مقالات متنوعة

شليل وينو


اللعبة الشعبية القديمة هل تذكرونها؟؟.. يرمي احدنا بقطعة عظم الى البعيد.. ومن ثم نبدأ في البحث عنها مرددين (شليل.. وينو.. أكلو الدودو.. شليل وين راح.. أكلو التمساح.. شتتلو العيش.. أكلو الدحيش).. حتى يجدها أحد الصغار.. فيصيح للبقية بأنه وجدها.

تذكرت شليل والبحث عنه.. وأنا أهم بالكتابة عن عائدات الذهب.. وغيابه عن موازنة 2018.. فقاربت أن أصيح (شليل وينو؟).. ذلك أنني فكرت وبصرت كثيراً ولم استطع (بلع) قصة الابعاد من الموازنة دي. لذلك بالإشارة لما سبق ( قصة شليل وكدا).. وبناءً على تلك (الغبينة) الجاثمة على صدورنا.. نود.. نحن المواطنون.. مناقشة قصة الذهب المستبعد من الموازنة.. تحت شعار (يا غرق.. يا جيت حازما).

الذهب هو المورد الوحيد الذي نسمع عنه.. ولا نرى له تأثيراً على الاقتصاد. كل يوم نقرأ في الشريط الإخباري (انتاج كذا طن من الذهب).. أو تعاقد شركات أجنبية للتنقيب عن الذهب.. أو تصدير كم طن من الذهب.. ونحن صابرين.. في انتظار أن يصرخ أحدهم ويقول (لقيت شليل).. أقصد وجدت أثراً لإنتاج الذهب.

حسب إفادات السيد وزير المالية الاتحادي.. أن الذهب مستبعد من الميزانية لتذبذب أرباحه.. هل هذا يعني.. أن الدولة ستوقف عمليات التنقيب؟ وانه لن تكون هناك مبيعات للذهب؟ وبالتالي لن تكون هناك إيرادات؟؟ طبعاً.. لا.. وأبداً لا.. لكن المعنى الذي وصل الى عقلي الصغير الذي لا يحتمل.. انه ستكون هناك إيرادات.. ومبيعات.. لكنها لن تدخل الموازنة لأنه ليست هناك تقديرات واضحه لهذه المدخلات. طيب.. لماذا لا يتم دعم المواطن مباشرة بمبالغ مالية شهرية.. (كاش عديل) تعينه على موجة الغلاء التي حدثت نتيجة لرفع الدولة يدها نهائياً عن غذاء المواطن وتحرير سعر القمح؟ ما هو المانع؟؟؟ كل الدول تفعل ذلك.. إن كان على شكل دعم الشرائح الفقيرة.. أو دعم العاطلين عن العمل.

طيب.. الاحتمال الثاني.. أن التنقيب يتم.. لكن لا يوجد بيع.. (ودا مستبعد أصلاً).. لكن دعونا نفترض ذلك ..هل سيتم اعتماد الذهب في البنك المركزي كغطاء للعملة بمعنى العمل بقاعدة الغطاء الذهبي للعملة.. بحيث يحتفظ البنك بمقابل ذهبي لأي عملة تطبع؟ هذا النظام رغم قدمه الا انه يضمن للعملة الوطنية استعادة عافيتها تدريجياً.. وبالتالي ستخف معاناة المواطن اذ سيتوقف ارتفاع الدولار الجنوني.. ونعيش في تبات ونبات. طيب السؤال المفصلي هو اذا لم يتم هذا ولا ذاك.. أين تذهب العائدات حينها؟؟ يلا دا بالذات.. نود أن يجيبنا السادة في وزارة المالية وبنك السودان المركزي.. اذ تصادف أننا شعب السودان دا.. نحن الملاك الأصلييين لهذا الذهب.. تخيلوا؟؟

