تحقيقات وتقارير

“القديم يتجدد” بعد غيابٍ تعود المعارضة للظهور في دار الحزب الشيوعي مرددة ذات دعوتها القديمة لإسقاط النظام.. بدا أبو عيسى ناقماً على نداء السودان ومهاجماً أمبيكي ورافضاً المشاركة في الانتخابات


لا تكترث قوى الإجماع الوطني للألحان والموسيقى الرائجة بالدعوة للانتخابات حتى وإن نالت طرب قوى مسلحة، مثلما هو الحال بالنسبة لقطاع الشمال ورئيسه مالك عقار، وتماثل الصوت والصدى في دعوته من جانب الحكومة عندما حثته لمزيد من الخطوات في سبيل تقنين موقفه الجديد على الأقل بالتوقيع على اتفاق سلام بينهما، لكن المعارضة من جانب آخر تبدو بعيدة، وغير مهتمة بهذا الكورال الانتخابي، ومصممة على تنفيذ برنامجها المعلن منذ حوالى تسعة وعشرين عاماً، المتعلقة بتكرار دعوتها بـ(إسقاط النظام).
(1)
وبعد غياب طويل للفعاليات المعارضة ظَهر في دار الحزب الشيوعي، ظُهر أمس، رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني الأستاذ فاروق أبو عيسى في مؤتمر صحفي عقده للتداول حول الراهن السياسي، وبذات مواقف الإجماع القديمة الداعية لقيادة وتفعيل العمل السياسي المشترك بين مكونات سياسية تنضوي معه، تجدد ذات الأطروحات القديمة بإسقاط النظام، وبذات وسائل الحشد والتعبئة الجماهيرية، وفي تعليق نادر له حول عمليات جمع السلاح بدارفور والتي تستحوذ على نصيب كبير من توجيه رمانة الميزان السياسي، فإن أبو عيسى يرى أن الوقت غير مناسب الآن للمضي في الخطة الحكومية التي قطعت شوطا كبيرا، وترددت تقارير رسمية وأحاديث من قبل قيادات الحكومة بنجاحها، بل إن أبو عيسى يعُدها مدخلا لحرب أهلية تزيد من اشتعال الأوضاع في البلاد بدلاً من إخماد نيرانها المشتعلة.
(2)
بعد غياب أقر به فإن الأستاذ فاروق يرى أنه مخطئ مَن راهن على أن المعارضة تركت النضال، بيد أنه ردد قائلاً: “ها نحن نعود والعود أحمد”، ويقول أبو عيسى إن المعارضة جزء من الشعب وستبقى في تطوير وسائلها الثورية، بتجارب نضالها وتضحياتها، مستبعداً في الوقت نفسه أن يتعايش الشعب السوداني مع النظام بحكم ما يملكه من النصيب الكبير في تفعيل الثورات، وأضاف “لن ينخدع الشعب أو ينكمش”، ويرى أن مهمة الإجماع الآن أن تعمل على تكبير (كوم) جيش الثورة للعمل على حراسة الديمقراطية بعد إسقاط النظام.
(3)
وبدا أبو عيسى ناقماً على قوى سياسية ضمتها تجربة التحالف مع قوى الإجماع الوطني، في ما يسمى بقوى نداء السودان، ورأى رئيس هيئة الإجماع أن التحالف دفع ثمناً غالياً بالتوقيع على ذلك التحالف، وردد: “أنا شخصياً أصابني المرض جراء التوقيع على نداء السودان”، مستطرداً أيضاً أن ذلك التحالف “لم يتقدم للأمام”، وأقر بفشله، وقال إن قوى نداء السودان كانت تركز بشكل أساسي على خارطة الطريق التي تم رفضها من الحكومة والوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي، ووجه رئيس تحالف قوى الإجماع هجوما لاذعا لأمبيكي، وقال إنه يعلم بحركته وكان متحفظا عليها، مستدلا بأنه الرئيس الوحيد الذي لم يمنح أكثر من فترة رئاسية واحدة في بلده، وهو ما لم يحدث في سياق النظم الأفريقية المعاصرة، ولو أن الرجل كان يملك شيئاً يقدمه لتمسك به أهله في جنوب أفريقيا.
(4)
ولتجلية المواقف تماماً من موضع الساعة المتعلق بالانتخابات المقبلة، فإن قوى الإجماع الوطني أعلنت مقاطعتها للعملية، وتندر أبو عيسى بقوله: “هم قاعدين لعشرين عشرين”، وقال: “بالصوت العالي والبونت العريض والعربي والإنجليزي، نعلن عدم مشاركتنا في مهزلة جديدة باسم الانتخابات العامة”، ورأى أبو عيسى أن هنالك بعض القوى السياسية قد بدأت في التململ لتجد لنفسها مبرراً لدخول الانتخابات، وردد: “الحكومة عاملة شغل للأسف ومع بعض القوى المعارضة لخوض الانتخابات”، ونوه إلى أن “البعض منهم بدأ يتحدث بأن عدم دخول الانتخابات تخلف”، بيد أنه عاد وقال “التخلف في دخولها”، مبدياً ترحيبه بموقف قوى نداء السودان الذي أشار لتلقيه اتصالاً منهم بمقاطعتهم للانتخابات، ورأى أن ذلك يقربهم، لافتا إلى أن المعارضة الآن ترفع شعار وحدتها للانتصار على الإسلاميين، مبدياً تفاؤله بحدوث ذلك وقريباً.
(5)
ورغم ما يتردد عن غياب واختفاء دور المعارضة في المعادلة السياسية الراهنة، إلا أن أبو عيسى أشار لوجودهم في الساحة السياسية وبقوة، بيد أنه أقر بضعف العامل المادي، وقال إن المعارضة الآن يعوزها المال، وأردف: “نحن ما نايمين، صحيح قدراتنا المادية ضعيفة ومحتاجين لدعم مادي من الشعب السوداني والسودانيين في الخارج، محتاجين مننا إشارة خصوصا إذا توحدنا، والخير يدفق يمين وشمال لتسهيل مهمة المناضلين”. وفي السياق طالب أبو عيسى السودانيين في الخارج بالمساهمة في توفير حياة مقبولة لقيادات الحزب الشيوعي والمناضلين الذين يستقلون المواصلات العامة لضيق ذات اليد، لكنها لا تمنعهم في المقابل من دفع فاتورة الوطن كاملة وغير منقوصة.

اليوم التالي.


تعليق واحد

  1. يجو عايدين بالبنقو مسطولين….بغاث الطير يجمعهم خمر وتفرقهم العين الحمرا