رياضية

قصة الدولة التي قامت 10 ساعات.. الصراع الدموي القديم بين مدريد وبرشلونة الذي راح ضحيته 400 ألف قتيل


تعود الصدامات التي وقعت بين مدريد وبرشلونة إلى تاريخ طويل، لم يكن أولها ما حدث يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عندما أعلن الإقليم انفصاله عن إسبانيا من جانب واحد، فقد مرَّت العلاقات بين العاصمة المدريدية والإقليم بعدد من الأزمات عبر القرون.

1714: القوات الفرنسية الإسبانية تستولي على برشلونة

في 11 سبتمبر/أيلول 1714، وخلال حرب الخلافة على عرش إسبانيا بين دوق انجو فيليب وملك النمسا شارل، اختار الكتالونيون الوقوف مع الأخير. لكن القوات الفرنسية الإسبانية تفوَّقت واستولت على المدينة، في 11 سبتمبر/أيلول، وحرمتها من مؤسساتها المستقلة.

يحتفل الكتالونيون بعيدهم الوطني في هذا اليوم.

1932: حكم ذاتي

في 1931، وُلدت في إسبانيا جمهورية ثانية، انبثقت عن انتخابات. بعد عام أَقرَّ البرلمان حكماً ذاتياً لكتالونيا، وأصبحت الكتالونية لغةً رسمية، مثل لغة كاستيا (قشتالة).

1934: دولة قصيرة الأمد

تصاعدت مطالب الاستقلاليين التي دفعت رئيس حكومة كتالونيا التي تتمتع بحكم ذاتي يويس كومبانيس، إلى إعلان “دولة كتالونية في جمهورية إسبانيا الاتحادية”، في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1934.

استمرَّ حلم قادة الاستقلال عشر ساعات، تدخَّل خلالها الجيش الإسباني وسقط عشرات القتلى. صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن كومبانيس استسلامه قبل أن توقفه الحكومة، وأعدمه رجال فرانكو في 1940 رمياً بالرصاص.

1939: استبداد فرانكو

في 24 يناير/كانون الثاني 1939، سقطت برشلونة بأيدي قوات الجنرال فرانسيسكو فرانكو، بعد حرب أهلية في إسبانيا أسفرت عن سقوط 400 ألف قتيل، حسب المؤرِّخ بول بريستن. ألغيت المؤسسات الكتالونية ومنعت اللغة الكتالونية في جميع أنحاء إسبانيا. استمرَّت هذه الإجراءات حتى وفاة فرانكو في 1975.

1978: استعادة الحكم الذاتي

سمحت مرحلة “الانتقال” إلى الديمقراطية بتشكيل حكومة لمنطقة كتالونيا.

في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1978، اعتمد الدستور الإسباني، وفتح الطريق لمنح المناطق حكماً ذاتياً.

في السنة التالية وافق الكتالونيون في استفتاء على وضع الحكم الذاتي الجديد الذي منح لهم، ويشمل صلاحيات في قطاعات التعليم والصحة والسياسة اللغوية والثقافية خصوصاً. أنشئت شرطة كتالونية، واستعادت لغة المنطقة صفتَها كلغة رسمية في لغة كاستيا.

2006: تعزيز الحكم الذاتي

في مارس/آذار 2006، عزَّز وضع جديد تم التفاوض بشأنه مع الحكومة الاشتراكية، إلى حد كبير، الحكمَ الذاتي لكتالونيا.

وافق البرلمان على هذا النصِّ، الذي يُعرِّف في مقدمته “كتالونيا على أنها أمة”، واعترَض عليه على الفور حزبُ المحافظين، بقيادة ماريانو راخوي.

وفي 13 سبتمبر/أيلول 2009، وتحت تأثير تعزيز الحكم الذاتي، نظمت قرية ارنيس أولَّ تصويت رمزي من أجل سيادة كتالونيا، تبعتها في ذلك مئات البلديات.

2010: “إهانة”

في يونيو/حزيران 2010، أمرت المحكمة الدستورية بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006. وقد اعتبرت أن استخدام مصطلح “أمة” لوصف الإقليم “ليس له قيمة قانونية”، ورفضت استخدام الكتالونية كلغة “لها الأفضلية” في الأجهزة الإدارية والمؤسسات الإعلامية.

ورداً على القرار، نزل مئات الآلاف إلى الشوارع في كتالونيا، في يوليو/تموز، للتظاهر ضد ما وصفوه بـ”الإهانة” التي وجَّهتها المحكمة إليهم.

في 11 سبتمبر/أيلول 2012، تظاهر أكثرُ من مليون شخص في شوارع برشلونة، من أجل إعلان دولة جديدة، في أجواء أزمة مالية خطيرة في البلاد.

2014: استفتاء رمزي

في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن 80% من الكتالونيين تأييدهم للاستقلال، في تصويت رمزي اعتبر مخالفاً للدستور، ولم يشارك فيه سوى 35% من الناخبين.

هافغنتون بوست