تحقيقات وتقارير

من بينها أن تكون خالية من (الكحول) و(لحوم الخنزير)… الشروط الجديدة لـ(حلاوة المولد ) تثير جدلاً كثيفاً


للمولد النبوي الشريف في حياة السودانيين مساحة كبيرة وحضور يتجدد في كل عام، بحيث صار من أهم الملامح المشكلة للشخصية السودانية، ومن أهم الأماكن التي يحرص الآباء على اصطحاب أطفالهم لها للتشبع بها ولمنحهم الإحساس بالمكان والمناسبة، لذلك كان من الطبيعي أن نشهد على كل ذلك التدافع في مولد النبي صلوات الله وسلامه عليه، وبخلاف كل ذلك، نجد أن للمولد النبوي الشريف الكثير من الملامح الثقافية والتاريخية التي يحتضنها في كل عام بداية بالأناشيد التي تتخلل المولد، وتاريخ الطرق الصوفية هناك، وحتى حلويات المولد والتي ارتبطت وجدانياً وثقافياً بالشعب السوداني لدرجة بعيدة جداً.

(1)
وبالعودة قليلاً للتاريخ نجد أن ارتباط حلويات المولد بالسودانيين بدأ منذ أكثر من خمسين عاماً أو يزيد، ونجد أول ظهور لحلويات المولد في السودان- بحسب معاصرين- جاء عبر البوابة المصرية، حيث كانت حلويات المولد تصل إلى السودان من مصر، أما اليوم فقد تغير الوضع وصارت حلويات المولد تصنع في السودان وبأيدي سودانية خالصة ولعل هذا ما ساهم في ربطها بقوة في السنوات الأخيرة بالمواطن السوداني.

(2)
خلال اليومين الماضيين أثارت الشروط والمواصفات الجديدة لحلاوة مولد الكثير من الجدل، فقد أعلنت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بحسب ما ورد بموقع (تانا فور ميديا) عن انطلاق الحملة القومية الثانية لتوعية المستهلك لموسم 1439هـ للمولد النبوي الشريف، وكشف المدير العام للهيئة مشرف اللجنة القومية لشؤون المستهلكين د.عوض محمد أحمد أن الحملة تهدف للتبصير بالاشتراطات الواجب توفرها في حلوى المولد والتأكيد على عدم استخدام الرطل في المعاملات التجارية، مشيراً لأهمية تنبيه المصنعين بالالتزام بهذه الاشتراطات، وقال سكراب إن أهم الاشتراطات للحلوى تتمثل في أن تكون خالية من الكحول ومنتجات الخنزير ومشتقاتها، ويجب أن تكون الألوان المستخدمة فيها مسموح بها غذائياً وعدم الإفراط والمبالغة في استخدامها، وأن تكون خالية من الحشرات وأجزائها والأجسام الغريبة وخالية من المُحليات الاصطناعية، وألا تكون متميعة أو ملتصقة ببعضها أو بورق التغليف، كما يجب ألا تقل نسبة الحُمص فيها عن 18% والسمسم عن20% والفول السوداني عن 18% من الوزن الكلي للحلوي كل على حده.

(3)
بالمقابل، فإن أنواع عديدة من حلويات المولد ظلت محتفظة بديباجتها السودانية الأصيلة منها السمسمية والتي تصنع من السمسم وتتكون من ثلاثة أنواع، (السمسمية البيضاء، والسمراء، وأخيراً العلف) وهذه الأخيرة تحديداً تمت صناعتها خصيصاً لمرضى السكري، وهنالك أيضاً الفولية والتي تصنع من الفول السوداني، إلى جانب أنواع عديدة مثل (الهريسة/ اللكوم/ الجوزية) وغيرها من الحلويات السودانية الأصلية.

(4)
أخيرا.. اختلاف الناس حول تاريخ توطين صناعة حلويات المولد بالسودان لم يمنع على الاطلاق عقد المواطن السوداني شراكة حب معها، ولم يمنعه ذلك من الاقبال عليها اطلاقاً، بالرغم من أن الكثيرين باتوا يشكون في الآونة الأخيرة من ارتفاع الأسعار، وهو ما نفاه عدد من التجار مؤكدين أن الأسعار ليست باهظة وأن الارتفاع الجزئي الذي طرأ عليها كان حتمياً وضرورياً للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وعموماً تبقى حلويات المولد صاحبة ارتباط وثيق بالسودانيين خاصة بعد انضمامها لمجموعة الصناعات الوطنية، وتكفي جولة سريعة في ميادين المولد المنتشرة حول العاصمة لمعرفة مدى ذلك الارتباط الوثيق.

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. والله عرايس وحصين المولد دي الأصنام زاااااااتا رضيتم أم أبيتم.
    خلوها حلاوة بدون أشكال الأصنام الهندية دي ياخ.