تحقيقات وتقارير

بعد تداول فيديوهات في فيسبوك و واتساب تظهر سودانيين في مناطق متفرقة في ليبيا يتعرضون للضرب والتنكيل.. مطالبات بتدخل الخرطوم


انتشرت في اليومين الماضيين فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لسودانيين يتعرضون للتعذيب وانتهاكات جسيمة في ليبيا، وغرد كثير من الناشطين السودانيين، مطالبين بضرورة إيقاف الانتهاكات التي تقع في حق السودانيين هناك في ظل دوامة العنف المستشري في الجوار السوداني منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي.

ولا تزال الأحداث الدامية والاشتباكات المسلحة بين الميليشيات التي تشهدها العاصمة الليبية، بين الحين والآخر تلقى استنكارا وتنديدا واسعين على الصعيدين الداخلي والخارجي. وبالرغم من الحديث عن نجاح حكومة الوفاق في بسط سيطرتها على العاصمة والحد من سطوة الميليشيات، فإن مسلسل العنف لا يزال يلقى بظلاله وسط مخاوف من تأثيره على العملية السياسية في البلاد وعلى دول الجوار.
ولا تزال ليبيا تعيش في ظل فوضى ودون حكومة مركزية، وهو ما مثل مناخا مناسبا للميليشيات التي تواصل أعمال العنف والانتهاكات وصراع النفوذ الذي لا ينتهي. ويرى مراقبون أن إنهاء سيطرة الميليشيات وإنشاء جيش ليبي موحد هي الحكم الأخير في تحديد نجاح أي مساع لحل الأزمة الليبية.
ووقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين قوة الردع الخاصة المكلفة بحماية المطار والتابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق ومليشيا مسلحة يقودها شخص يدعى بشير خلف الله وكنيته (البقرة) تتمركز بضواحي طرابلس، وخلفت الاشتباكات قتلى وعشرات الجرحى، وتسببت بإغلاق المطار والطرق المؤدية إليه وتضرر عدد من الطائرات.

إلى ذلك، سارع مجموعة من الناشطين السياسيين والإعلاميين، أمس السبت، إلى نشر تغريدات تطالب الحكومة السودانية بالتدخل لحماية السودانيين في ليبيا. وأكد هؤلاء أنهم يتابعون بقلق شديد الوضع الذي آل إليه حال السودانيين في هذه البلاد، وتفاقم معاناتهم.
وتطرح الأحداث الدامية الأخيرة، تساؤلات حول مدى قدرة حكومة الوفاق على بسط سيطرتها على العاصمة والحد من سطوة الميليشيات، التي لطالما خرج الشارع الليبي مرارا وتكرارا ضدها.

وقبل فترة قصيرة كشف عن تقرير إعلامي عن سوق (لتجارة العبيد في ليبيا)، وكان بالفعل صادماً، مؤكدا أن “المهربون الذين يجلبون الناس إلى السواحل الليبية هم من يبيعونهم بعد أن أخفقوا في إدخالهم إلى أوروبا عبر البحر، فيعودون إلى السواحل الليبية لبيعهم أجراء وعبيداً لمن يرغب في شرائهم، وبالتالي امتلاكهم، تماماً كما يمتلك المشتري أي قطعة أثاث أو سيارة أو جرار زراعي، أو حيوان أليف”.
وتعد مأساة المهاجرين الأفارقة عبر ليبيا إلى أوروبا ليست جديدة، فالمئات، بل عشرات الآلاف منهم يفرون من بلدانهم إلى ليبيا، همزة الوصل مع أوروبا، لكن الجديد أن حالات وفرص الوصول إلى أوروبا لم تعد متاحة، كما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية، فأوروبا بدأت تغلق حدودها للحد من التدفق الهائل للمهاجرين الأفارقة وغير الأفارقة، خاصة القادمين من الدول العربية التي تشهد أوضاعاً شبيهة بالدول الأفريقية.

** مرصد دوامة العنف الليبي

قالت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها العالمي 2018 إن الجماعات المسلحة وبعض القوى التابعة لحكومتي ليبيا المتنافستين على الشرعية، ترتكب انتهاكات واسعة النطاق ضد الليبيين والأجانب في ظل إفلات من العقاب.

# منذ اندلاع الصراع الضاري في مايو 2014، ارتكبت الجماعات المسلحة عمليات قتل خارج القانون، أخفت قسرا، عذبت، هجرت قسرا، احتجزت تعسفيا، واختطفت أشخاصا بسبب دوافع سياسية، أو اقتصادية، أو جنائية. ظل مئات الآلاف من الليبيين مهجرين قسرا، في حين أن جماعات مسلحة ومجرمين استغلوا وعرضوا آلاف المهاجرين للعنف، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء.
# قال إريك غولدستين، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “تُظهر أزمة الهجرة في وسط البحر الأبيض المتوسط لبقية العالم أنه يتجاهل كارثة ليبيا في مجال حقوق الإنسان رغم المخاطر. يتطلب استقرار الوضع في ليبيا نوعا من تدابير المساءلة عن الانتهاكات المتفشية التي ترتكبها جهات فاعلة مختلفة”.
# أسفرت النزاعات المسلحة منذ عام 2014 عن انهيار السلطة المركزية. تعاني المؤسسات الرئيسية، لا سيما مؤسسات إنفاذ القانون والقضاء، من خلل وظيفي في معظم أنحاء البلد، مما يكفل عمليا الإفلات من العقاب على الصعيد المحلي.
# في 15 أغسطس، أصدر المدعي العام في (المحكمة الجنائية الدولية) مذكرة توقيف، الأولى من نوعها عن الجرائم التي ارتكبت منذ انتفاضة 2011 في ليبيا، ضد محمود الورفلي قائد القوات الخاصة في الجيش الوطني، بعد ظهور فيديوهات تُورطه في إعدامات غير قانونية في شرق ليبيا.
# في ليبيا، تحتجز كل من وزارة العدل ومختلف الجماعات المسلحة المرتبطة بوزارتي الداخلية والدفاع، التابعتين لكلتا الحكومتين، آلاف الليبيين تعسفيا لمدد طويلة.
# لا يزال 20 ألف شخص، على الأقل، من بنغازي نازحين، معظمهم منذ 2014. منعتهم قوات الجيش الوطني من العودة إلى ديارهم، متهمة عائلات بأكملها بـ (الإرهاب)، في حين عرضتهم لانتهاكات بما في ذلك مصادرة ممتلكاتهم.
# عرضت ميليشيات، مهربين، وحراس في مراكز الاحتجاز آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الذين واصلوا التدفق إلى ليبيا، معظمهم أملا في الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، للضرب، العنف الجنسي، والعمل القسري.

اليوم التالي.


‫3 تعليقات

  1. من دولة تحت حكم دكتاتور (هكذا قالوا)
    إلى لا دولة
    الربيع العربي الصناعة اليهودية الذى دمر ثلاث دول بايدى أبنائها البررة
    ليبيا
    سوريا
    اليمن

  2. الامر ليس بهذه البساطة ايها الشيطان السابق
    انها رسالة من قوى الظلام مفادها ان من يثور على الحاكم فهذا مصيره
    الديمقراطية ليست في صالح الدول الغربية لان التصويت قد يأتي بمن لا يخدم مصالحهم