مقالات متنوعة

نظرية النسبية.. النسخة السودانية


عند شرح نظرية النسبية لاينشتاين.. يضرب مثل التوام الشهير ( اذا ولد تؤام على ظهر الأرض.. وتم وضع أحدهما داخل مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء.. والآخر مكث على الأرض.. بعد عشرين عاماً.. سيكون ذلك الذي على ظهر الأرض شاباً يافعاً.. بينما يكون أخاه التؤام لن يتجاوز عمره الأيام).. ذلك أن العشرين عاماً.. لا تعد شيئاً بحساب السنة الضوئية.. الشهادة لله فقد عشت طوال عمري لا أفهم ذلك المثل.. وأظل أقنع نفسي بأنه مجرد افتراض لنظرية.. فحتى الآن لم يتم اختراع تلك المركبات التي تسير بسرعة الضؤء.

لكني ما أن سمعت بنبأ فوز السودانية (مزاهر صالح) بمقعد في مجلس (ايوا) الأمريكية الذي احتفت به الأسافير كثيراً.. حتى قلت (الله يطراك بالخير يا اينشتاين.. الشغلانة ما كانت عايزة تؤام.. وفضاء وسرعة ضوء.. كان من الممكن فقط أن تضرب مثلاً.. بذلك الذي يكون في السودان ورفيقه الذي يمتطي صاروخ الى أمريكا.. أقصد طائرة).. مزاهر التي درست الهندسة في جامعة السودان.. وتخرجت في مطلع الألفينات.. هاجرت وعملت واجتهدت وهاهي تحجز مقعداً في مجلس الولاية.. فأنظر الى رصفائها وناس دفعتها.. ستجد أغلبهم لا يزالون في بداية طريقهم.. يحاولون ترتيب أمورهم.. إلا من رحم ربي.. وكان هو التوأم الذي تم اختياره.

تخيل معي لو لو مكثت مزاهر هنا.. ربما كانت لا تزال لاهثة من كثرة (اللف) على معاينات الوظائف الوهمية.. التي يتم إعلانها وهي محجوزة سلفاً.. أو ربما ساعدها الحظ وتوظفت مداخل خدمة في الدرجة التاسعة براتب (800) جنيه في الشهر وهو بالمناسبة يعادل 37 دولار فقط.. ولو ظلت تعمل في هذه الظروف.. لن يتعدى راتبها حاجز الـ5000 ولو بعد تلك الأعوام العشرين التي يعود فيها التوأم من رحلته المكوكية.. وكلو كوم.. ولو فكرت في أن تخوض تجربة الانتخابات التشريعية للبرلمان.. لسخر منها الكثيرون.. وزجرها بعضهم قائلاً (يا بت أمشي ألعبي بعيد).

نجاح مزاهر.. هل يتوقف عنده البعض؟؟ لنستخلص منه عبر وعظات.. أن العالم بأسره يحترم عقلية الشباب.. ويتيح لهم الفرص.. ويعظم دورهم.. ويثق في عقولهم.. إلا نحن.. لا زلنا لا نراوح أماكننا.. عندما قرأت نبأ نجاحها.. فهمت لماذا يحلم أغلب الشباب بالهجرة الى خارج البلاد.. أنهم يبحثون عن متنفس.. عن بلاد تأخذ بيدهم.. وتمنحهم الفرصة ليخرجوا أفكارهم ويعيشوا حياتهم.. بلاد لا تطاردهم في الطرقات دون أن توفر لهم أبسط الحقوق.. بلاد يقتنع فيها الكبار.. أنهم قد أخذوا حظهم من الدنيا.. وأن كل زمن وله أولاده.. حسناً فعلت مزاهر.. ونقول لها ألف مبروك يا أبنتي.. نسأل الله لك التوفيق في مهامك الجسام.. أما رصفائك هنا.. وصيتي ليكم.. (اللوتري بس).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. نحن عندنا وزراء القومه من الكرسي غالباهم فهل يعقل هذا؟ و هل حواء عقمت عن انجاب اخير خيارنا؟ كلهم معطوبون اذ لا يستطيعون حتى المشي على الارض خليك من لو قلتا ليهم جكه بسيطه ودا للاسف من الرئيس مرورا بكل نوابه الى الوزراء واخصهم غندور الدي عرف عنه النمنمه وعدم الدرايه بفنون المخاطبه فهل يعقل ان يكون هذا هو ممثلل لديبلوماسيتنا؟؟؟ وقس على ذلك وزراء الصحه التربيه و التعليم ابو كشوه , الداخليه منان , الدفاع صبحي و وزيري الرياضه اليسع وعبدالكريم موسى ووالي الخرتوم عبدالرحيم سيلفي وخارم بارم محافظ البنك الفارغ وزراء مترهلون يدب وسطهم خمول و ترهل لا نجد له مثيلا في كل اقطار العالم فلماذا ابتلينا بهذا الرهط الذين هم اشبه ب الكائنات الفضائيه
    في جانب اخر و اهم ثقافه التربيه الرياضيه المعدومه لدينا اذ يجب ان تكون مشروع قومي تتبناه الدوله و يهدف الى ترقيه قدرات الشباب واستباط قدراتهم الفرديه و الجماعيه لصنع سودان جديد يعمدعلى rigorous,active & articulate persons شباب نشط و صارم في التعامل مع الذي بين ايديهم وقادر على التغيير و التعبير عن اماني من يمثلوهم ودورهم مهم جدا لصنع و اتخاذ القرارات الصحيحه و وتعضيد ثقافه التواجد في الزمان والمكان المناسبين لشرعه معرفه اماكن الخلل والاعطاب و سرعه ايجاد الحلول الناجعه من غير تعطيل لمصالح الناس و علينا كذلك الاهتمام بالوقت الذي قتلناه او فلنقل شنقناه بانفسنا من عقود خلت فمن لا يحترم الوقت لا يحترم نفسه و بالتالي لا يحترم الاخرين او الدوله نفسها .والله المستعان .