مقالات متنوعة

دولار.. ريال.. شيك سياحي


كان يا ما كان.. أربعة إخوة.. فكروا يوما ما.. في الاستثمار.. اشتركوا في شراء تاكسي.. واستعملوا عليه سائق.. كانت المعضلة هي كيف يراقبون السائق حتى لا يسرقهم.. اختلفوا.. ومن ثم اتفقوا على الركوب جميعاً في التاكسي.. واحد بالأمام.. وثلاثة في المقعد الخلفي.. يظل التاكسي طوال يومه يدور في الشوارع.. لا أحد يرفع يده.. لأنه ببساطة مشغول.. بعد عدة أيام تذمر الإخوة من عدم المكسب.. اجتمعوا مساء.. قرروا بعد طول نقاش.. (تغيير السائق).

الاجراءات التي اتخذت لكبح جماح ارتفاع الدولار.. ذكرتني الطرفة أعلاه.. بدلاً عن تخفيف الأعباء وتقليل المنصرفات.. كانت الفكرة العبقرية هي القبض على تجار العملة.. لم يفكر أحد في انزال الإخوة من مقاعد التاكسي.. واحداً تلو الآخر.. ستخف حمولة التاكسي.. ويستطيع إركاب أحد من الطريق.. يدفع ثمن الرحلة ويرفع الايراد اليومي.. في هذا المقال نطرح عدد من الافكار لإنزال الإخوة من التاكسي.. أنظر عدد الذين يستنزفون خزينة الدولة في أشياء يمكن أن تقضى بأقل وأخف الوسائل.. السفريات الخارجية للوفود والمسؤولين.. والجيوش الجرارة من الدستوريين.. كلهم يسافرون على حساب خزينة الدولة.. يصرفون تذاكر.. ونثريات.. وبدلات سفر.. هل من قرار يصدر لمنع السفر نهائياً لأي مسؤول على حساب الدولة؟؟

الانفاق البذخي على شراء سيارات الدستوريين الذين يتزايدون بمتواليه هندسية كل عام عندنا تعيينات جديدة.. ومقاعد جديدة تفرخ بواسطة نظرية الانقسام الثنائي.. كل وزارة يقسموها نصين ويتم تعيين كل وزير لكل واحدة.. وتوابعه طبعاً.. ..دا غير أعضاء البرلمانات.. اتحادية وولائية.. الشيء الذي لم أفهمه.. لماذا الاصرار على شراء سيارات مستوردة؟؟.. أصلاً ليه سيارة؟؟ المواصلات دي مالها؟ المهم إن كانوا لابد فاعلين.. سيارات من جياد.. شجع المنتج الوطني.. وأحفظ العملة الصعبة في الداخل..

الاهتمام بقطاع الصادر.. بإضافة أفكار خارج الصندوق.. خذ مثلاً قطاع الثروة الحيوانية.. لماذا نصدر الحيوان الحي.. ونستورده مرة أخرى.. على شاكلة بيرقر ومارتديلا وسجق.. وهوت دوق؟؟ إن كنا نملك الأساس وهو الحيوان.. أليس ممكناً الاكتفاء ذاتياً من المنتجات الحيوانية التي تأتي مبردة ومليئة بالمواد الحافظة؟؟ الأمر يسري أيضاً على المنتجات الزراعية..

طبعاً لو حكينا عن المستوردات المضحكة المبكية.. مثل استيراد الأثاث.. الذي يمكن بقليل تدريب ونقل تقانة.. أن يوطن تصنيع أجمل أثاث.. فالأشجار والخشب والصنايعية.. كلو متوفر.. بس مين يسمع ومين يعتبر.. طبعاً هناك سلع ومستوردات التي يمكن إجمالها في عبارة أشياء غير منظورة وغير مؤثرة.. ستعرف اننا نستورد العجب العجاب.. قرأت اننا نستورد شيكولاتة بتسعة مليون دولار.. إن صح التقرير.. هذا يعني أننا نضيع في الأوهام عمرنا.

الاقتراحات أعلاه.. ربما تكون ساذجة.. ذلك أنني لست متخصصة في الاقتصاد.. لكني وددت إلقاء حجر في البركة الساكنة ربما تحرك شيئاً.. وفي النهاية أقول كما يقول أهلنا الكبار.. (الجفلن خلهن.. أقرع الواقفات).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة