جعفر عباس

أبو خمسين وأم سبعين وزيادة


قبل نحو شهرين، تناقلت وكالات الأنباء حكاية سيدة عربية طلبت الطلاق من زوجها لأنه كثير السفر، ولا يكاد يقيم معها في البيت إلا أيامًا معدودة في السنة، وتعللت السيدة بأنها تخشى على نفسها من الفتنة في غياب الزوج، ولكن المحكمة رفضت طلبها، وقرأ الآلاف الحكاية وابتسموا، لا لسبب سوى أن تلك السيدة تبلغ من العمر 56 سنة، وكأنما المرأة التي تبلغ هذه السن تصبح مجردة من الأحاسيس والشهوات!! وحتى لو تعطلت عندها غرائز الأنوثة، فهي بنت آدم وتحس بـ»الوحشة« كلما بقيت في البيت بمفردها، وهو أمر يعرفه الآباء والأمهات مع تقدم السن وزواج العيال وانتقالهم إلى بيوتهم الخاصة، فيتعين على الزوجين مؤانسة بعضهما البعض، لملء الفراغ العاطفي في وجدان كل منهما.

وبالمقابل نشرت الصحف مؤخرا حكاية رجل من إحدى الدول العربية تزوج بفتاة عمرها 13 سنة!! وماذا في هذا!! الله يسامحك إذا كنت ممن يقولون »ما فيها شيء«، فما قولك في أن العريس تجاوز التسعين ولديه خمسون ولدًا وبنتًا )عدد الأحفاد غير معروف( أكبرهم في الخامسة والستين وأصغرهم في سن عروسه تلك!! هذا ليس كل شيء، فقد سبق للرجل أن تزوج خمسين مرة بخمسين امرأة، يعني نستطيع أن نستنتج أنه متفرغ للزواج وأن متوسط احتفاظه بكل زوجة أقل من سنة ونصف السنة، ونستطيع أن نقول إنه »طايح« في النسوان زواجًا وطلاقًا ليس بتأثير الفياجرا، لأنه من المؤكد أن إنجازاته الباهرة تلك سبقت اختراع الفياجرا، بل وتؤكد الصحف أنه يتناول الفياجرا الطبيعية، ألا وهي التمر واللبن يوميا. وعتبي ليس على الرجل المزواج هذا، فمن الواضح انه يعتبر بنات الناس »مَلْعبة«، بل سلعة لأن جيبه مليان، ولكن العتب على والدي البنت ذات الـ13 ربيعا الذين باعوها لصاحبنا أبو خمسين زوجة سابقا )بالمناسبة فالرجل يتزوج ويطلق ولا يحتفظ ولا بواحدة في ذمته: يعني مو فاضي لمثنى وثلاث ورباع، ولهذا يفنِّش كل زوجة ويأتي بالبديلة(.

ولتجدوا العذر لذلك الرجل العربي الأبي المقدام الجسور، لا بد أن تقرؤوا معي حكاية الحيزبون، اليزابيث تايلور التي تناولت أمس جانبا من سيرتها غير العطرة والتي بعد أن تزوجت وتطلقت سبع مرات قررت وهي في السبعين أن تتزوج بالبعل رقم 8!! )ما فيها شيء فكما قلت بالأمس فإن توتال/ إجمالي زيجاتها حتى وفاتها وصل 11 بعلا بغلا(، ولكن ما أثار العجب في أمر هذه الزيجة الثامنة، أن العريس كان مثلها ذا جيوب مليانة بالدولارات واليورو!! ما أقصد أن أقوله هو أنه مما يثير العجب أن يسعى مليونير إلى الزواج بامرأة سبعة – هاند وليس فقط سكند هاند )سيبك بقى من الرجال الذين دخلوا حياتها دون وثائق رسمية(!! يعني إذا سعى شخص غلبان مثلي للزواج بها فإنه أمر مفهوم ومستساغ، لأنني لا أخفي أنني أسعى للزواج بعوانس السينما طمعًا في أموالهن كي أتمكن من إجراء جراحة تجميل تتيح لي استخدام فلوسهن للزواج بواحدة من موديل التسعينات!! )حاشاي، ولكن للزاوية الغائمة أحكام!!!(، وفوق هذا فإن اليزابيث تايلور مكعكعة أكثر من اليزابيث الأولى ملكة بريطانيا ولكنهما كانتا تتشابهان في أنهما من ذوات العمر الطويل!! وأكرر للمرة ال99845 أن قلبي على الأمير تشارلز، الذي اختفى شعر رأسه وهو في انتظار دوره ليصبح ملكا )توفيت تايلور عام 2011 عن 79 سنة، وكانت وقتها قد تزوجت بثلاثة رجال آخرين غير المليونير الغني الغبي.

ويحق للعرب أن يفخروا بأنه كانت لديهم »نجمة« لم تكن تقل أنوثة وتصابيا عن بنت تايلور، أعني الشحرورة صباح، التي كان أجدادنا معجبين بها في صباهم وتزوجت مثنى وسداسا وسباعا، وظلت في نظر الكثيرين صالحة للتداول حتى وفاتها عن فوق الثمانين سنة!
‏‏‏‏

زاوية غائمة
جعفـر عبـاس


تعليق واحد

  1. الله يجازي محنك يا أبو الجعافر،،،،،،،،، ياخي ضحكت لمن غلبني الضحك.