رأي ومقالات

الاختبار ..!!


حسن وراق – الكاتب بصحيفة الجريدة – لا يختلف كثيراً عن صديق الأعمش.. فالأعمش وزوجته تخاصما، ثم غضبت الزوجة وغادرت الي بيت أبيها..وطلب الأعمش من صديقه أبي حنيفة أن يصلح بينهما، فأستجاب ورافقه الى الي حيث دار المليحة.. وهناك، فتح أبوحنيفة باب النقاش مدافعاً عن الأعمش ومخاطبا الزوجة : (هذا سيدنا وشيخنا الأعمش، فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه، وحُموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، و…)..قبل ان يسترسل في الفضح البليغ، صاح فيه الأعمش : ( تبا لك يا هذا، قم عنا، لقد ذكرت لها من عيوبي مالم تكن تعرفها)..!!

:: ومن سوء حظ رئيس وبعض نواب المجلس التشريعي بولاية الجزيرة، وهم في خضم الصراع مع حكومة طاهر ايلا ومجتمع الجزيرة، أنهم وجدوا قلم حسن وراق في طريقهم ليرافقهم إلى حيث سوح المرافعة، فانبرى مدافعا عن قضيتهم وأجندتهم بالنص القائل : ( أثبت صاحب الدكتوراه الفخرية محمد طاهر أيلا بأنه والي يفتقد للحكمة، ومكانه ليس ولاية الجزيرة التي تذخر بالعلماء و الخبراء و تعج بالمثقفين و المواطنين المحترمين..وتصعيد الخلاف مع المؤسسة التشريعية علامة من علامات عدم الاستقرار، ومن زمان قلناها : الجزيرة ليست البحر الاحمر..)..!!

:: فالقضية – حسن فهم وراق و مرافعته الشتراء – هي أن مكان طاهر ايلا ليس الجزيرة التي تذخر بالعلماء و الخبراء وتعج بالمثقفين والمواطنين المحترمين، و أن الجزيرة ليست البحر الأحمر – مكان طاهر ايلا – الخالية من العلماء والخبراء والمثقفين و المواطنين المحترمين، وليس هناك أي تفسير آخر لأسطر وراق (القبيحة) .. قلم وراق – بهذا المداد العنصري البغيض – لا يمثل لسان حال أهل الجزيرة.. فالجزيرة هي السودان المتصالح مع نفسه، و في أهل الجزيرة تجد كل أهل السودان، وفي وعيهم تجد تصاهر الأعراق والثقافات والقبائل..ولذلك يبدو قلم وراق جاهلاً حين يزعم بأن الجزيرة ليست البحر الأحمر.. فالجزيرة هي البحر الاحمر، كما هي نهر النيل و شمال دارفور و جنوب كردفان و.. كل السودان ..!!

:: ولو كان لقلم وراق بعض وعي أهل الجزيرة، لهاجم حكومة طاهر ايلا ودافع عن المغضوب عليهم – شعبياَ ورسمياَ – دون التقليل من شأن البحر الأحمر و الإساءة لأهلها بالعبارة الغارقة في بحر النرجسية ( الجزيرة ليست البحر الأحمر)، وهي من الا سطوانات المشروخة التي ظلت ترددها أقلام وألسنة أخرى إلى أن أخرسهتا حكومة طاهر ايلا بالانجازات.. وصدقاً فان ولاية الجزيرة تذخر بالعلماء و المثقفين والمواطنين المحترمين كما يقول وراق، ولكن من المؤسف أن هؤلاء الأخيار لم يجدوا مكاناً في صفوف الفاشلين الذين دمروا الجزيرة وبددوا مواردها طوال (العقود الفائتة).. !!

:: وكذلك من المؤسف للغاية أن حسن وراق ليس من العلماء والمثقفين، إذ ليس من العلم ولا الثقافة ولا الاحترام أن يكتب الكاتب بالمداد الجهوي البغيض.. المهم، بعيداً عن هذا الدفاع الأشتر، ليست هناك أزمة سياسية كما يتوهم البعض أويخدع السلطات الاتحادية.. كل ما في الأمر أن هناك فئة قليلة تمارس الإبتزاز لتعيد ولاية الجزيرة إلى عهود الشريف ود بدر و الأمين دفع الله و الزبير بشير وغيرهم ، بحيث يكون المال العام (مستباحاً)..ولكن قالت جماهير الجزيرة كلمتها بكل وضوح، وهتفت ضد أعداء النجاح في رابعة النهار، وما على السلطات الاتحادية إلا أن تختار ما بين آمال الجماهير و مصالح تلك الفئة ..!!

الطاهر ساتي