صلاح حبيب

لمصلحة من الحرب مع اريتريا أو مصر؟


بدأت جهات غير معلومة تدق طبول الحرب مع مصر أو اريتريا وبدا التصعيد ووصل قمته بالحشود التي قام بها السودان على جبهته الشرقية، فالسودان الذي يعد الدولة الوحيدة التي تنعم بالأمن والاستقرار الآن تحاول بعض الجهات أن تفسد هذا الجو بإثارة الصراع بينه وجيرانه مصر التي لم تصل معها المشاكل في أي نظام حكم كما الآن فمهما اختلفت الدولتان ولكن لم تصل إلى حشد الحشود أو دق طبول الحرب بينهم، ولما كانت مشكلة حلايب إبان الديمقراطيات السابقة ذهب “عبد الله خليل” بجيشه إلى المنطقة المتنازع عليها، ولكن كانت حكمة الرئيس الأسبق “عبد الناصر”، الذي نزع فتيل الحرب بينهم، وعادت العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين بل أفضل عما كانت عليه، والسودان ومصر مهما اختلفا فالمياه دائماً تعود إلى مجراها الطبيعي.. والسودان وقف إلى جانب مصر “عبد الناصر” عندما انهزم جيشه، فجاء إلى الخرطوم التي استقبلته استقبال الفاتحين وليس المنهزمين، والخرطوم أول من أعادت العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية في الصُلح الشهير، الذي قام به المحجوب رئيس وزراء السودان آنذاك، بين “عبد الناصر” والملك “فيصل”، فالسودان عُمره لم يكن صاحب عداء مع الجارة مصر بل كان المضحي من أجلها، ولذلك لا اعتقد أن حرباً بين البلدين ستقع مهما بلغت حدة الصراع بينهم، إلا أن هناك جهات تحاول أن تصطاد في الماء العكر، فزينت أن هناك مؤامرة مصرية اريترية تستهدف السودان، وهذه الجهة لها مصلحة أن تزداد حدة التوتر بين الدول الثلاث، إذا أبعدنا إثيوبيا وهي أيضاً من الدول التي يقال إنها واحدة من المستهدفين في هذا الصراع، فاريتريا من دول الجوار التي لم تقع بيننا وبينها عداء بل السودان من الدول التي ساهمت في تنصيب “أفورقي” رئيساً لها بل “أفورقي” انطلق من الخرطوم ليتسلم زمام الحكم الاريتري ولذلك لا اعتقد أن هناك مشكلة بين البلدين حتى تصل إلى المواجهة المسلحة، ولمصلحة من تلك الحرب بين الأطراف الثلاثة؟ فهم الأقرب إلى بعضهم البعض شأنهم شأن الإخوان الذين يختلفون ثم يصطلحون، ولذلك لابد أن تعرف الجارة مصر والجارة اريتريا أن هناك جهات تحاول أن تستغل المناخ الصحي بالمنطقة، وتحاول أن تعكره بالإشاعات والوشايات، فالشعب الاريتري معظم أبنائه الآن موجودين بالسودان، يعيشون كما يعيش السودانيون يأكلون ويشربون ويعملون ولا أحد يسألهم أو يحاول طردهم، ولذلك نحن في حاجة إلى معرفة تلك الجهات التي تحاول إثارة المشكلة بيننا وبين أولئك الجيران أو الأصدقاء، فالصراع لماذا بيننا والجيران؟ ولماذا السودان بالذات؟ حتى الأزمة الاقتصادية التي نعيشها الآن في ظني أنها أزمة تدخلت فيها أصابع خارجية، وإلا لماذا يتصاعد الدولار مقابل الجنيه في كل يوم وبهذه الوتيرة السريعة لو لم يكن لتلك الجهة هدفاً محدداً، فالسودان ومصر واريتريا وإثيوبيا من المفترض أن يعقدوا حلفاً مشتركاً بينهم من أجل استقرار البلدان جميعاً والعمل على الاستفادة من خيرات بعضهم البعض فمصر تجاوز عدد سكانها التسعين مليون نسمة، وإثيوبيا قارب عدد سكانها أن يصل المائة مليون أو يزيد، أما السودان واريتريا الإثنين مجتمعين لم يصلوا الخمسين مليون نسمة ولذلك لابد أن يستفيد الجميع من بعضهم البعض بدلاً من الدخول في مواجهة لا فائدة منها، ولمصلحة من تلك المواجهة؟ إذاً لابد من عقلاء يعملون على نزع الفتيل قبل أن يتدمر الكل.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي


‫3 تعليقات

  1. برافو يااستاذ صلاح…. ياريت الوطنين فى كل البلاد التى ذكرتها يتأملون مقالك…وهذا ماأكده الرئيس عبد الفتاح السيسى من يومين…. ولله الامر من قبل ومن بعد…-شعوبنا تستحق السلام والحياه

  2. لا ادري لمن موجه هذا السؤال ؟؟ هل للسودان الذي وجد نفسه مضطرا لحماية ارضه ام لمصر واريتريا اللتان اراداتا بسبب سد النهضة عمل اي عمل يشغل الدولتين .اثيوبيا والسودان ..
    اذا مصر متعنتة و مصرة في تعامل السودان على انه دولة صغيرة ويجب ان يكون تابع لها ماذا تريدنا ان نفعل واذا كانت اريتريا انصاعت للحريش المصري فكيف نواجهها ؟؟
    السودان لا يلام على اي خطوة يخطوها لتامين اراضيه وسلامة موارده وايقاف التهريب لارتريا الذي كان السودان يغض الطرف لانه يعلم الحال المعيشية فيها .ز
    اما بخصوص تاساؤلاتك فقد اجبناك انها مصر التي لاتريد خير للسودان ولا امنا ولا استقرارا سياسيا ..
    اما الدولا فكما قلت من قبل في احد تعليقات ابحثوا عن المخابرات المصرية هل لها عملاء بشراء الدولار من السودان وارساله لمصر وربما يتم الشراء بعملة سودانية مزيفة مطبوع في مصر وترحل عبر تجار الابل والمواشي .. واشك شكا كبيرا ان هناك جهات في الحكومة متواططئة مع جهات اخرة لاستمرار ارتفاع الدولار وبالتالي الغلاء الذي يؤدي خروج الشارع ..