آمنة الفضل

سرطان المدارس


الكثير من العادات الدخيلة التي غزت المجتمع الطفولي وأصبحت جزءا منه ، لها دور أساسي في التكوين النفسي والفكري لهؤلاء الأطفال ، ذلك لأنهم أكثر التقاطا لما يدور حولهم من مشاهد ، والاستجابة لها دون أن تخضع للتقييم أو الاختيار ، ومن هنا تبدأ المأساة فتلك المصادر العشوائية التي تغذي تلك الأدمغة الصغيرة بالسموم ، تجعل منهم أكثر شراسة وعدوانية ضد الآخر…

هنالك سلوك مخيف اصبح مسيطرا على باحة المدارس ، عدواني ، متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر سواء كان الضرر نفسيا أو جسديا، يقوم به بعض التلاميذ عمداً ، و يهدف إلى اكتساب السلطة على حساب شخص آخر، والسيطرة على الآخرين، يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب ، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة ، أو الإقصاء المتعمد من الأنشطة، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه على فعل شيء معين…

قطعا هنالك أسباب متباينة حول تفشي ظاهرة التنمر بين التلاميذ في المراحل العمرية المختلفة ، سواء في باحة المدارس أو المحيط الاسري أو الشارع ، وتأتي الاسرة في المقام الاول لميلاد التنمر في داخل الطفل ، والبيئة المحيطة والمشاهد المشوهة المتناثرة هنا وهنالك ، والكثير من الاسقاطات النفسية ، جميعها تساعد على استطالة هذه الظاهرة في كل مكان يقبع فيه أولئك الأطفال و يمكن أن تكون آثاره خطيرة جداً، وقد تؤدي أحيانا إلى الوفاة…
تقول الباحثة «موناى أومور»: «هناك هيكل نامٍ من الأبحاث توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفالا أو بالغين والذين يتعرضون باستمرار للسلوك التعسفي، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي والتي من الممكن في بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار ،يمكن أن يعاني ضحايا التنمر من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل. حيث قد يسبب التنمر الشعور بالوحدة، والاكتئاب والقلق وتؤدي إلى تدني تقدير الذات، وزيادة التعرض للمرض».

قصاصة أخيرة
لا للتشوه النفسي

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة