مقالات متنوعة

مسؤولين.. فقراء..!


أحدث تصريحات المسؤولين الفقراء جاءت من والي ولاية نهر النيل، وهو فوق تصريحه بفقره أشار إلى الحل قائلاً إن الزكاة للفقراء والمساكين، وأنا (الوالي فقير).. وربما قصد العون من ديوان الزكاة.. وهو اذا استطاع إثبات انه فقير، فهو قطعاً يستحق الزكاة..

وكانت بدرية سليمان نائبة رئيس البرلمان، قد قالت إن ثلاثة أرباع الشعب السوداني فقراء، وأنها شخصياً تعاني من الفقر، وطالبت الحكومة بتبني سياسات وخطط واضحة لتخفيف حدة الفقر في البلاد، وقالت خلال مداولات لخطاب رئيس الوزراء بالبرلمان، إن وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي تعمل كثيراً في هذا الأمر إلا أنه لابد من تحسين الظروف المعيشية وتابعت: (كلنا تعبانين ونعاني من المعيشة) وشددت بدرية على أهمية إنزال آليات المعالجة لأرض الواقع وأن لا تكون مجرد شعارات، والمثير أن رئيس الوزراء أمن على كلام بدرية وقال: (كلنا تعبانين)..

قبل ذلك وفي مقابلة أجرتها قناة أم درمان مع رئيس الجمهورية قال في إجابة على سؤال حسين خوجلي: (إن ماهيته ما مكفياه، وهو يستعين على على ذلك بمزرعة تدر عليه دخل وشقة في شارع 61).

لا شك أن مثل هذه التصريحات تمثل قمة الاستفزاز لمشاعر الفقراء والمساكين (حقيقة) وعامة المواطنين، وهي تعبر عن فشل ذريع في سبر غور هذا الشعب المسكين، ولا يظن أحد من هؤلاء أن هناك من أحد يصدق هذه الأراجيف. ولا يمكن أن تكون نظرة هؤلاء المسؤولين بهذه السذاجة.. قطعاً هم لا يتوقعون أن يصدقهم أحد.. إلا اذا ربطوا بين قدرتهم على حكم البلاد لأكثر من ربع قرن، وادعاء عبقرية كاذبة تصور الإفراط في الثراء فقراً.

نعم هم يحسون فقراً لأنهم لا يشبعون، ولم يدر بخلدهم أنهم متخمون من فاحش الثراء، واحساسهم بأن ما بين أيديهم ليس من حقهم. هذا يفسد عليهم متعة الإنفاق، ولا ينفقونه في أعمال الخير أو لغيرهم من الفقراء.

ماذا دهاكم يا هؤلاء.. وهل تصدقون أنفسكم.. أم أنكم تمزحون، أن سيارة واحدة من سيارات أصغر مسؤول في بلادنا، تكفي قيمتها لإطعام آلاف الفقراء، وإن كان هذا حالكم فلماذا لم تقدموا اقرارات الذمة.. أما بعد، اكشفوا عن ممتلكاتهم وأعلنوا عنها، وعندها سنرى أن كنتم فقراء، هل الفقير في عرفكم هو من تقل ثروته عن عشرة مليون دولار؟ ربما الفقير حسب معاييركم هو من لا يحتفظ بعملتنا البالية ويكتنز الذهب والدولار. أليس الفقير هو من لا يجد قوت يومه، يا هؤلاء أن كنتم لا تكترثون لنا، ألا تستحون من الله؟قال فقراء.. نعم إن الله غني وأنتم الفقراء.

ما وراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. جلس بعضهم للأكل وكان بينهم أعمى ومد يده فصادف الدجاجة الوحيدة المحمرة فأكلها لوحده ولما تحسس الطبق لأخذ الدجاجة الثانية لم يجد شيئاً فقال يا حليل أنا العميان ، المفتحين شالوا إثنين إثنين .