سياسية

عندما يتحول الضحية إلى قاضٍ.السودان رئيساً لمؤتمر الأقليات بالأمم المتحدة بجنيف


حقق السودان انتصارا دبلوماسيا جديدا في المنظمات الدولية فقد قرر مجلس حقوق الإنسان بجنيف الثلاثاء الماضي اختيار مرشح السودان والمجموعة الافريقية الاستاذ طارق الكردي لرئاسة مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم والذي سوف يعقد في نوفمبر المقبل .
وأبان رئيس مجلس حقوق الإنسان الإسكندر خواكين ان القرار جاء بعد مشاورات مكثفة مع المجموعات الإقليمية المعتمدة لدي مكتب الامم المتحدة بجنيف ومجلس حقوق الإنسان .
وأوضح دكتور مصطفى عثمان اسماعيل مندوب السودان الدائم بجنيف ان اعتماد ترشيح طارق الكردي يعد نصرا للسودان وتتويجا لجهود بعثة السودان الدائمة بجنيف للولوج الي رئاسة المنظمات الدولية وان اختيار طارق كردي لهذا المنصب هي المرة الأولي التي يترأس فيها السودان هذا المؤتمر الدولي الهام ، مبينا ان بعثة السودان بجنيف كانت قد قدمت طارق كردي مرشحا للسودان وافريقيا .
الجدير بالذكر ان طارق كردي قد عمل بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين حتي وصل الي منصب مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال افريقيا حتي التقاعد .
ويجيء هذا الاعتراف من اعلى المنظمات الدولية في العالم بالخبرات السودانية التي اصبحت تتنسم قيادة العديد من المنظمات الدولية ، وقبل ايام انتهت دورة السفيرة اميرة قرناص سفير السودان في العاصمة الايطالية روما في رئاسة المنظمة الدولية المعنية بالأمن الغذائي في العالم ومقرها في باريس ،وفي منتصف هذا الشهر تم انتخاب القائم بالأعمال بالإنابة لبعثة السودان الدائمة بجنيف السفير كمال جبارة بالاجماع رئيسا لاجتماع الانكتاد السنوي الخاص بالسلع و التنمية المنعقد في أكتوبر الجاري بمقر الأمم المتحدة بجنيف.
وترأس الاجتماع الذي يتناول تقرير الانكتاد حول السلع بمشاركة البعثات الدبلوماسية المعتمدة ، وخبراء من الدول الاعضاء ، بالاضافة الي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة بالتجارة والتنمية ومراكز البحوث وأساتذة الجامعات ، يقدم الاجتماع توصيات في مجال السياسات من اجل النهوض بقطاع السلع ومساعدة الدول التي تعتمد اقتصادياتها علي السعي في تلافي اثار انخفاض اسعار السلع خلال العام الماضي والحالي .، ومن قبلها نال السوداني دكتور عابدين صالح مقعدا في المكتب التنفيذي لمنظمة اليونسكو التابعة الامم المتحدة ومقرها العاصمة الفرنسية باريس ، وكان لوجود السودان في المكتب التنفيذي لليونسكو اهمية كبرى في الانتخابات التي جرت مؤخرا لاختيار رئيس لها وفازت بها مرشحة فرنسا على ممثل قطر في تنافس ظهر في التكتلات التي اضاعت على العرب الفوز برئاسة المنظمة الدولية المعنية بالعلوم و الثقافة ، والدكتور عابدين خبير في المياه وكان مديرا لمكاتب اليونسكو في عدد من المكاتب بالعواصم العالمية .
واليوم يجيء اختيار طارق الكردي لمؤتمر الاقليات التابع للامم المتحدة انتصارا كبيرا للسودان من عدة محاور فالمحور الاول ان طارق الكردي خبرة سودانية عملت في هذا المجال واكتسبت خبرة طويلة ويجئ هذا الاختيار اعترافا بها وتقديرا للسودان ، والمحور الثاني ان اتفاق كل الدول الافريقية على مرشح السودان لتولي هذا الموقع هو تقدير لدور السودان الكبير في القارة الافريقية وهو الذي ساهم في تحرير كثير من دول الافريقية من الاستعمار الاوربي بعد بداية الخمسينات ونهاية الستينات ودعم كل حركات التحرر الافريقية والتي كانت تناضل من اجل استقلال بلادها ، وايضا لدور السودان الكبير تجاه قضايا القارة الافريقية في المحافل الدولية والاقليمية وعلاقاته الممتدة مع جميع دول الافريقية ، فكان هذا الموقف الافريقي تقديرا لدور السودان تجاه القارة الافريقية .
ايضا يجيء اختيار السوداني طارق الكردي رئيسا لهذا المؤتمر صك براءة للسودان من التهم التي وجهت له في السابق من قبل المنظمات المعادية بان السودان يعاني من تفرقة عنصرية واضطهاد ديني وغيرها من التهم التي كانت تسهدف السودان ، والسودان في حقيقته نموذج للتعايش الديني والاثني على مر العصور حتى في التاريخ القديم وما الدولة الاسلامية التي قامت في 1504م بين عمارة دنقس في سنار وعبد الله جماع في الحلفايا ، السودان نموذجا للتعايش قبل ان يعرف العالم الفيدرالية والكونفدرالية ، وقبل ان تولد الامم المتحدة وتقر ميثاقا للاقليات في العالم او اعلانا خوفا من التفرقة بسبب الدين او العرق ، والسودان الذي قدم تلك النماذج في العصور القديمة للتعايش الذي تبحث عنه الامم المتحدة في مواثيقها واعلاناتها ، فهو بالتأكيد لا يتجاهلها في العصر الحديث .
واليوم تختار الامم المتحدة السوداني طارق الكردي رئيسا لهذا المؤتمر فهو اعتراف بان يكون السودان قاضيا وليس ضحية لمؤامرات تلك المنظمات المعادية التي ارادت ان تذبح السودان من باب الاقليات ،عندما كثفت هجومها عليه عبر وسائل الاعلام الدولية ،ولكن يجئ الانتصار اليوم للسودان من اعلى المنظمات الدولية في العالم وهي الامم المتحدة .

الصحافة.