تحقيقات وتقارير

أزمة مواصلات.. زيادات عشوائية في التعرفة و غياب للرقابة.. ولا أحد يسمع شكاوى المتضررين يومياً


كشفت جولة لـ(المجهر) قامت بها، بموقف مواصلات “شرونى” بالخرطوم عن أزمة تراوح مكانها في المواصلات العامة، وتتفاقم بشكل خاص في الفترة المسائية وأوقات الذروة وسط تذمر واضح وسط المواطنين.
يقول “المعز حيدر” (طالب بجامعة أم درمان الأهلية) إن أزمة المركبات العامة باتت تشكل أزمة مستدامة، تبلغ ذروتها في الفترة المسائية، خاصة بموقف “شروني”. وتابع “معز” قائلاً: (لقد أصبحت تأخذ شكلاً دائماً ما سبب لنا قلقاً وهموماً من الوقوف والانتظار الممل). وقال: (أنا قاعد هنا أكثر من أربع ساعات في الانتظار.. صليت العصر والمغرب هنا في شروني وأتوقع أن نصل البيت الساعة التاسعة مساء)، وأضاف “المعز”: (يومياً تتفاقم أزمة المواصلات وتشتد علينا ولكننا ساكتين بس، إذ ليس هناك ما نفعله سوى أن ننتظر وننتظر).. وأضاف قائلاً: (نشتكي لمين عشان يحل مشكلتنا بسبب أزمة المواصلات العامة؟)، وزاد بأن أزمة المركبات العامة كادت أن تصبح شيئاً طبيعياً، يعاني منها المواطنون بولاية الخرطوم في الفترة المسائية خاصة. وتابع “معز”: (بعد دا كلو قد تجي ويضطر الشخص للجري لملاحقتها، وبعد الجري احتمال لا يجد أي مقعد).
ووصف “آدم بخيت” أزمة المواصلات العامة بموقف “شروني” ببموقف الناس في موسم الحج بمكة، وتابع: (دائماً نحن في المواصلات واقفين..!) وزاد: (اليوم، كلنا، من كبارنا وصغارنا، بسبب الانتظار الطويل، فقدنا احترام بعضنا البعض. وربنا يصلح الحال بس! لأنو مافي زول بخلي مكانه للآخر).. أما “أبو عبيدة” (طالب بجامعة السودان) فقد تساءل: (أين تشتغل المواصلات العامة بشروني؟ لأننا دائماً نجري جاي وجاي بسبب المواصلات!!). وقال “عبد الله حسن” (منظمة مجتمع المدني) وفي وجهه غضب بائن: (بسبب غياب الفكرة والضمير، سواء كان من قبل السلطات أو أصحاب المركبات العامة، غابت أي مسؤولية تماماً تجاه المواطن السوداني، الذي لا يستأهل الإهانة والوقوف الطويل). وأضاف قائلاً: (ألم تعد الحكومة بإلحاق الهزيمة بأزمة المواصلات العامة بولاية الخرطوم وتحدثت عنها أكثر من أربع مرات؟)، وزاد: (أم أنها انهزمت خلاص، بعد أن فشلت في توفير المركبات العامة؟)، وأشار إلى أن ولاية الخرطوم عادة تواجهها أزمة مسائية في المواصلات، وزاد بأن الحكومة لا تراعي معاناة المواطن الضعيف، وأضاف قائلاً: (المواطنون أيضاً لا يساعدون أنفسهم، ودائماً هم السبب، وعشَّموا ناس المركبات.. أي زيادة هم قبلانين بيها. وهذه هي المشكلة الكبرى ومربط الفرس)، على حد تعبيره.
{ حالات إنسانية في (نص الموقف)
في طرف الموقف وقف رجل يتكئ على عكاز خشبي وهو يرمق الحشود البشرية بأمل نافد، اقتربنا منه وتحدثنا معه عن أزمة المواصلات فقال سريعاً: (أنا أدعى إبراهيم فضل، وكما ترى فإنني رجل معاق وأنتظر يومياً ما بين 4 إلى 6 ساعات في موقف شروني حتى أجد “ود حلال” يحجز لي مكاناً في الحافلة حتى أستطيع العودة إلى منزلنا بحي السلمة جنوب الخرطوم)، مشيراً إلى أن أصحاب الحافلات دائما ما يتهربون من الخدمة وحتى الذين يعملون يلجأون إلى حيلة الذهاب إلى نصف المشاور بنفس القيمة.
وتقول “عفاف” (بائعة شاي) بالسوق العربي إنه من المستحيل أن تصل في وقت باكر إلى بيتها، مشيرة إلى أن أكثر الأوقات التي تعاني منها في العودة إلى المنزل هو يوم (الخميس) وهو اليوم الذي يسمونه (يوم الغضب البركاني في المواقف السودانية) لكثرة الحشود التي تملأ كل مواقف العاصمة الخرطوم… من جهتها تساءلت الطالبة “آمنة أحمد” عن السبب الذي جعل السلطات تحول الموقف ولا تستطيع توفير المواصلات للناس، لافتة إلى أنها تخرج من الجامعة حوالي الساعة الخامسة عصراً ولا تصل البيت إلا على اعتاب الثامنة والنصف أو التاسعة، مبينة أن الأمر في البداية كان يصيب الأهل بالقلق لكن مع علمهم بما يحدث في المواصلات أصبح الأمر طبيعياً، لافتة إلى أنهم كطلاب يهرب منهم أصحاب الحافلات إلى ما بعد الوقت المحدد للركوب بنصف القيمة. ولفتت “آمنة” الى المفارقات في تعرفة الركوب إلى منطقة العيلفون وأم ضواً بان وقالت: (في الصباح تكون التعرفة 5 جنيهات وتتحول مساءً إلى 10 جنيهات وهو أمر يبدو أنه بمزاج سائقي الحافلات).

صحيفة المجهر السياسي.