أم وضاح

كش ملك..


رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم المطالب الجماهيرية العادلة، التي تأجلت لسنوات طويلة، ظلت خلالها جموع الشعب السوداني تلوك الصبر، وتجتاز امتحان القبض على الجمر بكلتا يديها، رغم كل هذه الظروف ظلت جموع الشعب السوداني تحتفي وتحتفل بالرئيس “البشير”، حيثما زار ولاية من الولايات أو مدينة من المدن بشكل محير، ويكفي الاستقبالات الهادرة التي وجدها في ولاية الجزيرة في زيارته الأخيرة، والجزيرة تحديداً من الولايات التي ظلمت كثيراً وتأجلت مشاريعها ووضعت في خانة النسيان، لكن رغم ذلك احتوت الأخ الرئيس بحب جياش وعواطف فياضة وثقة في أنه بحجم آمالها وتوقعاتها، وهي مشاعر من النوع الذي لا يقبل التفسير ولا التبرير دي حاجة حقت رب العالمين ولله في خلقه شؤون، والرئيس نفسه ظل دائماً من صلب هذه الجموع لم ينفصل ولم ينفصم عنها، يخاطبها بلغتها يعرف كيف يداعب أحلامها وآمالها، ويملك نياط قلبها وهي مشاعر أيضاً لا تقبل التفسير أو التبرير وحاجة حقت رب العالمين.

وخلوني اقول إن ما حدث في الولاية الخضراء بحل مجلسها التشريعي فسرته الجماهير، وهذا ظهر من قبولها للأمر وتأييدها له واستقبالها للرئيس بأنه قرار فيه انحياز لها في المقام الأول، قبل أن يكون انحيازاً لشخص الوالي “ايلا”، وطالما أن الرئيس يضع مصلحة شعبه في مقام يجعله يتخذ من القرارات ماهو استثنائي وغير متوقع.

فإنني ادعوه باسم الصابرين من الغبش الذين يعقدون عليه آمال الفرج والحل أن يكون اجتماعه اليوم مع الفريق الاقتصادي اجتماعاً يضع فيه نقطة على نهاية سطر الفشل الذي لازم أداؤه طوال الفترة الماضية، حيث لم يستطع أن يضع من السياسات والإستراتيجيات ما نعبر به الأزمة التي كنا نتخيل أن حلها يبدأ مع رفع العقوبات الاقتصادية!! على السيد الرئيس أن يُوجِّه بمحاسبة المقصرين والفاسدين والمضاربين والمتلاعبين بالعُملة، حدا جعلها تصل إلى هذا الانفلات الذي يخدم مطامعهم الشخصية و”بزنسهم” الخاص، على السيد الرئيس أن يجعل من هذا الاجتماع اجتماعاً تاريخياً )يرفع فيه سبابته( في وجه الما شايف شغله والما عارف شغله والما فاهم شغله من الفاشلين والمتنطعين الذين لا يعلموا، ولا يعلموا أنهم لا يعلموا.

المطلوب منك أخي الرئيس أن تنحاز تماماً لهذه الجماهير التي وعدتها أن تسلمها البلد في )٢٠٢٠نضيفة(، لكن بعضهم فهم اللفظ والتعبير خطأ، وظنوا أنها ستكون نضيفة من خلق الله، بعد أن ينقرضوا هماً وكدراً.

أخي الرئيس شعبك يعقد الآمال على مخرجات هذا الاجتماع المهم، فهل تفعلها )وتكش ملك( وتنهي هذه اللعبة التي قطعت أنفاسنا من طول المشاهدة والمتابعة.

كلمة عزيزة
إذا صح أن السيد وزير المالية قال للصحفيين: )جنكم دولار.. دولار( تبقى سُنة وسخة يا جدعان، لأنه ما ممكن يكون الوزير عنده قضية أهم من قضية الساعة وهي الارتفاع الجنوني للعُملة الصعبة، يعني ما عارفه الوزير متوقع نسأله من شنو؟ عن نتيجة مباراة الهلال ومريخ الفاشر مثلاً؟ واللا نسأله عن مهرجان الموسيقى العربي؟ غايتو حاجة تجيب وجع القلب..!!

كلمة اعز
بصراحة ثقة الناس أصبحت مهزوزة في البرلمان، الذي أصبح مجرد جسم ديكوري “لا يهش ولا ينش”، وثقته مزعزعة في أجهزة الحزب الحاكم، في أن يتخذ قرارات حقيقية ينحاز بها للمواطن، الآن كل الآمال معلقة في شخص الرئيس، لنخرج من عنق الزجاجة، وعدي بينا يا ريس..

عز الكلام – ام وضاح