صلاح الدين عووضة

ومسكين الجنيه !!


*عقب رفع العقوبات كتبنا نقول (وسقطت الشماعة)..

*ولا أدري هل هذا الرفع هو نجاح يُحسب لدبلوماسيتنا… أم لإدارة ترمب..

*فحكومتنا ظلت تعلق أي إخفاق على مشجب عقوبات أمريكا..

*أي فشل… في أي مجال… السبب هو أمريكا؛ ثم تتكئ على جنبها وتواصل نومها..

*ثم تدع الشعب يلعن أمريكا… ويترقب لحظة رفع عقوباتها عنا..

*ولما حانت هذه اللحظة تساءلنا: ماذا ستقول الحكومة للناس بعد الآن يا ترى؟!..

*وصدق حدسنا عن شعورها- وطاقمها الاقتصادي- بالورطة قريباً..

*وبلغ هذا الشعور به حداً جعلها تلزم الصمت الرهيب..

*فلا شيء تقوله تبريراً لاستمرار (سقوط) الحال… و(ارتفاع) الدولار..

*ووصل الارتفاع الآن (25) أمام الجنيه… وهي صامتة..

*وستظل صامتة إلى أن تبحث عن (شماعة) جديدة تريحها من عنت التفسير..

*أو تبحث عن ورقة توت تواري بها سوءة طاقمها الاقتصادي..

*أو تبحث عن أزمة (مفتعلة) تصرف نحوها أنظار الناس… وتساؤلاتهم..

*وربما هذا بالضبط ما أرادته إدارة ترمب وهي ترفع العقوبات..

*أرادت أن (تحرج) حكومتنا أمام شعبها وتقول له: هي سبب معاناتك… لا نحن..

*فنحن لم نفرض عليكم وزراء بعدد وزراء كل دول الغرب مجتمعة..

*ولم نفرض عليكم (نواباً) برلمانيين بالآلاف… لا (ينوبكم) منهم سوى وجع القلب..

*ولم نفرض عليكم مئات المناصب التشريفية التي تمص دمكم..

*ولم نفرض عليكم تخصيص نحو (75%) من ميزانيتكم لأغراض (التأمين)..

*ولم نفرض عليكم الفساد… وعدم محاربة هذا الفساد..

*ولم نفرض عليكم ولاة مثل إيلا… يبددون الأموال في (الرتوش) و(الهجيج)..

*ولعل ترمب يفرك يديه فرحاً الآن بنجاح خطته الذكية..

*خطة إصدار قراره برفع العقوبات عنا… ثم تركنا نواجه حكومتنا وجهاً لوجه..

*مواجهة تبدأ بعتاب… وقد تنتهي بصعاب..

*ونحن لا نتعاطف معها أبداً في محنتها هذه بما أنها (لا تسمع الكلام)..

*لا تسمع كلامنا – كصحافة – في أي شيء…عن أي شيء..

*حتى نصحنا لها بتغيير طاقمها الاقتصادي – ذي الذهنية المتحجرة – لم تسمعه..

*وكأن عقليتها هي ذاتها تحجرت تجاه كل شيء… إلا الصحافة..

*فهي دائماً تتجدد حيالها لتفرز قوانين (عبقرية)… تقيدها بالمزيد من القيود..

*نعم هذه الصحافة الناصحة ولا شيء سواها… وسبحان الله..

*وبدلاً من أن تلتفت إلى فضيحة جنيهنا إزاء الدولار هذه الأيام… تلتفت إلى الصحافة..

*و(تقوم وتقعد) لترى كيف تلجم لسانها… وتفقأ عينها… وتصم أذنها..

*وربما تظن إنها إن باتت عمياء… خرساء… بكماء…. فكل مشاكلها ستُحل فوراً..

*وحتى ذلك الحين فهي قد تصبح (الشماعة) الجديدة..

*فلولاها لما ارتفع الدولار… ولما تضاعفت الأسعار… ولما انهار الاقتصاد..

*مسكين شعبنا…. ومسكينة الصحافة..

*ومسكين الجنيه !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة