صلاح حبيب

انتهى عهد الشجب والإدانة!!


القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي “ترمب” بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدلاً عن تل أبيب واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، يعد أخطر القرارات التي تتخذ وشمس العام 2017 في طريقها إلى الغروب.. الرئيس “ترمب” ومنذ أن اعتلى عرش الولايات المتحدة الأمريكية كان يبيت النية لضرب العرب والمسلمين، وقد شهدنا أول قراراته التي استهدفت عدداً من الدول العربية بما فيها السودان، لذلك فإن هذا القرار الذي استهدف ثالث الحرمين الشريفين لا تنفع معه عمليات الشجب والإدانة، لا بد من اتخاذ قرارات عربية وإسلامية موحدة تجاه إسرائيل والرئيس “ترمب” وإلا سيكون هناك مزيد من التضييق على الأخوة الفلسطينيين.

لقد أعجبنى “أردوغان” وهو يتخذ قرارات لم يتخذها حتى الآن رئيس عربي، بل ذرف الدموع لقرار “ترمب”، وطالب بعقد قمة إسلامية خلال الأيام القادمة.. لقد وجد “ترمب” العالم العربي والإسلامي في حالة صراع فيما بينها، معظم الدول العربية تتصارع مع بعضها البعض وعمليات القتل والسحن نراها في جسد الأمة العربية، ولا نرى تلك العمليات موجهة إلى الأوروبيين ولا إلى الأمريكان، لكن الصراع داخل البيت العربي.. من يصدق أن الدول العربية تصل إلى هذا الحد من الفتك بأبنائها!

لذلك فاليوم (الجمعة) هو يوم الانتصار للقدس بأن تخرج الجموع الهادرة من المساجد تهتف ضد “ترمب” الذي استفز كبرياء العرب وأصابهم في مقتل، وأن تتواصل عمليات التنديد في كل العواصم العربية والإسلامية، وأن تستمر تلك المسيرات إلى أن يتراجع “ترمب” عن موقفه الذي أغضب الأمة جمعاء.
ربما يقول قائل من الذي أجبر “ترمب” على اتخاذ هذا القرار وفي هذا الوقت بالذات؟ نقول إن “ترمب” أصلاً جاء مستهدفاً الأمة العربية والإسلامية، لأنه يعرف قوتها إذا ما اتحدت فرؤوس الأموال الآن لدى العرب.. البترول لدى العرب.. الأرض الخصبة عند العرب والمسلمين.. لذلك حينما يتخذ مثل تلك القرارات فهو يحاول أن يشغلهم بأنفسهم مثل الصراع الدائر الآن، فما أن حل رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية حتى تغيرت الخارطة في المنطقة وأصبح الحكام العرب يستهدفون بعضهم البعض.. وشهدنا كيف شغل الناس، فقد وضع قنبلة بين دول مجلس التعاون الخليجي وادعى هو أو بإيعاز منه أن الإرهاب الآن تسيطر عليه سوريا وقطر والعراق، وحرك الملف فتصادم العرب فيما بينهم واتهموا قطر بأنها تدعم الإرهاب وتمده بالمال.. حتى الأخوة العرب أنفسهم صدقوا تلك الفرية أو الكذبة، وماجت المنطقة بهذه الأقاويل، وأصبحت قطر الدولة الوحيدة التى تصارع عدداً من الدول بسبب تلك الفرية الكاذبة التي أطلقها “ترمب” في المنطقة، إلى أن جاءت مشكلة الصراع في اليمن وأصبح العدو الوحيد في المنطقة إيران، ودقت طبول الحرب بأن إيران هي الراعية للإرهاب وتدعمه من خلال أجندتها الخفية في المنطقة.

ولكن هل كل الأقاويل التي نسجت بخيط من العنكبوت حقيقة؟ بالتأكيد ليست صحيحة، لكن زُين للجميع أن ما يحدث في المنطقة هؤلاء هم من أشعلوا فتيله، إلى أن كشف “ترمب” عن وجهه القبيح باتخاذه قرار اعترافه الظالم على فلسطين والعرب جميعاً، ولا سبيل لتراجعه إلا بالضغط من خلال القوة المؤثرة في المنطقة أو اتحاد كل العرب والمسلمين في مواجهته.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي