رأي ومقالات

رفع العقوبات عن السودان.. العصا والجزرة


أخيراً قررت الولايات المتحدة الأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بعد أكثر من 20 عاماً من الحصار والمقاطعة ومنع حركة الاستيراد والتصدير، مما أثر على واقع اقتصاد السودان وجعله خارج المنظومة المالية العالمية.

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان جاء بعد اختبار طويل وفق ما أسمته الاجراءات الايجابية في وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع وتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق البلاد، وهي بصورة أخرى الخضوع للمواقف الأمريكية والتنازل عن الكثير من المواقف السابقة وفتح صفحة جديدة مع واشنطن.

ربما أن السودان كانت مجبرة لكي تعود إلى الحضن الأمريكي فكل الظروف الاقليمية والدولية والظروف الحياتية التي يعيشها الشعب السوداني نتيجة الحصار الذي طال زمنه كانت سبباً محورياً لكي تتنازل من أجل الحصول على بعض الحقوق ورفع تلك العقوبات.

بالنسبة للكثير من السودانيين فقد ابتلعوا الطعم وفرحوا كثيراً برفع العقوبات الاقتصادية وبدأوا يحسبون الحسابات لما بعد رفع العقوبات، متجاهلين نقطة هامة في بيان رفع العقوبات وهي إبقاء السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب، وبعض العقوبات المتعلقة بالنزاع في دارفور.

الولايات المتحدة الامريكية لا تريد رفع كل العقوبات عن السودان، بل تريد أن تخضع البلد تحت المقايضة والتهديد بين وقت وآخر، فلا هي رفعت العقوبات كاملة، ولا هي أبقتها كاملة، بل جعلتها في الوسط، كوسيلة للترويض والتهديد كما يفعل في سياسة العصا والجزرة.

إبقاء السودان تحت لائحة الدول الراعية للإرهاب، وإبقاء بعض العقوبات الاقتصادية دليل أمريكي أن السودان لم تأخذ حقها الكامل من البراءة فلا يزال أمامها الكثير من الوقت لتقديم الكثير من القرابين لواشنطن حتى تحصل على البراءة الكاملة.

فضلا عن ذلك فقد اتخذ واشنطن قراراً بإجلاء وترحيل الرعايا السودانيين من الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن الموانع التي كانت سبباً في وجودهم هناك انتهت، وهي عقوبة غير مباشرة ستؤثر على السودان بسبب عودة هؤلاء إلى البلد.

القائم بأعمال السفير الأمريكي في السودان، ستيفن كوتسيس، قال إن هناك اجراءات أخرى (غير العقوبات الاقتصادية) وآليات قابلة للتطبيق، قد تتخذها بلاده، حال تنصل السودان من التزاماته في ما يعرف بالمسارات الخمسة، دون تسمية تلك الاجراءات.

تلك المسارات الخمسة التي حددت بالتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والمساهمة في تحقيق السلام بدولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان عام 2011، إضافة إلى تسهيل إيصال المساعدات إلى المتضررين من النزاعات المسلحة بالسودان، وحل الصراعات العسكرية الداخلية في مناطق مثل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.

السفير نفسه أكد بأن بقاء السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقضايا داخلية وإجراء اصلاحات اقتصادية تحول دون استفادته من مبادرات إعفاء الديون، مشيراً إلى أن السودان تعرف بالضبط المطلوب منها لإزالة اسمها من تلك القائمة.

عندما سُأل السفير الأمريكي عن موعد حذف السودان من الدول الراعية للإرهاب، أجاب بأن مناقشة الحذف لم يكن جزءاً من خطة المسارات الخمسة التي انخرطنا فيها. وتابع قائلاً “إذا كنتم تتحدثون عن حوار حول هذا الأمر، فإنه لم يحدث بعد”، في إشارة إلى أن أمام السودان مسافات طويلة حتى تحصل على حذف نهائي من الدول الراعية للإرهاب، وبالتالي سيتطلب منها الكثير والكثير.

أمر أخر في غاية الأهمية وهو أن القرارات الأمريكية التي تتخذ لا يعينها انتهاكات حقوق الإنسان ونشر السلام وإيصال المساعدات، بقدر ما هي حسابات سياسية ومصالح خاصة فقط، ولا تنظر إلى حقوق الإنسان في السودان كأولوية.

كل ما تحتاجه الإدارة الأمريكية من السودان هو تعضيد التعاون بين البلدين في ملف ما يسمى الحرب على الإرهاب، وما سوى ذلك من دعايات إعلانية في ملف حقوق الإنسان ليست سوى ذر الرماد .

ترامب رجل اقتصاد من الطراز الأول، وبالتالي ما يهمه هو كيف يجلب الأموال، وحساب الأرباح وتجنب الخسائر، وبالتالي فإن رفع العقوبات عن السودان يدخل في هذا الإطار.

حسب صحيفة “فورين بولسي” فإن السبب في عدم رفع العقوبات بالكامل عن السودان، هو أنه “باستخدام هذه العقوبات، فضلاً عن حاجة السودان الماسة لتخفيف ديونها الخارجية، قد تكون نقاط ضغط تستغلها واشنطن، حسبما قاله برنستون لايمان، المبعوث الخاص الأمريكي السابق إلى السودان وجنوب السودان”.

بالتأكيد أن معاناة 20 عاماً من الحصار جعلت السودان تختار أقصر الطرق لرفع تلك العقوبات التي سببت للبلد أزمات معقدة، وجعلته خارج حساب الميزان المالي العالمي.

أحمد الصباحي
المصدر/ مجلة البيان


‫4 تعليقات

  1. السودان فوق الكل لأنه يتحاور مع كل الدول بنديه وليس بتودد وإنكسار كما تفعل مصر التى تعتمد على أمريكا كليا وتخضع وترضخ لها ليست هناك شروط فيما يتعلق بالمبادئ وإنما صياغة جديدة تجعل للإدارة الأمريكية مصوغا داخليا للتعامل مع السودان من أجل المصالح المشتركه لأن السودان بوابة أفريقيا القارة البكر.كفوا عنا كيدكم المكشوف يا مصريين, من الأفضل لكم أن تتأدبوا وأنتم تتحدثون عن السودان والسودانيين

  2. كلام مكرر ولا جديد فيه إلا من حاله داخلية نفسية للكاتب تنم عن تشفي وشماته وهذة أمراض لا نملك علاجها من باب أمراض النفوس المريضة الحسد والحقد فيحاول الكاتب أن يظهر نفسه شديد الذكاء بأسلوبه بينما الحقيقة أن الأسلوب ينم عن غباء مستحكم وهو نقل فقط لمقالات أشخاص آخرين وهذا إن كان عندي وكنت مديره لا يستمر معي أمثال الجهلول هذا وأما فيما يخص بلادنا الحبيبة فلم نطلب من شخص المرافعة أو التوضيح فهذة أمور تخصنا وكما يعتقد الكاتب وليس من الضروري بالنسبة لنا أو حتي للمدعوين الأمريكان أن يدركوا الطريقة التي نحفظ بها حقوقنا وانفسنا ونشكر الكاتب علي رائحة الشماتة والانبساط ولكن ستنقلب الأمور والسفير الأمريكي يعني أن نترك حماس وفلسطيز وسنتركها وليقدم لها الكاتب العون ونحن معه سندعمهم كما كنا دائما بطرق أخري مختلفة هل فهمت يا كاتب السجم

  3. انك لم تات بجديد وهذا الامر مفهوم لابسط العوام فاراك تريد الشماته فحسب ونحن نعلم أن هذه الحكومة اوردتنا مورد الهلاك فكسرا للحصار استخرجت البترول فسعى اعداء السودان لفصل الجنوب لحرمان الشمال من البترول فانقادت حكومتنا خلفهم لضعفها وجهلها وقصير نظرتها والموقف الدولى الان من انفصال اقليم كوردستان وكتالونيا يؤكد حجم التأمر على السودان، وعندما افقتقدت الحكومة البترول كثفت من نشاطها في مجال التعدين الاهلى للذهب الذى مثل للحكومة سند قوى، بيد أن جهل الحكومة بمطلوبات التنمية وتشجيع الانتاج افقدها الاستفاده المثلى من موارد البلد المتاحة، فتركت الباب مشرعا للفساد والتمكين الذين اوصلا الحكومة للنقطة التى يريدها الاعداء للسودان بعد ثلاثة عقود من الزمان وهى منهكة خائرة القوى فكانت لقمة سائقة لامريكا لتفعل بها ما تريد، واحد مظاهر ضعفنا جنودنأ الدين يقاتلون فى حرب خاسرة لا ناقة لنا فيها ولا بعير بارض اليمن كواحده من مطلوبات تحولنا من محور ايران الى محور السعوديه، محور ايران الذى كان له القدح المعلا فى رفع العقوبات الامريكيه عن حكومتنا خشية أن نعود إلى ذلك المحور مرة أخرى حال استمرار فرض العقوبات علينا، فكان نصيبنا قضمة واحدة من تلك الجزرة تضمن بقاءنا بمحور السعودية مع علمنا بان العصا الغليظة ما زالت تلوح لنا بها امريكا لضمان بقاءنا ببيت الطاعة الزوجية.

  4. ولن ترضى عنا مصرائيل حتى نتبع ملتهم……لاجزرة ولا عصا…أمريكا جاءت طائعة مختارة لتجد لها موطئ قدم فى بوابة أفريقيا بعد أن خشيت من أن يقفل الباب فى وجهها وأن يفوتها قطار الإستثمار فى هذه الدولة البكر.. كفاية إنو عصا وجزرة أمريكا وإسرائيل مسلطة على مصر منذ أن خلقها الله… وفوق كل هذا شعب بائس يعيش على حافة المجارى وأكوام الزبالة