سياسية

عبد الواحد .. البحث عن تحالفات في الزمن الضائع


بدأ عبد الواحد محمد نور كغيره من قادة الحركات المتمردة في استشعار الخطر من إنضمام ماتبقي من قياداتهم الى السلام بعد أن فقدت حركاتهم سيطرتها على الميدان وكذلك مواقعها الإستراتيجية الأمر الذي دعاه الي البحث عن تحالفات جديدة تحفظ له ماء وجهه.
اعتمد عبد الواحد نور خلال السنوات السابقة على اسناد المجتمع الدولي له رغم ان تواجد حركته في الميدان يعد الأضعف وظل يتعمد تجاهل الحركات الدارفورية الأخري والحركة الشعبية قطاع الشمال مفضلاً الإرتباط بالمنظمات الدولية بصفه منفردة عن الحركات الأخري ، وظل يخالف مواقف الحركات الدارفورية الأخرى كما أنه رفض التوقيع على خارطة الطريق التي وقعت عليها حركات دارفور وقطاع الشمال ، مواقف عبد الواحد وجدت تحفظا من الحركات المتمردة ويظهر ذلك من خلال اجتماع الجبهة الثورية الأخير بباريس والذي فصّل فيه المجلس القيادي للجبهة الثورية المناصب على الحركات المتمردة حيث نال منها عبد الواحد امانة الإعلام -إن اراد- ويشير تعبير الاخير الذي ادرج في مقررات الإجتماع الى ان الجبهة الثورية لا تعتمده بصفة اصيلة بل انها لا تضعه ضمن اولوياتها.
يبدو ان الوضع الميداني والعسكري الذي تمر به حركة عبد الواحد حتم عليه البحث عن تحالفات بدأت بتقرب الرجل من رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو بعد ان اصبح الباب امامه مفتوحا لإعتلاء القيادة بخروج عقار وعرمان من دائرة صنع القرار في الحركة الشعبية ، وابدي عبد الواحد رغبته في عقد إتفاقات بينه و عبد العزيز الحلو على تكوين تحالف إستراتيجي بين الطرفين في الجانب العسكري والسياسي وذلك بعد أن فقد جميع مناطقه في الداخل.
يعتقد عبد الواحد نور ان الحلو يملك من الإمكانيات العسكرية والسياسية ما تمكنه من إيجاد موضع قدم له في الساحتين العسكرية والسياسية وذلك من خلال فتح جبهة بجبال النوبة مختصة بالتدريب والتأهيل العسكري والمشاركة في العمليات بجانب دعم الجانبين في المواقف والرؤى والتنسيق المشترك في الشأن السياسي في كل المستويات وتأسيس قيادة سياسية يكون مقرها في كاودا.
لاشك ان اي من الخطوات التى تقوم بها الحركات المتمردة لن تكون بمعزل عن جنوب السودان ان لم تكن تنسق وتخطط لها ويتبين ذلك من خلال المعلومات التى اكدت ان وفد حركة عبد الواحد الذي شارك في الإجتماعات التى تمت بين الحلو ونور دخل إلى منطقة جبال النوبة عبر أراضي جنوب السودان.
يدرك عبد الواحد نور أن ماتبقي من قوي حركته ماهي الا مجموعة بسيطة بقيادة تتمركز في أراضي جنوب السودان بعد أن انفصلوا عن الحركة نهائياً كما انه يعلم ان حركته خسرت جميع كروتها في الداخل والخارج ولم يتبق امامها الا محاولة البحث عن تحالفات ماتبقي من قياداتها ومنعهم من الإنضمام الى السلام حفاظاً على الحركة بعد فشل قائدها ميدانياً وعسكرياً.
المشهد الماثل يبين ان وجود عبد الواحد ليس له تأثير على الحركات المتمردة كما ان غيابه عن السلام لايؤثر على الحكومة ولم يكن تصريح المبعوث الأمريكي السابق للسودان وجنوب السودان دونالد بوث الذي قطع فيه بعدم تأثير غياب عبد الواحد محمد نور علي عملية السلام في السودان الا من هذا القبيل.
معلوم أن الحركات المتمردة يغيب عنها منهج القبول بالآخر وتضيق فيها مساحات الحريات فهي تحتكم بقانون البقاء للأقوى ولا تحكمها ضوابط أو قوانين فكل شيء فيها مباح بدعوى الثورية مما يجعلها تلجأ الى اي تحالفات في أي وقت الأمر الذي يعمل على إضعافها مع مرور الوقت من خلال الإختلاف في الرؤي والسعي الى تحقيق المصالح الشخصية مما يضعف من أدائها الميداني ويلحق بها الهزائم التي ترجع اسبابها الى تراجع معنويات المقاتلين داخلها.
ويأتي التحالف بين عبد الواحد وعبد العزيز الحلو في الوقت الخاطئ لجهة الإختلافات التى يعاني منها الأخير بينه وبين جقود مكوار من جهة وبينه وعقار وعرمان من جهة أخري، بجانب ان ماتبقي من المؤيدين لعبد الواحد اصبح غير المقبول لديهم استمرارهم في الحرب لجهة انهم يرون ان الوضع الأمني الآن مستقر وانهم سئموا الحرب ومآلاتها هذا بعيداً عن ابناء جبال النوبة الذين اضحت لديهم رؤية مختلفة حيال الحركة الشعبية قطاع الشمال.

الصحافة.


‫2 تعليقات

  1. الشلاضيم دى تانى الا تفتش ليها دامرقه فى تل ابيب … خبوب

  2. اب راس الكبير ده راسو فاضي اهم شئ يسترزق بالمنظمات الاجنبية