولماذا القلق البلد بلدنا نحن.. والنيل والأرض لنا تظللنا جميعاً سماء الله.. خلق الله الكون من أجل اسعاد البشر كلهم وليس لأحد ملك سواه.. ولا تفضيل لبشر على بشر إلا بالعمل والعمل من أجل إسعاد غيره لا لقهره أو حكمه باسم الدين.. وبعد ذلك يعيشون في عالم من ذوات خاصة تحرسهم (زبانية) غلاظ شداد وجند مجندة بالمال من أجل حماية الشر..!!

*لماذا الخوف والقلق والخير موجود والحساب (ولد) يوم القيامة.. أين ما يسمى (بالرجالة السودانية) والكل ينزوي في داره يبحث عن الأمان بصمت.. وهو لا يعرف أن الزبانية قد يصلون إلى باب منزله متى شاءوا.. ونحن لا نقول أن باطن الأرض أصبح خير من ظاهرها.. أبداً ظاهر الأرض هو المستقبل كله..!؟
*ولكن أين الشباب..!؟
*بل أين طلائع النور..؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة