داليا الياس

مضاد للتسامح!


* قالت من بين ضباب الدموع وصوتها المتهدج يعرب عن حنق مكتوم وظلم قاتم:)كنت أظنه ملاكاً(!!!‏‏‏‏
ضحكت بسخرية، وقلت لها باقتضاب: ) ولكنه –ياعزيزتي- رجل….‏‏‏‏
.والرجال لا يتحولون -أبداً- إلى ملائكة(…‏‏‏‏
هم بارعون فقط فى إدعاءات العشق اللولبية التى تدور في مكانها، ولا ترغمهم على المضي قدماً في طريق التجرد من الأنانية وحب الذات.. فيظل أحدهم يحوم حولك مدعياً الوجد.. ‏‏‏‏
ويوهمك بأنك أميرة الحسن وسيدة النساء.. والمرأه )الوحيدة( التى تعلًّم على يديها الحب والاحترام، وعرف طعم السعاده..‏‏‏‏
ويظل يحدثك عن سجاياك العظيمة ومعانيك المقدسة داخل قلبه، ووجودك العامر والمؤثر في حياته، حتى يملأك الغرور، وتظنين حقاً أنك الأفضل والأجمل والأقرب في حياته…ثم يباغتك فجأة بصفعة الخيانة المدوية، ‏‏‏‏
فتكتشفين أنك لم تكوني )الوحيدة( ولكنك أصبحتي كذلك في عالم الفجيعة والإحباط واكتشاف الأكاذيب المتأخر الذى يقصم ظهر عواطفك وإنسانيتك. ‏‏‏‏

* سيجتهد لاحقاً فى إبداء التبريرات الساذجة مدعياً دور البراءة متهماً إياك بالظلم!!‏‏‏‏
وقد يرفع صوته مندداً بما ذهبتي إليه من شكوك لا محل لها وغير مقبولة في حق جلالته!! ‏‏‏‏
سيفعل ما بوسعه ليستبقيك محظيةً في )الحرملك( الخلفي لقصر رجولته المنيف…‏‏‏‏
هو قطعاً لا يعنيه كثيراً حزنك ولا ماء كبريائك المراق ولا صدمتك العظمى فيه بقدر ما يعنيه، ‏‏‏‏
إلا ينقص عدد الطوابع التى يجمعها ويلصقها على جدران قلبه، ليزهو بها أمام نفسه وأصدقائه!!! ‏‏‏‏
وقد يبادر في سبيل ذلك في انتهاج سياسة مغايرة، ويلعب بالخطة البديلة التي تشير إلى استعطافك وسكب الدموع على راحتيك، ‏‏‏‏
مذكراً إياك بالذي مضى من لحظات حميمة وذكريات يعلم كم هي مقدسه بالنسبة لك وحدك، طالباً منك السماح والمغفرة بحق ما بينكما من عشق سرمدي زائف !!….‏‏‏‏
فلا تسامحيه. ‏‏‏‏

* وأعلمي أن الخيانة تتكرر…‏‏‏‏
والسماح لن يزيده إلا غروراً وسدوراً فى غيه! فلا تسامحيه. لا تسامحي رجلاً استباح عواطفك ثم ألقى بك في اليم بعد أن كبل يديك بأغلال الوفاء والهيام، ‏‏‏‏
وكان ينتظر منك أن تسبحي إلى بر الإحساس المطلق بالثقة، بينما يبحر هو في قارب أكاذيبه وألاعيبه! ‏‏‏‏
ولا تسامحي رجلاً وقف بينك وبين ذاتك يوماً ليعلن سيادته المطلقة على مملكة دواخلك، بعد أن عزل عقلك عن العرش، ‏‏‏‏
ثم تواطأ مع غيرك معلناً عليك حرب الغيرة والإحساس بالمهانة والدونية. فمن الأفضل لك أن تنتحبي ليالٍ طوال، وأنتي ترثين حالك وتبكين على لبن إخلاصك المسكوب، والغيظ يمزق نياط قلبك ندماً وحسرةً على كل الصور النبيلة والأحلام الوردية التى رسمتيها معه، بدلاً من أن تعودي لتذرفي دمع الدم يوماً،‏‏‏‏
لأنك كنت من الغباء بحيث خرجت من دائرة الإيمان وسمحتي لأفعى الغدر والخديعة بأن تلدغك مرتين أو ثلاث بملء إرادتك الضعيفة. ‏‏‏‏

* لا تسامحيه…‏‏‏‏
فما من رجل يستحق.. وأعلمي يا عزيزتي أنه سيسلمك للمجهول والكآبه والذل والهوان…‏‏‏‏
ولا يستحق أي رجل أن تؤجلي طموحاتك وترهني أيامك لآجله، ‏‏‏‏
وتمنحيه حق تقرير مصيرك ورسم تفاصيلك والعبث كيفما شاء بمشاعرك ومبادئك. لا تسامحيه..‏‏‏‏
.فمن يكذب مرة يكذب مئات المرات…ولتعلمي أن الله لا يفضح عبده أبداً من المرة الأولى، وله فى ذلك حكمة. ‏‏‏‏

#تلويح:‏‏‏‏
قد يغفر الحب الذنوب كلها….‏‏‏‏
إلا الخيانه!!!!!!

اندياح – داليا الياس
صحيفة آخر لحظة