محمد عبد الماجد

لو كان (الصمود) (امرأة) لقلنا هي (عفاف الصادق)!!


(1)
> يحكي الفنان أبوعركي البخيت (حكاية عن حبيبتي) ، كواليس الأغنية التي كتبها الراحل سعد الدين إبراهيم، فيقول أبوعركي إنه عندما رحلت والدته من هذه الفانية، انقطع عن الغناء وابتعد في عزلة ضرب فيها (الحزن) بقوة على أبوعركي البخيت بسبب فراقه لوالدته والتي كانت قريبة منه بشكل كبير.

> أبوعركي البخيت وقتها كاد أن يعتزل الغناء، إلى أن أعادته أغنية (عن حبيبتي بقول لكم) ،والتي وجد فيها أبوعركي البخيت (صورة) والدته وهو يغني (أنا بحكي ليكم عن حنانها) ،و(ساوّا ليكم بإيدها شاي) ، كان البخيت يرى والدته في هذا النص ويتذوَّق (شايها) في تلك الكلمات.
> أجبرته هذه الكلمات على أن يضع لها لحناً وأن يتغنى بها بذلك الإحساس العميق.
> الآن ترى من يعيد أبوعركي البخيت ومن يخرجه من (جب الحزن) هذا وهو يفقد رفيقة دربه وعمره الدكتور عفاف الصادق حمد النيل؟.
(2)
> نحن نقرأ عن الكثير من (المواقف) القوية وعن (السيدات) ، اللاتي حق للسودان الافتخار بهن والتوقف عندهن.
> ونقرأ كثيراً عن مواقف (الصمود)، والمرأة (المدرسة).
> ونقرأ عن تطلعاتنا في الثقافة والأدب في امرأة (مسرح) ، وامرأة (موقف).
> ولا نجد أفضل من الدكتورة الراحلة (عفاف الصادق حمد النيل) إذا أردنا أن نجسِّد كل هذه المعاني والمواقف في (امرأة) من لحم ودم.
> امرأة اكتفت أن تقدم للناس (مواقفها)..وأن تكون (الصمود) لو أنه امرأة.
(3)
> لم تكتفِ عفاف الصادق أن تكون سنداً وعوناً لزوجها الفنان أبوعركي البخيت في مسيرته الفنية.
> لم تكتفِ بدورها العظيم الذي قامت به في المسيرة الفنية لفنان وضع بصمته الكبيرة في الوجدان السوداني.
> هي كتبت له بعض أغنياته المتوهجات ، وكانت مهلمته التي يتغنى لها..فعلت كل ذلك ، وكانت مع ذلك شريكاً أصيلاً له في (لقمة العيش) الكريمة التي خرجت عفاف من أجلها وتغربت خارج الوطن من أجل مشاركة أبوعركي البخيت في المعاناة التي تعرض لها الفنان أبوعركي، فكانت له المعوّض والملاذ الذي لجأ إليه، فهوَّن عليه كل ما تعرض له من ضيّق وملاحقات.
> فعلت عفاف الصادق ذلك بتميزها (الأكاديمي) وبثقافتها العالية ووعيها الكبير.
(4)
> إذا نظرت الى مسيرة أبوعركي البخيت لا تستطيع أن تفصل عنها الدور الكبير الذي لعبته الدكتورة عفاف الصادق في أن يصل أبوعركي البخيت الى هذه المكانة السامية موقفاً وفناً.
> لقد قدمت لنا الراحلة عفاف الصادق الأنموذج الأفضل للمرأة السودانية عندما تكون (زوجة) بتلك الدروس.
> نحن في ثقافاتنا السودانية وفي تقاليدنا وأعرافنا، نقف عند المرأة (الأم) ، ولنا في ذلك الكثير من الإشراقات والأمثلة.
> ونقف كثيراً عند المرأة (الأخت) ، وما قامت به من تضحيات ومواقف.
> ولكن لشيء في نفس يعقوب أو لحرج منا، لا نقف عند المرأة (الزوجة).
> أحسب أن الدكتورة عفاف الصادق مثالاً مشرفاً وباذخاً للمرأة (الزوجة) إذا نظرنا للثنائية الرائعة التي كانت بين أبوعركي البخيت وعفاف الصادق.
> هي فتح في هذا المجال ، يبقى للفخر والاعتزاز.
> نسأل الله لها الرحمة والمغفرة ولأبي عركي البخيت وأبنائه الثبات والصبر والسلوان.
> ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

محمد عبدالماجد – صحيفة الانتباهه.