رأي ومقالات

الاعتذار الذي صدر من قاسم بدري، اعتذارٌ مُبهمٌ وغامض، وبه نفَسٌ استعلائيٌّ ومُحسّن تبريري


(مع بابا قاسم تاني)!
-1- لا أعرف بماذا يُمكن تشبيه الأخبار والأحداث، التي تجد مساحةً كبيرةً من التداول في وسائل التواصل الاجتماعي، ثم سرعان ما تتلاشى وتختفي كألواح الثلج.
يحدث ذلك، حينما يأتي خبرٌ أو حدثٌ آخر، يحتلُّ مكان السابق، من حيث الإثارة وكثافة التداول.
بعد 48 ساعة من نشر هذا العمود، لن تجد لقضية صفع وركل (بابا قاسم) لطالبات الأحفاد، ذكْراً في الإعلامَيْن التقليدي والحديث.
انتهى العرض والعاقبة عندكم في وقائع وأحداث أخرى.
لا عبر مستقاة، ولا قرارات ناجزة، ولا دروس مستفادة.

-2-
أسوأ ما في هذا الحدث الأحفادي، اختزاله في دراما مقاطع الفيديو. الأمر أخطر وأهم من ذلك بكثير.
الأزمة في ذهنيتين:
الأولى/ الذهنية التي أنتجت الفعل وداومت عليه خلال خمسين عاماً.
الثانية/ الذهنية التي تعاملت معه كفعل أبويٍّ طبيعيٍّ وعاديٍّ، لا يستحقُّ الاستهجان.

بروف قاسم بدري، في كُلِّ الحوارات التي أُجريت معه، أوضح بجلاء وسفور، أن ما حدث ليس أمراً انفعالياً عارضاً، بل هو منهجه في التعامل مع الطالبات منذ نصف قرن!
-3-
الاعتذار الذي صدر من قاسم بدري، اعتذارٌ مُبهمٌ وغامض، وبه نفَسٌ استعلائيٌّ ومُحسّن تبريري.
من أول كلمة في البيان، حتى التوقيع الأنيق في الخاتمة، أوضح أن الرجل يعتذر حصرياً عن ما حدث يوم الأربعاء، ووثقته كاميرا هاتفية ناعمة وأطلقته في الفضاء العام.
بروف قاسم، لا يعتذر عن السلوك المُستمرِّ منذ عقود، والمنهج المُحصَّن بالآيات القرانية (واضربوهن).
-4-

حتى هذا البيان المُقتضب، والمُبهم والذي أُضيف إليه قدرٌ من التبرير المالح، من الواضح أنه اعتذارٌ اضطراريٌّ بسبب ما أثارته مقاطع الفيديو من عواصف إسفيرية داخل السودان وخارجه، وليس ناتجاً عن قناعة مُتغيِّرة أو صحوة ضمير مفاجئة.
ورود صفة وعنوان (إلى من يهمهم الأمر)، في البيان تكشف الغرض من الاعتذار.
لو أن الرجل جادٌّ وصادقٌ مع نفسه والآخرين، لعرف أن ما حدث فعلٌ عامٌّ أساء وجرَّح كُلَّ من اطَّلع عليه أو سمع به أو قرأ عنه في الفضاء الإنساني العريض.
لم يمضوا بعيداً، من ظنوا أن (من يهمهم الأمر) المعنيِّين بالرسالة، هم المانحون من الفرنجة أصحاب الدعم والتمويل والناشطين في المنظمات الجندرية!
-5-
أكثر ما كان مُفاجئاً بالنسبة لي، صمت وزارة التعليم العالي وعدم تعليقها أو تحرَّيها لا عن حادثة الأربعاء؛ ولكن عن المنهج السلوكي والإداري الذي تُدار به الأحفاد، وكشف عن تفاصيله (بابا قاسم) في أربعة حوارات في يوم واحد، حين قال في حوار (السوداني): (أنا أعمل العايزو، ومافي زول بقول لي عينك في راسك).
البيان الصادر من مجلس أمناء الجامعة، جدَّدَ الثقة في بروف قاسم على ذات المنهج القديم (يعمل العايزو ومافي زول يقول ليه عينك في راسك)!

لو أن وزارة التعليم العالي لها رقابة ومتابعة، لِما يحدث داخل الجامعات الأهلية والخاصة؛ لما تجرَّأ بروف قاسم على التمادي في الأفعال الطائشة والأقوال الفجة السقيمة.
-أخيراً-

أهم ما في مقاطع الفيديو، أنها نبَّهت المجتمع ومن (يهمهم الأمر)، لبعض ما يحدث داخل أسوار الجامعات الخاصة، لعل ذلك يفتح باب البحث والتحقيق في ما هو مخفيٌّ وبعيدٌ عن الكاميرات، غير الصفع والرَّكل والإساءات اللفظية.
جامعة الأحفاد وجامعاتٌ أخرى، في حاجة لدراسة تقييمية علمية مُنصفة غير مُنحازة ولا مُعادية، وبعيدة عن أجندة التنافس في سوق التعليم لتُميِّز الطيب عن الخبيث.

ضياء الدين بلال


‫12 تعليقات

  1. ضياء الدين بلال
    من الأسماء التى صنعتها الإنقاذ
    يكتب كأنه صحفى كبييييير ولا هو بالكثير ولا يحزنون.
    الأحفاد قلعة للمعرفة والعلم والنهضة وما صنع فى سنوات لن يلغيه قلمك الصغير
    أسأل عن عشرات بل مئات الطالبات الألي درسنا على نفقة الأحفاد فى منح
    هل منعت طالبة من دخول إمتحان لأنها لم تكمل الرسوم
    أسأل عن عشرات العمال والعاملات الذين قامت الأحفاد بتعليم أبنائهم وحولت حياة الأسرة من حال إلى حال
    وأسأل عن الرحلات الميدانية التى علمت أهل السودان فى النجوع والبوادى الكثير من أمور الحياة
    أين كتاباتك أيها الصحفى الهمام عن معاش الناس وعلاجهم وتعليمهم .
    ضياء الدين بلال صحفى صناعة صينية
    اكتب بضمير ففى السودان الكثير من الأمور المهمة

    1. مهما كان خلافك مع ضياء الدين بلال فدفاعك وتبريرك للفعل المشين الذى قام به هذا الكهل القمئ مرفوض ومستهجن وإعتذاره ايضا مرفوض. ولو كان يملك ذرة من الضمير لقدم إستقالته وهنا يمكن تفسير ذلك بالإعتذار الشجاع والمقبول. أم قولك بأن الأحفاد قلعة للمعرفة والعلم والنهضة فأمر فيه نظر والشبهات التى تحوم حول هذه المؤسسة أكبر بكثير عن تصور وإنخداعك بظواهر الإمور لابجوهرها

  2. قاسم بدري اب مع ابناءه او استاذ مع تلاميذه لاضير فليفعل مايشاء ان كنتم تقولو الحفيقه انظرو لتعامل الشرطه مع الطلاب ضرب بالعصي والسياط ولاصحفي واحد يقدر يكتب عن تجاوز الشرطه في التعامل مع الشعب اما قاسم فهو الحيطه المايله

    1. خلاص جيب بناتك وسلمهم لبابا قاسم بدرى وخليهو (يفعل فيهم ما يشاء)

  3. ما قصرت واسمعت لو خاطبت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي..وما زالت الاقلام تدافع عنه..وليس النقد للتصرف الذي بدر من البروف ولا الاعتذار المبطن بعدم الاعتذار تبخيسا لدور الجامعة او المؤسس..

  4. تسكت بس يا الضوء و إلا بحرش ليك الهندي عز الدين يمرمط بيك الواطه

  5. يا استاذ ضياء يا اخي خلاص هريتنا بالموضوع
    يا اخي انسان اعتذر مع اني مع انه ما كان ليعتذر ولكن حتى تنتهي الحالة اعتذر والطالبات قبلن والكل نزل دراسته وشغال ونسوا الموضوع انت مالاقي ليك موضوع
    يا اخي امرق شوف الدولار ماشي وين وصل 33 ولا ما سمعت بيه
    زمان قلت انكم صحفيون وهم فمايهم المواطن عندكم في الدرجة الثانية من اولوياتكم ولكن مواضيع الالهاء والخرمجة تعجبكم وتطاردوها .. بلد في شنو وانت قاعد تلوك في لبانة قاسم بدري وكل مرة بعنوان جديد ..
    يا اخي بسبب او بدون سبب نحن المشاكل محاوطة البلاد من كل جانب وانت قاعد تكتب في كفتها وما كفتها واعتذر وما اعتذر ,, ايه السطحية دي

  6. االمنافق الدجال .. قبيح الخلقة و الفعال .. الأجوف الطبال .. والله وتالله هذا زمن المهازل .. الأنقاذ كلها سوءات واسوأ ما فعلته بهذا الوطن ان جعلت من هذه القاذورات والنفايات اسماء فى صحافتنا !!!!

  7. الاعتذار الذي صدر من قاسم بدري، اعتذارٌ مُبهمٌ وغامض، وبه نفَسٌ استعلائيٌّ ومُحسّن تبريري.
    ………….
    أوافقك 100%
    من العجيب والمستنكر لشخص ذكي يمتلك هذه القدرة فوق المتوسطة لقرائة الاحداث و تحليلها واعادة صياغتها أن يوالي الانغاز و الكيزان
    الأخ ضياء متمكن و كتاباته عميقة المعنى سليمة اللغة و تدل على انه انسان فاهم واستغرب كيف لانسان ذكي ان ينحاز للانغاز و عسكرها و كيزانها
    مشكلة ضياء ليست مثل الهندي مثلا فالهندي ركيك اللغة و عديم الفهم مجرد مستنفع غبي لا يمتلك الادوات اللازمة ليكون صحفي و لكن الظروف وشخصيته الخبيثة و وضع اسرته ربما ساعدته لذلك ضياء العن وا اخطر من الهندي و موضوعه ليس طمع و قروش فحسب ولكن الموضوع له علاقة بالشيطان الرجيم

  8. ربما ضياء يشعر بالذنب من موالاته للانغاز و ما صدق لقى موضوع يقف فيه مع الحق و لا ينتقد الانغاز بشكل مباشر عشان كدة ما حيفكو الا تجيهو اوامر يفكو او ينتهي منو تماما
    او كمان بنته او اخته تدرس هناك و خايف عليها من الكفيت و الرصيع المتلفز ده صورة و صوت
    طبعا وهمة انه الاحفاد منبر للمناداة بحقوق المرأة والاستنارة ده حنك بيش و معظم الذين يرسلون بناتهم للدراسة هناك دافعهم الاساسي عدم الاختلاط والونسة مع الاولاد في الكفتريات ليتفاجئوا بان بابا قاسم يتحسس مؤخراتهن و اردافهن و يحشر اصابعه في جيوبهن ويخضعهن للتفتيش على يديه بحثا عن الموبايلات و ايضا يصفعهن و يشلتهن
    كان احسن ليكم ترسلوا بناتكم الجامعات العادية محل الواضح و ما فاضح حيث لا يتم تعدي الخطوط الحمراء و اذا بالغت حيعزموها في كافتريا و تلقالها عريس بدل تتخرج من كنيسة بابا قاسم بايرة لم تنل من الرجال حظا سوى تحسس اصابع بابا قاسم المرتجفة لمواضع انوثتها