داليا الياس

حكاية لكل النساء !


أﺧﺒﺮﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ أنها (ﺗﺸﺘﺎﻗﻪ )! .. ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﻴﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ كونه يود أن يثبت لامبالاته .. ﻭﻟﻜنها ﻛﺄﻧﺜﻰ ﻓﺮﺿﺖ عليها فطرتها ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ مضت فى محاولتها اليائسة لإستعادته..إنصافاً لأشواقها الصادقة على الأقل .

ﻇﻞ ﻏﺎﺋﺒاً ﻋﻨﻬﺎ منذ مدة .. ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﻳﺮﺯﻕ ،وهى المعلومة التى تستقيها من توقيت ﻇﻬﻮﺭه الأخير على الواتساب الذى يدخله ويخرج منه وهو صامت فى مايلى جدارها.. ﻭﻗررت هى على مضض ﻤﺠﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ ذلك ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ لتنتصر لكرامتها نوعاً ما !
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻮﻣﻪ وترجوه .. ﺗﺨﺒﺮﻩ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ .. ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻻ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ يوماً ﺿﻌﻴﻔﺎً ﺟﺪﺍً ﺃﻣﺎﻡ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﺗﻮﺳﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ .. ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ وبأن عناده الذكورى هو السبب…ثم لا يلبث أن يمعن فى الغياب ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻠﺖ ﻳﺪﻫﺎ ويخرج من مدارها العاطفى. ﺫﺍﻗﺖ ﻣﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ .. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ .. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓﺮﺣﺎً ﻛﻄﺎﺋﺮ ﺟﺮﻳﺢ ﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺣﻪ وتمعن فى إدعاء السعادة التى لا أظنها تنمو بلا أمان ..

ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﻻ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ الصبر والإحتمال بهذا ﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ .. ﻓﻬﻲ قد تصبح بغته ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻦ حين تضج من هوانها .. ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺼﻤﺖ ﻣﻄﺒﻖ ونظرات عميقة واثقة ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟها ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﻗﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺒﺘﻌﺪ ولن تستطيع الفراق !!
ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ولأسباب تافهة لاتستحق .. ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻨﺴﻴﺎﻧﻪ .. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺬﻛﺮﻩ .. ﺁﺧﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﻟﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻻﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺗﻪ ، ﺣﺎﻻﺗﻪ ، ﺻﻮﺭﻩ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﺤﻴﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻬﻤﻬﺎ .. ﺻﺎﺭﺕ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﺘﺬﻛﺮ ﺣﻤﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ .. ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻥ ﺃﺣﻼﻡ ﻣﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﻲﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ( ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺑﻜﻴﻨﺎ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎً ) .. ﻭﺃﻥ ﺃﺣﻼﻡ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ( ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ( ..

ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ كونه الخيار المنطقى الأفضل…فهى لن تظل جارية فى بلاط جلالته طوال العمر.
بدأت ﺗﻔﻘﺪ فعلياً ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ عتابه….وذلك يعنى بوضوح أن ﻫﺬﺍ الشخص لم يعد ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻨﻴﻚ .. فأﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍل عن أحدهم وتقصى أخباره معناه أنك قررت ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ..، ﺃﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ الإتيان بأى ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻙ ﻛﺄﺷﻴﺎﺀ لاتستحق عناء المحاولة.

ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ…. فقط جربته من باب المعاملة بالمثل…وإحتاجت جهداً كبيراً لتصمد. …. على أمل ألا يتجاوز صمتها كونه ﻗﻄﻴﻌﺔ ، أوﻫﺠﺮﺍﻥ عارض، ولكنه تحول عملياً إلى ﻓﺮﺍﻕ ..!! يمنح من ﻳﺤﺴﻦ إﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ القوة…. ويصبح الصمت يوماً ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ !
ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺻﻤﺘﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﺑﺼﻤﺖ ، ﻳﺤﺐ ﺑﺼﻤﺖ ، ﻳﻌﺎﺗﺐ ﺑﺼﻤﺖ .. ﻳﺆﺫﻱ ﻭﻳﺠﺮﺡ ﺑﺼﻤﺖ ، ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺑﺼﻤﺖ ، ﻳﺨﺴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﺼﻤﺖ .. ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺻﻤﺘﻪ ، ﻷنها ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻬﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﻣﺖ،.وتحتمل صمته العنيد ،ﺭﺣﻠﺖ ﺑﻌﻴﺪاً ﻟﺘﺴﺘﺨﺪﻡ ﺻﻤﺘﻪ ﻓﻲ نسيانه!!

تلويح:
الصمت أبلغ حين لا نقوى على نطق العبارة!

اندياح – داليا الياس
صحيفة آخر لحظة