صلاح الدين عووضة

مكافحة الجلافة !!


*انضمت لقائمة مفردة (مكافحة) أخت جديدة..

*ولا علاقة لها بالفقر ولا التصحر ولا المخدرات ولا- من غير مؤاخذة – (الفساد)..

*هي مكافحة تستهدف (صميم) الإنسان السوداني نفسه..

*تستهدف منابع شعوره… وسلوكياته… وانفعالاته… والفاظه و(الملافظ سعد)..

*ولكن هذا السعد ليس لكثيرين منا نصيب منه… وأعني الرجال..

*فمنابعنا هذه تضخ أنهار مشاعر وأفعال وألفاظ في قوة اندفاع تيار نيلنا الأزرق..

*فهي تنطلق (خاماً) عشوائياً غير مشذب بأدوات الإتيكيت..

*سواء في تعاملنا مع بعضنا البعض كرجال… أو عند تعاملنا مع النساء..

*وأعني الزوجات تحديداً… بما أنهن الأكثر عرضةً للجلافة..

*والفضل في ضم هذه المفردة إلى قائمة (مكافحة) هو الطبيب النفسي علي بلدو..

*وفي رواية أخرى: المستشار ،والكاتب ،والسيناريست…النفساني..

*فقد أنشأ مفوضية – عفواً أكاديمية – لمكافحة الجلافة….. لا الفساد (بعيد عنكم)..

*وهي أول مدرسة من نوعها بالسودان… وقد لا تكون الأخيرة..

*فمن المؤكد حال (نجاحها) سنرى استنساخاً لفكرتها… كعادتنا في المحاكاة..

*وأعني نجاحها المادي… أما نجاحها الدراسي فمشكوك فيه..

*فقابليتنا لتعلم أصول الإتيكيت مثل قابلية حكامنا لتعلم أصول الديمقراطية..

*ومثل قابلية برلماناتنا لتعلم أصول العمل البرلماني..

*ومثل قابلية رؤساء أحزابنا لتعلم أصول التداول الرئاسي الحزبي..

*ومثل قابلية (مستجدي) النعمة – والمناصب – عندنا لتعلم أصول التواضع..

*وعدم القابلية الأخيرة هذه ذات صلة بالجلافة..

*بل تستوجب على بلدو أن يخصصها كمادة دراسية… أو يخصص لها مدرسة..

*ثم يخصص لها دروساً إضافية مكثفة…في كلا الحالين..

*وخلال الأيام الفائتة استوقفتني هذه الظاهرة بشدة… وحرت في تشخيصها..

*وذلك عن تجارب شخصية… أراد لها القدر أن تأتي تباعاً..

*ثم تسبق إعلان عزيزنا بلدو عن نيته في إنشاء مدرسة لمحو أميتنا الإتيكيتية..

*فلدواعٍ مختلفة هاتفت نفراً من رموز المجتمع… أو راسلتهم..

*بمعنى أرسلت رسائل نصية (تعريفية) لمن يجهلون رقم هاتفي منهم..

*فكانت (النتائج) مدهشة ؛ سواء نجاحاً إتيكيتياً… أم سقوطاً..

*وسأكتفي هنا بذكر نماذج من الناجحين بجدارة… وستر الساقطين بامتياز..

*فقد رجع إليّ بكل أدب الوزير د. محمد يوسف الدقير..

*وهو ليس من مستجدي المناصب… ولا من مستجدي (دكتوراة) زماننا هذا..

*ورجع إليّ بكل بشاشة وكيل الصحة السابق د. كمال عبد القادر..

*وهو أيضاً ليس مستجد منصب… ولا نعمة… ولا شهادات (المال) في الطب..

*بل هو حائز على الزمالة الملكية في مجال تخصصه..

*ورجع إليّ بكل تواضع صاحب فكرة مدرسة الإتيكيت نفسه… د. علي بلدو..

*وبلغ من تواضعه حد مخاطبتي بكلمة (أستاذي)..

*ويا أستاذي: لا تنس جلافة (المخلوعين) بالمناصب… والنعمة… وشهادات الغفلة..

*إن استطعت إليهم سبيلا !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة