رأي ومقالات

العيسابي: تدهور في توزيع الصحافة الورقية في السودان ونمو متصاعد للصحف الإلكترونية


لازالت الصحُف الالكترونية السودانية ، لم تأخذ أهميتها وموقعها الطبيعي مُقارنة بالعالم ، والدول العربية من حولنا ، و إن كانت ستأخذها وإن تأخرت ، لأن المستقبل لها ، لما تتميز به الصحافة الإلكترونية عن التقليدية ، من مواكبة وتطور .

وقد يُعزى ذلك التأخر لعدة أسباب أهمها أن بعض مُؤسسيها ومديريها ، لازالوا يتعاملون معها بالفهم ( التقليدي ) كصحافة ورقية ، في حين أن الاعلام الجديد وتحريره الالكتروني ودلالات الصورة فيه مُختلف عن التحرير الصحفي و التلفزيوني والاذاعي الذي درسناه بكليات الإعلام ، وللأسف لم يواكبه المنهج الجامعي حتى الآن ، وسنقدم فيه الاسبوع القادم سمنار بمشيئة الله .

بالاضافة إلى أن المُعلن ( السوداني ) المنعش لهذه الصناعة لازال غير مدرك ويجهل أو متجاهلا تميز الاعلان الإلكتروني بإنتشاره وجاذبيته مُقارنة بالإعلان بوسائل الإعلام التقليدية خاصة ( الصحافة الورقية ) بالسودان ، التي لاتوزع في اليوم أكثر من 5 آلاف إلى 6 نسخة والعدد في تناقص مضطرد ، مقارنة بمواقع إلكترونية ” كالنيلين ” مثلاً يزوره يومياً أكثر من نصف مليون متصفح والعدد في تزايد ، وتدرك أهميته وقيمته شركات عربية وآسيوية كسنغافورة وتعلن فيه ولايدركها المعلن السوداني !

فإذا كان موقع صحيفة ” سبق ” الالكترونية السعودية قد قُدِرت قيمتها السوقية العام الماضي قرابة المليار ريال سعودي ، وصحيفة كالشرق الأوسط الدولية تشتري 50% من موقع أخبار 24 ، بمبلغ 10مليون دولار !
فهل هناك إدراك لأهمية الصحف الالكترونية كمقدمة لخدمة إخبارية وكسوق إعلانية أكثر من ذلك ؟
هذه مقارنة بسيطة تعكس أهمية الصحافة الإلكترونية في دول من حولنا عرفت قيمتها وإستثمارها ، مقارنة في بلد لازال يعلن في صُحف لاتوزع الفين نسخة في اليوم دون أي قياس للتحقق من حجم الإنتشار ، و إنتباه لجاذبية الإعلان !

بقلم
ابومهند العيسابي