زاهر بخيت الفكي

جبتها من وين يا مُبارك..؟


من أين يأتِ هؤلاء بهذه النسب ..؟
السيد مُبارك الفاضل رئيس حزب الأمة المُنشطِر من حزب الأمة الأصل والمُشارِك حديثاً في حكومة الوفاق الوطني وزيراً للإستثمار ونائباً لرئيس الوزراء القومي جاءنا بنسبة يؤكد فيها أنّ نسبة من لا يستهلكون الخُبز من مواطني السودان ومن لا علاقة لهم ألبتة به تصل إلي 65% من جُملة سُكانه ، هذه النسبة تقترب كثيراً من نسبة مُعتز موسى وزير الموارد المائية والكهرباء والتي أعلنها (قريباً) أمام البرلمان وفيها أنّ 62% من الشعب لا يتمتعون بخدمات الكهرباء ، وهذا يعني أنّ من يتمتعون بالخُبز والكهرباء أقل من 40% من جُملة السُكان..

وللنساء في المؤتمر الوطني أيضاً نسب مُعلنة خاصة بهنّ وبدرية سليمان نائبة رئيس البرلمان أعلنت من قبل بلا تردد ودون مُقاطعة من أحدٍ من النواب أو نفي من ديوان الزكاة أو الموسسات الأخرى ذات الصلة بمعاش المواطن أنّ نسبة الفقر في بلادي تصل إلى 75% وشاركتها البروفيسور سعاد الفاتح البدوي البرلمانية أيضاً في نسبتها وهي تُصرِح (مُشاترة) بصوتٍ عالٍ لم يرُد عليها أحد من زملاء برلمانها بأنّ 75% من شعبنا الكريم ليسو بفقراء بل (لصوص) يتخذون من السفِح واللفِح حرفة لهم سخِر الناس من حديثها ولم يؤاخذوها عليه احتراماً لسن الشيخوخة التي لم تُقعدها عن (الكنكشة) في المناصب ..

لم يعُد المواطن يهتم كثيراً بالأرقام والنسب التي يذكُرها وزراء ومنتسبي المؤتمر الوطني ممّن يشغلون المناصب الدستورية وقد تشابهت عليهم الأرقام والنسب لفقدانهم للبوصلة وللرقيب ولمن يُحاسِب على كثرة القول وقلة الفعل ، وكم من مرة جادلنا فيها أهل الزكاة وأنكرنا عليهم نسبة الفقر التي ظل الديوان يُعلِن فيها والتي تقترب من نصف السُكان باعتبار أنّ نسبة الفقر (المُشاهد) والمحسوس لدينا بين الناس أكبر بكثير من نسبتهم تلك..

لم تكُن نسبة مُبارك الفاضل تشبه غيرها ولم نكن لنقف عندها أو نهتم بها لو جاء بها أي من وزراء المؤتمر الوطني حتى لو جاءت على لسان وزير الثروة الحيوانية ، بأي لسان تحدث لنا السيد الفاضل بلسان حزبه (الصغير) أم بلسان وزارة الأستثمار أو تحدث لنا باعتباره نائباً لرئيس الوزراء أم استعار لسان الناطق الرسمي للدولة يُخبرنا به عن هذه النسبة (العجيبة) وعن فوائد رفع الدعم العظمى عن الدقيق المُهرَب مُعظمه إلى خارج السودان عندما كان مدعوما ، وليته حدثنا عن مصدر نسبته الكبيرة وعلى أي شئ يا تُرى يعتمد أل 65% ديل في مأكلهم وقد قضى من ارتضى مُشاركتهم الحُكم ومن يُدافع عن سياساتهم بصراعاتهم على معظم الريف وأهله ومن كانوا يعتمدون على بدائل أخرى غير الخُبز..

أطرف ما قرأت عن تهريب الدقيق ..
عجباً يُحدثنا السيد مجدي عبدالعزيز محافظ أم درمان في صفحته في الفيسبوك بأنّ الدقيق إرتفعت أسعاره في الكاميرون بسبب رفع الدعم عنّه في السودان..

وكان الله في عون الوطن والمواطن..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة