حوارات ولقاءات

الشريف حسين الهندي: الحاصل في الاتحادي منتهى “البؤس” ويا حليل زمن الحزب


*يبدو هذا التجمع وكأنه ردة فعل لرفض مجموعة بلال الاندماج؟
على العكس تماماً، إذا نظرت للأمر من ناحية أخرى ستكتشف أن هذا التجمع تعبير حقيقي عما يجب أن يكون عليه الحزب الاتحادي الديمقراطي، وليس ردة فعل وإنما فعل؛ الهدف الرئيس منه إعادة الحزب لأصحابه الحقيقيين والعمل من أجل المساهمة الفاعلة في تحقيق الاستقرار بالبلاد، ونحن نؤمن تماماً بأن استقرار السودان ضمانته الوحيدة التماسك بين مكونات حزب الوسط وإعادة المبادرة إلى الطريق القويم.
*الطريق القويم يمضي عبر المؤتمر العام وهو ما يتم الآن من قبل مجموعة الأمانة العامة؟
ذلك صحيح، إن كانت هناك مؤتمرات عامة حقيقية، لا نقبل بالمؤتمرات (المدغمسة) وغير المتماشية مع النظام الأساسي للاتحادي، ونحن نعلم أن هناك طابورا خامسا داخل الحزب يقيم مؤتمرات مزيفة بالولايات لتحقيق مصالح زائفة، وهذا عدم احترام لمؤسسة الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتضح من خلال تجاوزات القيادات للمواثيق وعدم المحافظة على قرارات الحزب. أحمد بلال تجاوز مؤسسات الحزب وليس له شرعية بعد تجاوزه الحدود وعدم احترامه لها، نحن نقف لنقول له نحن أصحاب المؤسسة الحزبية وسندافع عنها وسننفذ الوحدة، رضي من رضي ورفض من رفض، وهذه المؤتمرات لا معنى لها.
*هل يعني هذا أن ما يتم الآن لا يجد الاعتراف من قبلكم؟
ما يجري الآن لا يمكن وصفه بغير عبارة، إنه يأتي في منتهى (البؤس)، “يا حليل زمن الحزب”، الذي كان قائدا للبلاد، نحن نعيش أسوأ أيام الاتحادي ولا يعقل أن تقوم المؤتمرات العامة في الولايات بمثل هذه الطريقة الضعيفة، التي لا تمثل الاتحاديين، ومعقولة يسافر خمسة عشر فرداً إلى بورتسودان لإقامة مؤتمر، في وقت كانت فيه مؤتمرات البحر الأحمر والجزيرة وغيرها تقوم بجماهير الحزب فيها وليس عبر أشخاص يسافرون من الخرطوم، لذلك نشاهد الآن فشل تلك المؤتمرات، لجهة أن قيادة الحزب الحالية لا تثق في جماهير الحزب في الولايات، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحزب و(فرتقته) وتحويله لمصلحة أشخاص بعينهم مثل الدقير وعصبته، وأكمل أن عقلية الاتحاديين لا تسمح بمثل هذا العبث وتتميز بالثقة.
*لكنكم تتحملون جزءاً من هذا الإخفاق؟
أنا لا أعفي أحداً من المسؤولية، لكن المؤكد هو أن الدقير وبلال يمارسان افتراءً على قاعدة الحزب، ولم يعملا بوصية الشريف زين العابدين الهندي، واستوليا على مبادرة الشريف وهما لا يفقهان عنها شيئا. وتساءل أين كان أحمد بلال عندما تم التخطيط للمبادرة، وقتها كان مع أشخاص نحن نعلمهم ونعلم ماذا كانوا يعملون في ذلك الوقت ولدينا الدليل، مؤكدا المضي قدما في استرداد المبادرة وإرجاعها لعهدها واسترجاع الحزب الاتحادي الديمقراطي من القراصنة الذين استولوا عليه وتاجروا بلافتة وشعارات الحزب ومبادرة الشريف الهندي، وقال نحن ماضون في ذلك حتى إرجاع الحزب إلى أهله.
*لكن بخطواتكم هذه تعطلون مسيرة الحزب نحو الديمقراطية والتطور؟
دعيني أقول لكِ، إنه بإكمال مشروع الاندماج بالتوقيع على ميثاق الوحدة الاتحادية بين قطاع الإصلاح والتغيير في الحزب ومشايخ الطرق الصوفية “البيت الاتحادي الآن التأم شاملاً قطاع الإصلاح والتغيير ومشايخ الطرق الصوفية وساداتنا وكل الكيان”، إن التوقيع يمثل وحدة كاملة وإطارا سيضم كل البيت الاتحادي الكبير، وأحيي الدور الكبير للقيادية إشراقة سيد محمود والشريف صديق الهندي من أجل إنجاز هذا الأمر.
*ما الذي يمكن أن تحدثه هذه الوثيقة؟
الوثيقة الاتحادية ستتيح بناءً تنظيمياً من القواعد، ونناشد جماهير وقيادات الحزب في كل الفصائل بالانضمام لها، ونمد أيدينا لكافة الاتحاديين وعهدنا أننا سوف نذهب لهم في أماكنهم ونتنازل لهم ونستجديهم للوحدة لاسترداد الحزب والمبادرة، والوحدة مطلب قديم ومتجدد، وهذه رسالتنا للاتحاديين في كل مكان للوحدة والتمسك برسالة الآباء للأبناء والحفاظ عليها، ورعاية ديمقراطية الحزب وموروثاته، وما حدث في الحزب في السنوات الماضية كان سبباً في خروج واستقالة كثير من القيادات.
*لكن الوحدة الحقيقية تنتج عبر المؤتمرات العامة؟
من يلوحون بإقامة المؤتمرات العامة هم من قام في الأساس بتدمير الحزب، وكما قلت سابقاً نحن لا نرفض المؤتمرات العامة، ولكن ليس على الطريقة التي تتم بها الآن.. ما يجري حالياً لا يمكن توصيفه بغير الاستمرار في مشروع سرقة الكيان وتوظيفه لخدمة الأشخاص.
*لكنها ممارسات ديمقراطية؟
هذا النوع من الممارسات السياسية التي يقوم بها أحمد بلال، يخجل منها الاتحاديون، ولا تتماشى مع تاريخ الحزب وشرف الموقف والجانب الوطني للاتحاديين الذين لا يقبلون بالمشاركة الصورية والمأجورة، المسألة تتعلق بمسيرة الحزب البائسة في السنوات العشر الماضية التي لا تليق بالاتحادي وتاريخه، نحن الآن نمضي لاستعادته وكل الفصائل الاتحادية الآن تجمع على الإصلاح والوحدة، باعتبارها ضرورة ملحة، ونرفض المتاجرة بالحزب والمشاركة في جرائم تاريخية لتزوير إرادة الاتحاديين ومواقفهم، والجلوس على كلمة سواء للوصول إلى المؤسسة الديمقراطية التي لا تعبر من هذه الطرق الملتوية.
*لكنكم تحولون الصراع لصراع بين آل الهندي والحزب؟
لا.. الأمر ليس بهذه الصورة، من يقولون بذلك يحاولون استعادة تاريخ تم تجاوزه بالمبادرة نفسها والتي جاءت لتحقق الفصل بين الحزب والطريقة، والاندماج الآن عبر الوثيقة هو اندماج أفكار، هدفها الرئيس انتشال الحزب من وهدته وإعادته لجماهيره، وليس لبيت، فالحزب الاتحادي طوال تاريخه كان البيت الكبير وسيظل كذلك، والوثيقة هي وثيقة الاتحاديين وكفى.

اليوم التالي.