تحقيقات وتقارير

بعد أن وصف وزير الصحة سلوكهم بـ(السئ)… (زوار المستشفيات) في مرمى الاتهامات والانتقادات


تراص مجموعات من الأسر والأهل داخل وأمام المستشفيات من المشاهد التي اعتاد عليها المواطن السوداني لأنه يمكن أن يكون من ضمن تلك المجموعة ذات يوم، وذلك نسبة للترابط الأسري الكبير الذي يعيشه المجتمع السوداني الذي جعل من السراء والضراء ملتقى للجميع حتى لا يقع ضمن طائلة الملومين والمقصرين في مجاملة الغير.

(1)
زيارة المريض أمر أوصانا به رسولنا الكريم لكسب الأجر والتخفيف عنه، لذلك نجد مجموعات كبيرة من الأسر السودانية تسارع لزيارة المريض كذلك الأصدقاء والجيران الذين تربطهم علاقة بالمريض، إلا أن المشهد أصبح لافتاً خاصة إن كانت تلك الزيارة في المستشفيات العامة التي تقوم بتحديد وقت معين للزيارة من أجل راحة المريض وحفظ النظام داخل المستشفى، في الوقت الذي لم يحافظ فيه البعض على ذلك النظام إما مضطرين أو متجاوزين اللوائح ليقيم البعض منهم مع مرافق المريض وهو ممد على (مفارش وسجادات) في الأرض خارج المستشفى، ويتناولون طعامهم وشرابهم ويستقبلون زوار مريضهم الأمر الذي قد يؤدي إلى رداءة البيئة بسبب فضلات الطعام وبعض الأوساخ الأخرى حتى وإن حافظ البعض منهم عليها.

(2)
ولعل تلك المشاهد والصور جعلت وزير الصحة بالخرطوم مأمون حميدة يحمل المواطنين والمرافقين للمرضي مسؤولية تردي البيئة بالمستشفيات قائلاً : (المرافقون ناس متعطلة وقاعدة في المستشفيات ويمارسون سلوكاً سيئاً يؤدي إلى رداءة البيئة وبائعات الشاي والأطعمة خنقوا المستشفيات وكأننا فتتحناها لهن، ودعا المواطنين إلى تغيير سلوكهم الاجتماعي في المستشفيات)، (كوكتيل) بدورها أجرت استطلاعاً مع بعض الأشخاص لمعرفة رأيهم حول الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:

(3)
حول الموضوع ابتدر المهندس مجتبى الحسين الحديث قائلاً: (يعتبر الشعب السوداني من أكثر الشعوب مجاملة خاصة في أوقات المرض إذ لا تكفي مجاملة شخص واحد من الأسرة بل يتدافع الجميع لزيارة المريض خوفاً من اللوم والعتاب وكثيراً، عند زيارتي شخصاً مريضاً في المستشفى أستاء جداً من مشهد الأشخاص المتراصون أمام المستشفى وهم يمارسون سلوكاً غير حضارياً في النظافة، ليعكسوا صورة شائهة لتلك المستشفيات، خاتماً: (من المفترض أن تزور مريضك وقت الزيارة وتغادر وأن لا تكون نموذجاً سيئاً للفوضى).

(4)
فيما أوضحت كل من الموظفة سارة وربة المنزل عوضية مصطفى أنهما ضد ما صرح به الوزير باعتبار أن المجتمع السوداني مجتمع مجاملات ولا بد من زيارة المريض والمرابطة مع أسرته خارج المستشفى، موضحات أنهن يأتين بطعامهن للمستشفى ليخففا عن أسرة المريض وأنهن لا يكترثن لأمر النظافة لأن هناك من يقوم بها.!… أما الطالبتان فدوى مزمل ورؤى خليل فأكدتا عدم حرصهما على زيارة المريض بصورة متتالية فقط الزيارة الأولى ومن ثم المتابعة بالهاتف لمعرفة أحوال المريض، مشيرات إلى أن أجواء المستشفيات لا تعجبهن خاصة السلوك الذي يقوم به بعض المرافقين والزوار من ناحية النظافة والعشوائية في تواجدهن بالخارج مع وجود أدوات طبخ الطعام في بئية مليئة بالمرض والأمراض خوفاً من أن يصبنّ بعدوى مرضية).

(5)
من جانبه قال الخبير في مجال البيئة د.متوكل جار النبي: (سلكونا مع الآخرين هو نتاج تصرفاتنا وتعاملاتنا في الحياة الخاصة التي تنتقل للعام وهناك كثير من السلوكيات الخاطئة التي تتعلق بالبيئة والتدهور المريع الذي تشهده بسبب عدم الوعي الكافي من البعض وتعمد البعض الآخر اضرارها، وخاصة المستشفيات التي أصبحت مرتعاً خصباً لذلك التردي نسبة للسلوك الخاطئ الذي يقوم به بعض مرافقي وزائري المرضى واهمال بعض المستشفيات أمر نظافتها لتكون النتيجة كارثة بيئية تتمدد في المجتمع بأكمله ويصعب تداركها في الوقت الذي أحاطت فيه الأمراض بالمجتمع من كل جانب).

تقرير: محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. سيء جدا لكن بقاؤك وزيرا هو الأسوأ يا عزيزي والجمل ما بشوف عوجة رقبتو