تحقيقات وتقارير

عقب الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد… مُواطنون وعلماء اجتماع يطالبون بعودة (زواج الكورة)!!


ارتسمت على وجهها ابتسامة وهي تقول لوالدتها (أمي جاني عريس)، وفوراً انهالت عليها والدتها بالأسئلة (ولد ناس منو، وعندو شنو، بيتو وين، سايق شنو وعامل ليك العرس وين، وبدفع فيك كم) عندها لم تستطع البنت الاجابة عللا أسئلة والدتها واكتفت (بتصفيق) يديها والخروج، بالمقابل، كثرت متطلبات الزواج خلال السنوات الأخيرة وأصبح (البذخ) هو سيد الموقف، ذلك الشيء الذي يتعارض تماماً مع الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد مؤخراً، مما يؤكد ويشير إلى احتمالية عودة الكثير من مظاهر الزواج السودانية القديمة العفوية والقليلة التكاليف.

(1)
حول الموضوع ابتدرت حاجة غناوة حديثها لـ(كوكتيل) قائلة : (في السنوات الأخيرة بقى عادي جداً نسوان بجيبن موية رمضان مطبخ متحرك وشنطة للعريس وشيلة عديل غير الأبري والنواشف بس للبوبار) ، مضيفة: (هناك أسر تضع مثل تلك الأشياء البذخية شرطاً أساسياً لإتمام مراسم الزواج وهناك أسر أخرى ليس لديها استطاعة لفعل كل هذه الأشياء لكنها مجبرة على التقليد)، مختتمة: (أتمنى أن يحدث تغيير عاجل وأن تعود العادات الجميلة كما كانت خصوصاً (عرس الكورة) والذي وصفته بالطريقة الملائمة للوضع الحالي والحل المناسب لمعالجة عزوف كثير من الشباب عن الزواج لارتفاع تكاليفه.

(2)
(نحن من الناس الشايلة هم رمضان عشان مويتو) بهذه العبارة بدأت ربة المنزل عرفة إبراهيم حديثها وأكدت: (هذه العادة وغيرها أكبر ما يؤثر علي استمرارية العلاقات لما يصحبها من توتر ومشكلات بين الأسرتين حول كميتها ووجوب عطائها)، مضيفة: (ابنتي عندما قالت لي خطيبها أعفانا من موية رمضان والدته أصرت عليه وعملت قومة وقعدة)، واختتمت: (هذه العادات تمادت عن الحد الذي كانت به في السابق فغير المأكولات والمشروبات (النسوان دخلن فيها عدة وبتوجازات وتلاجات) وهذه الأشياء جعلت هذه العادة منبوذة نسبة لتدهور الأوضاع الاقتصادية لكثير من الأسر بسبب الغلاء المعيشي.
(3)
بدورها قالت الشابة إيناس الصديق: (موية رمضان كانت من العادات الجميلة التي تقوي الصلات بين (النسابة) لكنها تحولت إلى بذخ وأصبح من الصعب منعها وإيقافها، ومن الأفضل أن تتم ممارستها في حدود المعقول وإن التزمت فيها الأسر بقانون الاستطاعة ومراعاة الظروف الاجتماعية للغير، أما الأوضاع التي نحن فيها اليوم لا تسمح بهذه العادات واستمرارها أصبح مهدداً للانقراض من داخل المجتمعات)، مؤكدة أنها ترفض تماماً السير وراء هذه العادات إلا بشكلها القديم وزادت: (ما بخسر ناس بيتنا الوراهم والقدامهم عشان أرضي نسابتي) ، واختتمت إن هناك أسر تنتهج فيها منهج لا يوقعها في الخسائر (بتشيل قروش الموية من العريس كمثال).!

(4)
من جانبها وصفت اختصاصية علم الاجتماع علياء الطريفي هذه الظاهرة بأنها لا تخرج من إطار (البوبار والمفاخرة)، وقالت إنها تشكل عبئاً على الأسر وعائقاً من استمرار العلاقات وأنها في الأصل تكاليف زائدة وأضافت : (ليس منطقياً أن تتمسك بها العائلات في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها البلاد فهي عادات لا يجب السكوت عنها لما لها من أضرار)، وزادت إن مثل هذه العادات يصعب إيقافها بسهولة وعلى كبار العائلات التدخل وفضها ناصحة الأمهات بالتساهل فيها وتيسير امر الزواج على الأبناء والتخلي عن كل ما يعيق به وأن كثيراً من الأسر قد تقع في ضائقات مالية وديون طائلة لتتمكن من الالتزام بهذه العادات ومنهم من يبتاع ثرواته لأجلها لذلك يجب على النساء الوعي بضرورة التوقف عن ممارسة كثير من العادات.

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني