مقالات متنوعة

بدعة البكور.. واليوم العالمي (للعباطة)..!


* بعد 17 عاماً من عناد الجماعة الحاكمة للسودان بتقديم الساعة (60 دقيقة) في ما عرف بعملية البكور؛ تعود ذات الجماعة (ليس إلى رشدها) بل إلى ما كان عليه الزمن قبل أن يخربوه كما خربوا كل (عامر) في البلاد..! هذه السنوات الطويلة تختتم اليوم بإرجاع الساعة إلى الوراء لتعود إلى سابق عهدها.. فما الذي استفاده الوطن من التجربة؟! لا شيء.. إنما خسر الكثير بهذا العبث؛ ولو كنا ننعم بدولة حقيقية ذات مؤسسات بحثية رصينة في هذا العهد المظلم لاكتشفنا أن (بدعة البكور) أسهمت بنصيب كبير في تشوهات وارتباكات دفع ثمنها المواطن، وعلى وجه الخصوص طلاب المدارس.. فإذا أمعنا العقل في ارتفاع مؤشر الأمراض النفسية بين الطلاب لما اكتفينا بلعن (شياطين البكور) بل لطالبنا بمحاكمة (أغبياء البكور) الذين أسهموا بنصيب وافر في انتشار الأمراض النفسية وفي تدني مستوى الطلاب.. ولا أقول هذا الكلام جزافاً؛ فالخبراء يرون أكثر مما نرى (من خلال المتابعة لآثار وأخبار البكور) بل الحكومة نفسها تتحدث عن النسبة المخيفة للأمراض النفسية بين طلاب المدارس؛ فقد أوردت صحيفة (الجريدة) في أبريل الماضي وبحسب وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة: (أن ما بين 20 ــ 30% من طلاب ولاية الخرطوم يعانون من أعراض الإصابة بالأمراض النفسية)..

فكم نصيب البكور وسنواته السوداء من النسبة المذكورة؟! كم طالب ذهب إلى مدرسته ببقايا النعاس والضجر والكآبة بسبب طامة البكور؟! صحيح أن هنالك عوامل أخرى تفاقم الأمراض النفسية؛ جُلّ هذه العوامل ذات صلة بحالة البؤس العام التي أوجدتها حكومة الفشلة من العدم.. لكن المؤكد أن الأعوام التي مرت ثقيلة ببدعة البكور حققت أهداف الحاكامين أو (أعداء الإنسان السوداني)؛ هذه الأهداف الواضحة منها تعميق التشوهات والوهن بالمجتمع..! إن البكور (سياسة خبيثة) لا تنفصل عن مجمل الفوضى العارمة؛ وقد أُدخِلت فيها بلادنا تحت حكم العصابة المجردة من الدين والوطنية والأخلاق والقيم والرجولة؛ فصار المجتمع على إثر هذه السياسة مضعضعاً؛ موغلاً في المعاناة والتيه؛ أو كما ترون اليوم..! السلطة المستبدة الحالية تريده مجتمعاً جنائزياً خاضعاً لجبروتها لتزداد ترفاً و(تمكيناً)..!

خروج:
* العباطة في القاموس هي البلَه وعدم النضج.. ولو كانت الأمم المتحدة (تسمع) لاقترحنا عليها اليوم (1 نوفمبر 2017) ليكون يوماً تذكارياً يُضاف لبقية المناسبات المعروفة التي تحتفل بها الدول مع المنظمة الأممية ومؤسساتها؛ إنه اليوم الذي تنتهي فيه بدعة البكور في السودان؛ وقد يقول قائل: لماذا لا يكون الاقتراح متزامناً مع بداية فرض المصيبة؟! لكن أقول إن الإختيار للبداية أو للختام (رمزي) لا غير.. واقترحنا هذا اليوم الأول من نوفمبر ليكون اليوم العالمي (للعباطة)! لعل العالم يتذكر الجماعة التي حكمت السودان وأرادت أن تغيِّر نواميس الكون بتغيير الزمن..! ليتذكر العالم بضعة أوباش من العساكر (ذوي الدقون) وإخوان لهم مهووسين؛ حكموا السودان بعبطٍ نادر؛ لو وُزِعَ على أهل الأرض لانطفأ كل شيء..!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. لو اكتفيت بقولك “أعداء الإنسان السوداني”
    لقلنا كفيت ووفيت ي استاذ شبونة…..
    كيف لا وقد دمروا كل شي جميل في السودان
    حتي الأخلاق الفاضلة والأمانة التي كنا نفاخر بها العالم لم تسلم من كيدهم