ختاماً.. (تفاصيل قولي والمجمل).. إن تم بيع الذهب.. فدعم المواطن المباشر أولى به.. وإن لم يتم.. فدعم العملة الوطنية أولى به.. وإن لم يحدث هذا ولا ذاك.. فإنها وأيم الله الكارثة.. وشكلنا سنردد طويلاً (شليل وينو.. أكلو الدودو.. شليل وين راح.. أكلو التمساح).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. ((شكراً جزيلاً…لوكاشينكو)):- ١٥/ ١ /٢٠١٧
    تجتهد وزارات النفط والمعادن في بلدي، إجتهاد يُحسب للقائمين حالياً وكذلك من سبقهم في هذا المضمار و بالنسبة للبترول فمنذ منتصف التسعينيات تقريباً شُفِطت من باطن الأرض وبوتيرة مُتسارعة مئات الآلاف من براميل الذهب الأسود فدرّت من( أبو صلعة الأخضر)، لخزينة الدولة أوما يُفترض أنها(مُفحضة) الدولة ومن ديك وعييك نسيينا ذهبنا الأخضر فذهب لحال سبيله من الإهمال الذي يمكن أن يكون مُتعمداً فصرنا نستورد ما نسُدُ به رمق الجوع من قمح وأشياء أخرى. ولكن بذهاب جنوب السودان بانفصاله استأثرت دولة جنوب السودان بالنصيب الأوفر من مشفوط باطن الأرض لأن (الضرع) في صدر الجنوب أكبر. وبعد ذلك فتح الله عيوننا على الأصفر(سيد الإسم ) وهو شقيق الذهب الأسود ولكنه يُشفط وسيد الإسم يُقلع قلع. ولكن برغم الشفط والقلع الذي موُرِس من خيرات باطن أرضنا فلم ينعكس ما ورّده الذَهبين(أسودُهما وأصفرُهما) على أخونا مُحمُد أحمد في حياته الصِحية ولا التعليمية لأبنائه ولا تعدّلت قُفة الملاح فوصل الحال بأن لا يملأ مُحمُد أحمد وعاء بطنه إلا بوجبة واحدةنهارية و أخرى ليلية إذا ما وجد لها سبيلاً وقد تكون الوجبتين غير مُشبعات ولكن ليس من باب ( ما ملأ إبن آدم وعاءاًً شراً من بطنه)، ولكن لعدم كفاية ما يكسِبه من سعيه طوال اليوم رغم ما يدُرهُ حلْبُ الأرض من الذهبين بعكس لما كُنّا نعتمد على ( ذهبنا الاخضر) بسواعدنا الخضراء. وإذا سُئل مُحمُد أحمد أين يُصرف ريع الذهبين لتدّلى فكه الأسفل ذهولاً ، وهو يعلم أين يذهب الريع؟.لذلك يشكُر مُحمُد أحمد الرئيس لوكاشينكو( رئيس بيلاروسيا) عندما خاطب البرلمان في السودان بالنيابة عن مُحمُد أحمد وسأل النواب مُتسائلاً:- عن إنتاج ما قِيل عنه ثمانون طناً من الذهب ؟ لأنه لم يرَ انعكاسأً لهذه الأطنان الذهبيةفي الشارع السوداني؟؟!!! شُكراً لوكاشينكو لأنك أحسستَ بما يُعاني منه مُحمُد أحمد لما يفوق العقدين من الزمان ولم يجد من يُواسيه و يُطبطِب على كتف اليتيم الذي ضاع من جور اللئيم باستباحتِه ظاهر الأرض فذهب بأخضر ذهبها وغاص باطنها فلم ينوب مُحمُد أحمد شيئاً من ذهبيَها أسودهما ولا أصفرهما ، و يا سعادة الرئيس لوكاشينكو لو أنت وجدت إجابة لسؤالك لوجد الاستاذ الفاتح جبرا إجابات لأسئلته ذات الواوات العديدة خلال السنوات الأخيرة .مرة أخرى شكراً لوكاشينكو لطرحك هذا السؤال فلربما تجئ الأيام بالإجابة!!!!!
    —————
    ملحوظة:-هذا الموضوع مكتوب في يناير ٢٠١٧م.